فائدة : ما يقتضيه النظر السليم فيما يتعلق بالبدء بالسقاية للجالسين . حفظ
الشيخ : ثم هنا شيء يقتضيه النظر السليم التجربي الساقي عادة لا يفترض فيه أن يكون ذا ثقافة بحيث يعرف منازل الرجال ومقاديرهم وأسنانهم واختلافهم في العلوم وما شابه ذلك فإذا قيل للساقي ابدأ بكبير القوم كما هو في حديث ( كبر كبر ) هذا أول شيء ينبغي أن يلاحظ فيه السن .
ففيه تكليف للساقي بما يشبه ما يقال في كتب الكلام واختلفوا مع الأسف في ذلك هل لله تبارك وتعالى أن يكلف عباده بما لا يطيقون فقد ذهبت الأشاعرة بأن لله أن يكلف عباده بما لا يطيقون فالذي نعرفه كما قال تعالى (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) فهل يكلف الله أي ساقٍ يدخل في أي مجلس كهذا إنه يعمل لي فحص هيك دقيق ويشوف يا ترى الشيخ التويجري أولى وإلا ذاك الشيخ اللي جالس هناك في صدر المكان ما أدري خاصة إذا كان أحدهما صابغ لحيته من جديد فستر شيبه وهذا لا عيب عليه والآخر ذهب بعض الخضاب وبقي أثر الشيب كمثلي مثلا حيث لا أستطيع أن أعنى بصبغ اللحية كثيرا ولكني أفعل هذه السنة والحمد لله أيضا في كثير من الأحيان فهنا سيضل هذا الساقي بين هذا وبين هذا ، هذا يتنافى مع يسر الإسلام وسماحة الإسلام أما الأيمن فالأيمن يقول البعض الصبي إذا ميز يمينه من يساره خلاص يؤمر بالصلاة وإن كنت لا أتبنى هذا لأنه السنة أوضح من هذا الكلام
فإذا نحن نظرنا إلى هذا كله فأظن أن النفوس المطمئنة ستطمئن لهذا الحكم فيضعونه في محله وحديث ( كبر كبر ) في الكلام وحديث السواك أيضا في كبر أيضا في ذلك وهذا من جملة الوجوه التي أشرت إليها مما ييسر على طلاب العلم التوفيق بين الأحاديث التي قد يبدو شيء من التعارض بينها ولا تعارض والحمد لله فيها