يغلب على كثير من الجهال قولهم: إن الله موجود في كل مكان ظانين بأنهم ينزهون الله غاية التنزيه فهل يُعذرون في ذلك بجهلهم أو بتقصير أهل العلم ؟ حفظ
السائل : يا شيخ ! يشيع بين كثير من المسلمين لا سيما في غير هذه البلاد أنه إذا سُئل أحدهم أين الله قال: الله موجود في كل مكان، وهم يظنون أنَّ هذا غاية التنزيه لله عز وجل، فهل يُعذرون في هذا الأمر بسبب تقصير العلماء، أم أنهم يلامون على أنهم لم يتعلموا عقيدتهم الأولى وهي عن الله عز وجل ؟
الشيخ : الحقيقة لو أرادوا أن يتعلموا فليس لديهم من يعلمهم، لأن الذين ينبغي أن يعلموهم هم بحاجة إلى مَن يعلمهم، المشكلة عويصة جدًّا ونحن كما نقول دائمًا وأبدًا: على من أُعطي شيئًا من العلم أن يبلغه إلى الناس ولا يكتمه، وقولهم وهذه عبارة معروفة جدًّا مع الأسف الشديد: " الله عز وجل موجود في كل مكان، الله موجود في كل الوجود ": هي معنى الكلمة السابقة التي ذكرناها آنفًا، لكن الجملة هذه التي نسمعها من عامة الناس هي عقيدة خاصة الناس اليوم إلا من عصمه الله عز وجل بالكتاب والسنة، من عجائب الأمور: إن علماء الكلام هؤلاء الذين مِن حصيلة علمهم أن يظل جماهير المسلمين يقولون هذه القولة العريقة في الضلال: " الله موجود في كل مكان "، من عجائب هؤلاء العلماء أبوا أن يقال: إن الله على العرش استوى استواءً يليق بعظمته وجلاله، ثم لم ينزهوه أن يكون في كل مكان وهم يعلمون أن المكان وُجد بعد أن كان عدمًا، لأن المكان مشتق من كان يكون، والله عز وجل يقول: (( إنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون )) فالمكان كان الله ولا مكان ولا زمان، فخلق المكان وخلق الزمان، فكيف يَعقِل هؤلاء فضلًا عن أنهم خالفوا دينهم، كيف يعقلون بعقولهم أنَّ الله في هذا المكان الذي خلقه بعد أن كان عدمًا ؟!
يضاف إلى ذلك كيف يعقلون هذه الكلية: " الله موجود في كل مكان " وهناك أمكنة لا يدخلها الناس عمومًا مسلمين وكفار إلا مضطرين وهي الكُنُف، وهناك أمكنة لا يدخلها المؤمنون الصالحون وهي البارات والخمارات ووإلى آخره، وهناك وهناك أشياء كثيرة ما تحتاج القضية إلى تفصيل، كيف يقول هؤلاء الناس في معبودهم الحق إنه في هذه الأمكنة ؟!
ذلك هو الضلال البعيد، ولذلك فالعصمة كما قلنا في خاتم الكلمة: التمسك بالكتاب والسنة.
السائل : عندي سؤال !
الشيخ : حول هذه المسألة ؟