هل إذا صلى الإمام وهو في سفر ومعه قوم حضر هل يخفض صوته بالتسليم ويقول لهم " أتموا صلاتكم فإنا قوم سفر " ؟ حفظ
السائل : يعني قضية هنا معلوم أن السلام هو رفع الصوت في تلك الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم
الشيخ : إيه نعم
السائل : فإذا أردنا لقضية المسافر الإمام يصلي بقوم مقيمين وهو في هذه الحال يخفض صوته والدليل على ذلك أنه الأحاديث التي وردت في تسليم النبي صلى الله عليه وسلم أو في تسليم عمر رضي الله عنه أن الراوي لم يقل وقال السلام عليكم أتموا صلاتكم فإنا قوم سفر هذه واحدة ولو أنه رفع صوته لقال الراوي قال عمر السلام عليكم أتموا صلاتكم فإنا قوم سفر ويكون السنة الرفع لكنه ما لم يقل ذلك دل على أن الأولى هو خفض الصوت
شيء آخر وهو وجود المقتضي لذلك فإن رفع الصوت بالسلام ربما يشوش على المصلين فهذا وذاك يخص العموم الوارد المستنبط من الفعل لا من القول الذي فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع صوته بالتسليم
الشيخ : أنا ما أذكر تشويش أقول لم يرد عن الرسول عليه السلام أو عن عمر نحن قلنا يومئذ عن الرسول السند ضعيف وعن عمر السند صحيح لم يرد رفع الصوت ولذلك فكانت الحكمة تقتضي الخفض لماذا لأنه قد يشوش بال المصلين أي لأنه نرى نحن دائما ولعلي ذكرت في آخر المجلس أو في غيره
أنا صليت بالناس إماما صلاة العشاء في تبوك قدمني أحدهم قلت له يا أخي الناس اليوم ما بيعرفوا هذا الحكم أنا أصلي ركعتين وهن بدهم يقوموا يجيبوا ركعتين قال ما عليك أنت نبههم وبدل ما أنبههم عملت لهم محاضرة عملت لهم محاضرة إنه السنة بالنسبة للمسافر إنه يقصر وكثير من العلماء يقولون بأنه القصر واجب وبناء على ذلك فأنا سأصلي بكم ركعتين ولكن أرجو الانتباه أنا سوف لا أسمعكم سلامي وسأقول لكم أتموا صلاتكم فإنا قوم سفر مع ذلك من بعد ما صليت ركعتين وفعلت ما نبهتهم عليه ناس ضاجوا فيما بعد وقالوا للذي قدمني ليش أنت قدمت لنا هذا الإمام وعملنا شوشرة وخلط وما شابه ذلك من الكلام الذي لا أحفظه حرفيا
فالشاهد مع هذا التحفظ والبيان فكيف لو كان السنة أن يقول الإمام جهرا أتموا صلاتكم مهما حسنت الظن بالناس ماذا سيكون فعل بعضهم على الأقل أليس أنهم سيتجاوب مع الإمام وكما صار في عهد الرسول عليه السلام لما صلى العصر ركعتين سلم الناس معه وخرج سرعان الناس حتى قام ذي اليدين و( قال يا رسول الله أقصرت الصلاة أم نسيت ) معروف الحديث طبعا
فالشاهد إنه الشرع دائما يضع كما يقولون يعني سدا للذريعة يتخذ أسبابا ووسائل حتى ما يقع الناس في مخالفة الشرع فالناس معتادون أن يصلوا أربعا الإقامة والإمام يتفق أنه مسافر فحكمة التشريع اقتضت ألا يسمع الإمام سلامه لهؤلاء القوم وهم مقيمون لكن على العكس من ذلك يسمعهم الجملة العربية أقيموا صلاتكم فإنا قوم سفر
السائل : أتموا
الشيخ : نعم
السائل : أتموا
الشيخ : أتموا أتموا
السائل : أنت قلت أقيموا
الشيخ : أقيموا قلت " أتموا صلاتكم فإنا قوم سفر " فهذا ورد جهرا والسلام لم يرد فحينئذ يكون المسلم في حل من أن لا يجهر وبخاصة في هذه الحكمة التي حكيناها آنفا ورأيناها في كثير من الأسفار