فائدة : ضرورة اعتبار فهم السلف الصالح في الدعوة إلى الكتاب والسنة . حفظ
الشيخ : وهذا القيد على منهج السلف الصالح قد يستنكره بعض الجماعات الإسلامية التي لم تتفقه ليس فقط بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بل حتى ولا بالقرآن الكريم لأن هذا القيد الذي ذكرته آنفا وهو اتباع أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم فيما فهموه وفيما تلقوه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو مما أمر به القرآن الكريم فكلنا يقرأ فيه قول الله تبارك وتعالى (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )) فقوله تبارك وتعالى (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) هذه الجملة لها معنى إضافي على الجملة التي قبلها والتي عليها عطفت الجملة التي بعدها حيث قال تعالى (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين )) لم يقل ربنا عز وجل ولو أنه قال ذلك لكفى لكنه أراد أن ينبه المسلمين إلى هذه النكتة التي سبق أن ذكرتها وهي اتباع أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام فقال (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين )) لم يقل ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نوله ما تولى إلى آخر الآية وإنما جاء بجملة إضافية على الجملة الأولى كما ذكرت آنفا وهي (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) فإذن اتباع سبيل المؤمنين أمر ضروري جدا وأساس من أسس الدعوة الإسلامية الحق التي لا يكون مخالفها على هدى من ربه تبارك وتعالى وقد شرح الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هذه الجملة (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) وبينها بأن المقصود ابتداء إنما هم أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كما في حديث تفرّق المسلمين كما تفرقت اليهود والنصارى فقد صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال ( تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وتفرقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قلنا من هي يا رسول الله قال هي الجماعة ) ما قال في هذه الرواية هي كتاب الله وسنة رسول الله لأنه هذا مفهوم من عديد من الآيات والأحاديث كمثل قوله تبارك وتعالى (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا )) لكنه قال في هذا الحديث في قوله تبارك وتعالى (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا )) لكنه قال في هذا الحديث ( الفرقة الناجية هي الجماعة ) أي هم الصحابة الذين كانوا على هدى من ربهم بسبب اقتفائهم آثار نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم وقد أوضح هذا المعنى زيادة إيضاح في الرواية الأخرى التي قال فيها جوابا عن ذاك السؤال من هي الفرقة الناجية قال عليه الصلاة والسلام ( هي التي على ما أنا عليه وأصحابي )
إذن لم يقل هي التي على ما أنا عليه فقط وإنما أيضا عطف على ذلك فقال ( وأصحابي ) هذا تماما إن لم يكن وحيا من الله مباشرة على قلب نبيه صلى الله عليه وآله وسلم فهو اقتباس من الآية السابقة (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين )) ماهي سبيل المؤمنين هي أصحابه الذين قال فيهم ( هي ما أنا عليه وأصحابي ) .
هذا حديث مشهور جدا يعطي معنى الآية ويوضحها والحديث الآخر الذي فيه وأختصره لأن الوقت قد ضاق ولابد أن عند بعض الأخوان أسئلة أخرى وقد استطردت كثيرا في الإجابة عن ذاك السؤال واستغللته استغلالا شرعيا لأوضح لكم هذه الحقيقة التي غفل عنها كثير من الدعاة الإسلاميين حتى الذين يتبنون الكتاب والسنة لا يتنبهون لضرورة تفهمهم للكتاب والسنة على ما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى بلغني عن بعض الناشئة الأغرار والمنتمين إلى العمل بالكتاب والسنة أنهم قالوا عن السلف " أولئك رجال ونحن رجال " كأنهم ساووا بين أنفسهم وبين أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذين قال فيهم عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح ( لا تسبوا أصحابي فوالذي نفس محمد بيده لو أنفق أحدكم مثل جبل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ) لقد جهلوا أو تجاهلوا هذا الحديث وقالوا نحن رجال وهم رجال هنا يأتي
" وابن اللبون إذا ما لز في قرن *** لم يستطع صولة البزل القناعيس "
ختاما أذكر بذاك الحديث ولا أسرده بطوله وهو قوله عليه الصلاة والسلام ( وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ) كأن سائلا يقول فماذا نفعل يا رسول الله أجاب بدون سؤال ( فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين ) لم يقل أيضا هنا فعليكم بسنتي فحسب وإنما قال عاطفا عليها هذا الجملة ( وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) زيادة وكل ضلالة في النار في حديث جابر بن عبدالله المعروف وهي في سنن النسائي بالسند الصحيح .
غيره تفضل
إذن لم يقل هي التي على ما أنا عليه فقط وإنما أيضا عطف على ذلك فقال ( وأصحابي ) هذا تماما إن لم يكن وحيا من الله مباشرة على قلب نبيه صلى الله عليه وآله وسلم فهو اقتباس من الآية السابقة (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين )) ماهي سبيل المؤمنين هي أصحابه الذين قال فيهم ( هي ما أنا عليه وأصحابي ) .
هذا حديث مشهور جدا يعطي معنى الآية ويوضحها والحديث الآخر الذي فيه وأختصره لأن الوقت قد ضاق ولابد أن عند بعض الأخوان أسئلة أخرى وقد استطردت كثيرا في الإجابة عن ذاك السؤال واستغللته استغلالا شرعيا لأوضح لكم هذه الحقيقة التي غفل عنها كثير من الدعاة الإسلاميين حتى الذين يتبنون الكتاب والسنة لا يتنبهون لضرورة تفهمهم للكتاب والسنة على ما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى بلغني عن بعض الناشئة الأغرار والمنتمين إلى العمل بالكتاب والسنة أنهم قالوا عن السلف " أولئك رجال ونحن رجال " كأنهم ساووا بين أنفسهم وبين أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذين قال فيهم عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح ( لا تسبوا أصحابي فوالذي نفس محمد بيده لو أنفق أحدكم مثل جبل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ) لقد جهلوا أو تجاهلوا هذا الحديث وقالوا نحن رجال وهم رجال هنا يأتي
" وابن اللبون إذا ما لز في قرن *** لم يستطع صولة البزل القناعيس "
ختاما أذكر بذاك الحديث ولا أسرده بطوله وهو قوله عليه الصلاة والسلام ( وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ) كأن سائلا يقول فماذا نفعل يا رسول الله أجاب بدون سؤال ( فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين ) لم يقل أيضا هنا فعليكم بسنتي فحسب وإنما قال عاطفا عليها هذا الجملة ( وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) زيادة وكل ضلالة في النار في حديث جابر بن عبدالله المعروف وهي في سنن النسائي بالسند الصحيح .
غيره تفضل