فائدة : تعريف الفقه المقارن . حفظ
الشيخ : هذا الفقه القديم لو أريد الفقه هو المستنبط من الكتاب والسنة أما بالمعنى اليوم فهو الفقه المسمى بالفقه المقارن والفقه المقارن في الحقيقة يعود إلى الفقه الأول لأن معنى الفقه المقارن أن يدرس أقوال العلماء في المسألة الواحدة ويدرس أدلة كل منهم فيما اختاره من الرأي في المسألة ثم يعمل مراجحة بين هذه الأقوال بناء على ما جاء في القرآن وما جاء في بيانه عليه الصلاة والسلام بالقرآن .
إي هذا وهذا الشيخ الغزالي كتبه كلها تدل على أنه لم يكن عالما لا بالحديث ولا بالفقه المستنبط من الحديث ولذلك فهو وأمثاله يستقربون الأمر فيضعون هذا القرآن الكريم ويفسرونه بما عندهم من معرفة باللغة العربية وأهل العلم يقطعون أن أعلم الناس باللغة العربية لن يستطيعوا أن يفهموا القرآن الذي أنزل على قلب محمد عليه الصلاة والسلام إلا من طريق الرسول صلى الله عليه وسلم ولذلك فأصحابه مع أنهم عرب أقحاح كانوا يرجعون إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيما إذا أشكل عليهم آية في القرآن الكريم أذكر أن هناك آية تقول لا إله إلا الله فيها ذكر أيوة ولم يلبسوا إيمانهم بظلم مين مستحضر الآية
الطالب : (( الذين آمنوا ))
الشيخ : (( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون )) أشكل عليهم الآية الصحابة أنفسهم قالوا يا رسول الله وأينا لم يلتبس عليه الإيمان بظلم فقال لهم عليه الصلاة والسلام ( ليس كذاك ألم تقرؤوا قول العبد الصالح حينما وصى ابنه فقال له (( يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم )) ) الرسول عليه السلام فسّر لهم الآية الأولى بهذه الآية الأخرى مع أن وجود الآية في القرآن لكن الصحابة ما استحضروا تفسير الآية الأولى بالأخرى فالرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي بيّن لهم أن المقصود هناك بظلم أي بشرك وليس مطلق الظلم ولذلك ففي القرآن نصوص عامة خصصتها السنة نصوص مطلقة قيدتها السنة فمن وقف مع القرآن فقط كما يفعل الغزالي وأمثاله من المعاصرين ضل ضلالا بعيدا ولذلك أكد النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذه الحقيقة الشرعية أن من اكتفى بالقرآن خرج عن هدي القرآن نفسه في بعض الأحاديث حيث قال عليه الصلاة والسلام ( لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته ) إشارة إلى أنه يستكبر ويستعلي ( لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يقول هذا كتاب الله فما وجدنا فيه حلالا حللناه وما وجدنا فيه حراما حرمناه ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ) وفي رواية أخرى ( إلا إن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله ) وهذا معنى قوله تعالى (( ومن يطع الرسول فقد أطاع الله )) كذلك أكد عليه الصلاة والسلام هذا المعنى بالحديث الآخر وهو قوله عليه السلام في جملة خطبة حجة الوداع قال عليه الصلاة والسلام ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ) فإذن ميقنا وإجماع علماء المسلمين قاطبة أن من اكتفى بالقرآن دون السنة ضل ضلالا بعيدا وخالف القرآن نفسه لأنه هو الذي يقول (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا )) واتفق علماء التفسير أن الرد إلى الله تبارك وتعالى هو الرد إلى كتابه والرد إلى الرسول هو الرد إلى سنته وإذ الأمر كذلك فلابد من معرفة السنة أولا ثم لابد من تمييز ما صح منها مما لم يصح ثانيا فهنا لابد لنا أن نقف قليلا