فائدة : رد إيهام أن حيضة المرأة تجعلها نجسة . حفظ
الشيخ : وأخيرا أذكر حديثا آخر أيضا هو من رواية السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم ( يا عائشة ناوليني الخمرة من المسجد ) الخمرة هي سجادة الصلاة لكن بعضهم يقول إنها بقدر الوجه بقدر ما يمنع الحرارة تصل إلى الجبهة ومنهم من يقول كسجادة الصلاة المستعملة اليوم ( ناوليني الخمرة من المسجد فقالت يا رسول الله إني حائض إني حائض فقال عليه الصلاة والسلام إن حيضتك ليست في يدك ) نستفيد من هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يمنع السيدة عائشة من دخول المسجد حينما طلب منها الخمرة واعتذرت هي بأنها حائض وهذا معنى قائم في أذهان كثير من النساء يعني كأنه المرأة لما بتكون حائض كأنها تنجست والحقيقة ليس كذلك كما إنه بعض الرجال حينما يكونون جنبا يتوهمون أن الواحد منهم وهو جنب نجس والأمر أيضا ليس كذلك وقد جاء أيضا في صحيح البخاري ( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان مع بعض أصحابه أتى بعض أصحابه وكان فيهم أبو هريرة فانخنس ) أي انسحب ( ثم جاء وقد اغتسل أبو هريرة فسأله الرسول عليه السلام لماذا انسحبت قال يا رسول الله إني كنت جنبا ) يعني كأنه كبر عليه أن يجالس الرسول أو أن يصافحه وهو جنب ( فقال له عليه الصلاة والسلام ألم تعلم أن المؤمن لا ينجس ) ( أن المؤمن لا ينجس )
فإذن سواء كان الرجل أو المرأة جنبا فهو لا ينجس فكذلك الحائض إذا كانت حائضا فهي لا تنجس وإنما هناك حكم معنوي وليس حكم مادي ولذلك لما الرسول صلى الله عليه وسلم قال لعائشة ( ناوليني الخمرة من المسجد ) هي سبق في ذهنها أنها نجسة لأنها حائض ( فقالت إني حائض قال إن حيضتك ليست في يدك ) إيش معنى حيضتك يعني الدم الدم الذي يخرج من ذات المكان هو ليس في يدك لأن الدم ذاك فقط هو النجس أما بدن الإنسان فهو طاهر لذلك لا عليك ادخلي المسجد وناوليني الخمرة فإذن أذن لها أن تدخل المسجد فلا مانع مطلقا للحائض إذن لا مانع أن تقرأ القرآن ولا أن تمس القرآن ولا أن تدخل المسجد فمن ادعى أن شيئا من هذه الأشياء الثلاثة محرم على المرأة الحائض فنقول كما قلنا آنفا هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين