فائدة : من الأمثلة التي يبتلى بها كثير من الناس بتفسيرها خطأ . حفظ
الشيخ : مثال ثاني مثلا من الأمثلة التي يبتلى بها كثير من الناس بتفسيرها خطأ معروف في بعض البلاد كالبلاد العربية أنهم يأكلون الجراد الميت فهل نجد حكم الجراد الميت في القرآن الكريم نستطيع أن نقول نجد ولا نجد لا نجده بالنص على جراد لكن نجده باللفظ العام وهو قوله تبارك وتعالى (( حرمت عليكم الميتة والدم )) فإذن الجراد ميت فإذن دخل في الآية فحرم أكله فهل نحرم الجراد على أولئك الناس الذين اعتادوا أكله لأن الآية بعمومها وشمولها تشمل هذا النوع من الميتة الجواب لا لم لأن الذي أيضا أنزل عليه الآية (( حرمت عليكم الميتة )) قال ( أحلت لنا ميتتان ودمان الحوت والجراد والكبد والطحال ) .
ولو أردنا أن نتوسع قليلا في نفس الآية من الميتة أيضا ميتة السمك وأكثر الناس الساحليين هذا طعامهم السمك الميت لأنه حين يصطاد ففي كثير من الأحيان يخرج وهو ميت أو يخرج وهو حي ثم يترك فيموت فإذا أخذنا الآية دون الاستعانة على فهمها بالسنة الصحيحة حرمنا أيضا أكل السمك الميت أنا أذكر أن هنا اختلافا بين الفقهاء فمنهم من ذهب إلى إباحة السمك الميت مطلقا لماذا لقوله في الحديث السابق أولا ( أحلت لنا ميتتان ودمان الحوت والجراد )
فإذن السمك حلال مطلقا لكن بعضهم قال إذا كان السمك طافيا لا يؤكل هذا التفصيل هنا بأى يأتي دور السنة الصحيحة قلنا نحن آنفا لا يمكن فهم القرآن إلا بالسنة والسنة فيها ما يصح وما لا يصح ومن أراد أن يفسر القرآن بالسنة لابد أن يكون عالما بالحديث تصحيحا وتضعيفا .
فبعض الفقهاء المتقدمين وهم الحنفية احتجوا على التفريق بين السمك الطافي فلا يحل والسمك الذي هو غير طافي فيحل بحديث يفرّق بين السمك إذا كان طافيا فلا يؤكل لكن هذا الحديث لا يصح من حيث إسناده حينئذ رجعنا إلى الحديث السابق ( أحلت لنا ميتتان ودمان الحوت ) أي مطلقا سواء كان طافيا أو غير طافي لأنه ما صح البيان أن نفصل بين إذا كان طافيا فلا يؤكل وخلافه يؤكل.
ثم يأتي حديث آخر في هذا الموضوع وهو في صحيح مسلم ( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان قد أرسل سرية أمّر عليها أبا عبيدة بن الجراح رضي الله عنه فخرجوا على ساحل البحر وكانوا قد تزودوا بشيء من التمر فما زالوا يأكلون حتى نفد زادهم وازداد جوعهم فرأوا من بعيد شيئا رابيا هكذا فتقدموا إليه وإذا بحوت كبير جدا قد قذف به البحر فأكلوه منه وتزودوا منه وجاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وذكروا له ذلك فلكي يطيب لهم أكلهم إياه قال إذا كان عندكم شيء منه فأطعموني إياه )
ومن غرائب هذا الحوت أنهم نصبوا ضلعا من أضلاعه على الأرض فمر الراكب على الناقة من تحته مثل سفينة البحر الكبيرة جدا الشاهد هذا الحديث أيضا يؤكد أن ميتة البحر حلال بينما الآية على إطلاقها تحرم الميتة فلابد إذن الأمثلة والأمثلة كثيرة وكثيرة جدا