فائدة : قول ابن مسعود في حديث التشهد " السلام على النبي " هل هو توقيف من النبي أم لا ؟ حفظ
الشيخ : بقي شيء آخر أشرت إلى أنه لابد من ذكره وهي فائدة في علمي أعرض عن تطبيقها جماهير المصلين وذلك لأنهم لم تصلهم هذه الفائدة مع أنها جاءت في صحيح البخاري وفي مسند الإمام أحمد رحمهما الله تعالى.
لقد قال ابن مسعود فيما رواياه أعني البخاري وأحمد بإسنادهما الصحيح ( علمني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكفي بين كفيه ) كف ابن مسعود بين كفي الرسول عليه الصلاة والسلام وهذا كناية عن اهتمامه صلى الله عليه وآله وسلم بصاحبه ابن مسعود حيث وضع ولما وصل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى ( السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ) قال عليه الصلاة والسلام ( فإنك إذا قلتها أصابت كل عبد صالح في السماء أو في الأرض ) ( وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ) قال ابن مسعود وهنا الفائدة قلنا ( السلام عليك أيها النبي والنبي بين ظهرانينا ) أي وهو حي يعيش بين ظهراني أصحابه قال ابن مسعود ( فلما مات قلنا السلام على النبي ) ( فلما مات عليه الصلاة والسلام قلنا السلام على النبي ) فقول ابن مسعود في التفريق في السلام على النبي في التشهد إنما هو تفريق بتوقيف من النبي صلى الله عليه وآله وسلم له ولأصحابه والمقصود بتوقيف يعني بإشعار من النبي صلى الله عليه وآله وسلم لهم أن يقولوا في التشهد بالسلام عليه بعد وفاته السلام على النبي ولذلك استجابة من أصحابه عليه الصلاة والسلام بإيقاف النبي إياهم على هذا التشريع الجديد بعد وفاته استجابوا له فصرّح ابن مسعود في تشهده هذا أنما قلنا ( السلام عليك أيها النبي وهو بين ظهرانينا فلما مات قلنا السلام على النبي ) أي تركوا كاف الخطاب وانتقلوا إلى لفظة الغيب فقالوا السلام على النبي.
وقد تناقش بعض العلماء من الشافعية حول قول ابن مسعود هذا هل هو توقيف من النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو باجتهاد من ابن مسعود فقيل وقيل لكن كان القول الراجح ما ذكره الإمام السبكي من الشافعية أنه قال " إذا صح قول ابن مسعود فلما مات قلنا السلام على النبي وجب العدول من لفظة الخطاب السلام عليك أيها النبي إلى لفظة الغيبة السلام على النبي " لكن الفرق بين قول السبكي وبين استدراك الحافظ بن حجر العسقلاني هو ما يلحظه كل من سمع آنفا أن هذا الحديث رواه البخاري فقول السبكي " إن صح " فتحفظ لا محل له ولذلك استدرك عليه ذلك الحافظ ابن حجر العسقلاني فقال " قد صح ذلك كما جاء في رواية البخاري السابقة فلما مات قلنا السلام على النبي "
فإذن صح وثانيا أن ابن مسعود لم يحك ذلك عن نفسه فقط بل حكاه عن الصحابة لأنه قال ( كنا نقول وهو صلى الله عليه وسلم بين ظهرانينا السلام عليك أيها النبي ) كنا نقول مش كنت أقول " فلما مات قلنا السلام على النبي " ثم أيد الحافظ ابن حجر رحمه الله هذا البيان الشافي من التفريق بين ما روى البخاري بلفظ فلما مات قلنا مش قلت أيد هذه الرواية برواية أخرى عزاها لمصنف عبد الزراق وقد طبع هذا المصنف والحمد لله منذ بضع سنين أو أكثر حيث روى عبدالرزاق في مصنفه بإسناد صحيح عن عطاء بن أبي رباح قال " كان أصحاب النبي " هذه رواية صريحة " كان أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقولون في حياته السلام عليك أيها النبي فلما مات قالوا السلام على النبي " ولذلك صار لزاما علينا أن نقول كما صار إليه أصحابه بعد وفاته " السلام على النبي وليس السلام عليك أيها النبي "
لقد قال ابن مسعود فيما رواياه أعني البخاري وأحمد بإسنادهما الصحيح ( علمني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكفي بين كفيه ) كف ابن مسعود بين كفي الرسول عليه الصلاة والسلام وهذا كناية عن اهتمامه صلى الله عليه وآله وسلم بصاحبه ابن مسعود حيث وضع ولما وصل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى ( السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ) قال عليه الصلاة والسلام ( فإنك إذا قلتها أصابت كل عبد صالح في السماء أو في الأرض ) ( وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ) قال ابن مسعود وهنا الفائدة قلنا ( السلام عليك أيها النبي والنبي بين ظهرانينا ) أي وهو حي يعيش بين ظهراني أصحابه قال ابن مسعود ( فلما مات قلنا السلام على النبي ) ( فلما مات عليه الصلاة والسلام قلنا السلام على النبي ) فقول ابن مسعود في التفريق في السلام على النبي في التشهد إنما هو تفريق بتوقيف من النبي صلى الله عليه وآله وسلم له ولأصحابه والمقصود بتوقيف يعني بإشعار من النبي صلى الله عليه وآله وسلم لهم أن يقولوا في التشهد بالسلام عليه بعد وفاته السلام على النبي ولذلك استجابة من أصحابه عليه الصلاة والسلام بإيقاف النبي إياهم على هذا التشريع الجديد بعد وفاته استجابوا له فصرّح ابن مسعود في تشهده هذا أنما قلنا ( السلام عليك أيها النبي وهو بين ظهرانينا فلما مات قلنا السلام على النبي ) أي تركوا كاف الخطاب وانتقلوا إلى لفظة الغيب فقالوا السلام على النبي.
وقد تناقش بعض العلماء من الشافعية حول قول ابن مسعود هذا هل هو توقيف من النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو باجتهاد من ابن مسعود فقيل وقيل لكن كان القول الراجح ما ذكره الإمام السبكي من الشافعية أنه قال " إذا صح قول ابن مسعود فلما مات قلنا السلام على النبي وجب العدول من لفظة الخطاب السلام عليك أيها النبي إلى لفظة الغيبة السلام على النبي " لكن الفرق بين قول السبكي وبين استدراك الحافظ بن حجر العسقلاني هو ما يلحظه كل من سمع آنفا أن هذا الحديث رواه البخاري فقول السبكي " إن صح " فتحفظ لا محل له ولذلك استدرك عليه ذلك الحافظ ابن حجر العسقلاني فقال " قد صح ذلك كما جاء في رواية البخاري السابقة فلما مات قلنا السلام على النبي "
فإذن صح وثانيا أن ابن مسعود لم يحك ذلك عن نفسه فقط بل حكاه عن الصحابة لأنه قال ( كنا نقول وهو صلى الله عليه وسلم بين ظهرانينا السلام عليك أيها النبي ) كنا نقول مش كنت أقول " فلما مات قلنا السلام على النبي " ثم أيد الحافظ ابن حجر رحمه الله هذا البيان الشافي من التفريق بين ما روى البخاري بلفظ فلما مات قلنا مش قلت أيد هذه الرواية برواية أخرى عزاها لمصنف عبد الزراق وقد طبع هذا المصنف والحمد لله منذ بضع سنين أو أكثر حيث روى عبدالرزاق في مصنفه بإسناد صحيح عن عطاء بن أبي رباح قال " كان أصحاب النبي " هذه رواية صريحة " كان أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقولون في حياته السلام عليك أيها النبي فلما مات قالوا السلام على النبي " ولذلك صار لزاما علينا أن نقول كما صار إليه أصحابه بعد وفاته " السلام على النبي وليس السلام عليك أيها النبي "