تتمة شرح حديث معاوية وفيه: ( ... إن منا أقواماً يأتون الكهان ). حفظ
الشيخ : بعد أن أجابه عليه السلام بقوله: ( فلا يصدنكم، قال: يا رسول الله إنَّ مِنا أقوامًا يأتون الكهَّان، قال: فلا تأتوهم ):
الكهان هم العرّافون المنجمون الذين يدَّعون الاتصال بالجن واكتشاف المغيبات والكشف عن الكنوز الدفينة في الأرض إلى غير ذلك مِن الأباطيل، قال عليه الصلاة والسلام: ( فلا تأتوهم )، وقد جاء في أحاديث أخرى: ( مَن أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ).
ثم قال معاوية بن الحكم السلمة: ( إنَّ منا أقوامًا يخطُّون، قال عليه الصلاة والسلام: قد كان نبيٌ من الأنبياء يخط، فمن وافق خطُّه خطَّه فذاك ) تفسير هذه الجملة كما يقول أهل العلم:
( قد كان نبي من الأنبياء يخط ) أي: إن الله عز وجل قد كان أعطاه معجزة بواسطة الرمل يكتشف عن بعض المغيبات، فمن وافق خطُّه من هؤلاء الناس خطَّ ذاك النبي فهو الذي يصيب، قال العلماء: وهذا تعليق بالمحال، أي: لا يمكن أن يكون كالنبي الذي كان له هذه المعجزة، ومعنى هذه الجملة معنى نفس الكلام الذي قبله فلا تأتوهم، ( إن منا أقواما يأتون الكهان، قال: فلا تأهوهم ) كذلك الذين يخطون بالرمل قال بعبارة أخرى: لا تأتوهم لأن هذه معجزة كانت لنبي فادَّعاها بعض الدجالين فهم لن يوفقوا ولن يصيبوا.