فائدة : أمر مهم يجب مراعاته في القواعد الحديثية . حفظ
الشيخ : أنا أريد أن أذكر شيئا بالإضافة على ما سبق أن بعض القواعد الحديثية ليست قواعد كبعض العمليات الحسابية المقطوع بها والتي لا اختلاف بها اثنين زائد اثنين يساوي أربعة أربعة زائد أربعة يساوي ثمانية أو اثنين في اثنين ضرب إلى آخره بعض القواعد الحديثية لدقة هذا العلم تكون أمور نسبية وما علمكم بأن الراوي الواحد بعضهم يقول ثقة وبعضهم يقول ضعيف وبعضهم يقول كذاب فالقضية هذه نسبية بل واضحة جدا ولذلك فلا ينبغي أن نتسرع ونظن إنه هناك قواعد تلتزم جامدة لا تقبل الحركة لا تقبل اختلاف الآراء فيها لا هناك قواعد مثل هذا الموضوع حساسة ودقيقة جدا فقد تختلف الآراء في تأسيس القاعدة ثم وهذا هو الأهم قد تختلف الآراء في تطبيق هذه القاعدة في مفرداتها .
فقد يأتي فرد من أفراد ما يدخل تحت القاعدة فتشذ عن القاعدة إما غفلة عن الذي قعّد القاعدة أو استثناء منه لها إنه لهذا الحديث الفرد عن القاعدة .
ولقد أعجبني حينما وقفت في مخطوطات الظاهرية على رسالة الحافظ الذهبي التي طبعت فيما بعد والمسماة * بالموقظة * لقد ذكر هناك قولا كنت أحس به وجدانيا في نفسي ثم ازددت به حينما رأيت هذا الحافظ قد سطره في رسالته قال : " إن الحديث الحسن من أدق علوم الحديث لأن رأي المحدث الواحد يختلف فيه فتارة يحسنه وتارة يضعفه " .
فما بالنا بالنسبة لمحدثين مختلفين والسبب واضح جدا لأنه هذا الحديث الذي حسن نظر محسنه في راويه فوجد هناك اختلافا كثيرا تارة يخرج من هذا الاختلاف بنتيجة أنه " صدوق حسن الحديث " تارة يخرج بنتيجة أنه " صدوق يهم " أو " سيء الحفظ " فحينئذ لا يكون حديثه حسنا إلا بغيره فالشخص الواحد يتقدم ويتأخر في الحكم على الراوي الواحد وبالتالي يتفرع منه اختلاف الرأي في حديث هذا الراوي الواحد فتارة يحسنه وتارة يضعفه هذا من تمام الدقة متى يحسنه إذا استحضر أن ذاك الاختلاف هو عنده يؤدي إلى أنه صدوق.
ولكن قد يبدو له شيء في حديث ما بنفس الإسناد الذي يستحق الحسنى إنه في متن هذا الحديث فيه شيء منعه من تطبيق قاعدته على هذا المتن بخصوصه مع أنه من نفس الراوي الذي من عادته أن يحسن حديثه .
هذه أمور لا تُشرح عادة من قبل الناقد الحافظ فيكتفي أن يقول هذا حديث ضعيف مع أن القاعدة تلزمه أن يقول هذا حديث حسن لكن انقدح في نفسه شيء لم يبينه أو لم يستطع أن يبينه وهذا أدق في الموضوع .
في الأمس القريب حينما كنا في السهرة جاء السؤال عند الشيخ طبعا سعد جاء السؤال عن الصلاة على الرسول عليه السلام في التشهد الأول فذكرت أنا شاهدا لما قد يكون أشار إليه السائل أنه في حاشية المغني لابن قدامة ذكروا شيئا يقوي حديث أبي عبيدة عن ابن مسعود ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا جلس في التشهد الأول فكأنما هو على رَضَف ) أظن إن تبقى احترقت
السائل : ما احترقت
الشيخ : لأنه ما شاء الله صار وقت
السائل : يا شيخ
الشيخ : لا لأتم لكن هذه نكتة منشان ترطيب الجو شوية
السائل : لا أنا لن أنصرف أنا باستمع
الشيخ : لا أقول يعني يقولون عادة إنه الجو العلمي بيبقى جاف وفعلا بدها صمود وبدها جمع العقل والفكر وإلى آخره فنكتة تلقى على الماشي
السائل : نعم
الشيخ : أي نعم
الشاهد : فقلت أنا إنه حديث إنما ( على رضف ) هو معلول بعلتين أبطأ بأحدهما وهو انقطاع بين أبي عبيدة وابن مسعود ثم شككت ترى هل هو من رواية ابن إسحاق أو لا
لكني ذكرت شاهدا لهذا الحديث من رواية ابن إسحاق يقول حدثني أظن عبد الرحمن بن الأسود والله أعلم ، ذكرته ولا ... إنه فيه نكارة أو فيه شذوذ لأن هذه الزيادة التي ذكرها في الحديث ( إنه إذ كنت في التشهد الأول فانتهيت من التحية قمت إلى الركعة الثالثة ) إي هذا الجادة أن هذا الإسناد حسن هنا بأى الاختلاف من كان مستوعبا لموضوع حديث ابن مسعود وجامعا لطرقه فورا يشعر بإنه هناك في نكارة أو شذوذ فلا يقول هذا إسناد حسن
وأما من كان ذهنه خاليا من استيعاب طرق الحديث وألفاظ الحديث سيقول هذا إسناد حسن ولكل وجهة لكن يا ترى ماهو الصواب أيضا الصواب نسبي سنقول إنسان وقف على تحقيق ذلك المحدث الذي جمع الطرق فحكم على هذا الإسناد على القاعدة حسن ولكنه شاذ أو منكر .
أما الذي لم يقف على هذا سيذهب مع الذي حسّن الإسناد وأنا منهم أحسن الإسناد إذا غفلت عن شذوذ أو نكارة فالقضية في مثل هذه القضايا ماهي بهذا الوضوح والظهور فيقال أنت قعدّت قاعدة تقول كذا وكذا
نعم أنا قعدّت قاعدة إنه حديث ابن إسحاق حديث حسن إذا صرح بالتحديث فلماذا خالفت تحتاج إلى محاضرة وقد يقتنع المحاضر وقد لا يقتنع فالأمور نسبة وختام الأمر (( ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات ))
السائل : لو سمحت يا شيخ
الشيخ : نعم