ذكر بعض الأمثلة والقصص الدالة على أن السنة تعطي صاحبها فقهاً أكثر من غيره. حفظ
الشيخ : وأنا أضرب لكم مثلًا بسيطًا كيف أن السنة تعطي صاحبها فقهًا لا يجده الآخرون الذين يَقنعون بدراسة فروع الفقه، لا يدرسون السُّنة التي تُستنبط منها الفروع، وإنما يدرسون الفروع التي لا تُربط بالأصول أي: بالكتاب والسنة، قبل كل شيء وقبل أن أذكر المثال الذي جال في خاطري، أذكر لكم قصة أو حكمة، الأولى أن نقول عنها حكمة لبعض فقهاء الأندلس، وهو ابن رشد الأندلسي قال: " مثل المجتهد ومثل المقلِّد كمثل صانع الخفاف وبائع الخفاف ": مثل المقلد والمجتهد كصانع الخفاف وبائع الخفاف.
قال: " يأتي الرجل إلى بائع الخفاف وعنده أجناس وقياسات مختلفة يعلقها في صدر المكان، يأتيه رجل بقياس رجلٍ غريبة غير معهودة بين الناس " : فهي مثلًا قصيرة وضخمة عريضة، قصيرة وضخمة تكاد تكون مربعة مثلاً، نشاهد في خلق الله عجائب، يأتي إلى بائع الخفاف هو مجرد ما يشوف القياس هذا يقول له معذرة ما في عندي، ما في حاجة أنه يُفتش، قد يأتي شخص آخر ها في احتمال، كم القياس ؟ مثلًا الطول أربعين، كم العرض؟ والله العرض عشرة، يُفتش الأخ ما يجد، هذا مين ؟ بائع الخفاف.
أما صانع الخفاف يأتي إليه ويريه القياس فيأخذه ويفصله على كيفه، ويحضر له إياه، لماذا؟ لأنه صانع وليس بائعاً مقلداً.
ذاك مثل المقلد وهذا مثل المجتهد، أي: إن المجتهد يستطيع أن يوجِد من الكتاب والسنة أدلة يستنبطها منهما لبعض ما يحدث على مر الزمان.
المثال الذي سبق إلى ذهني وأردت أن أذكره لكم فيه عبرة لما نحن فيه ودليلًا لما نحن فيه أيضاً:
حشو الأضراس، حشو الأضراس مهنة اليوم عند من يسمون بطبيب الأسنان لم يكن معروفاً في ذلك الزمان، فهل يجوز للمسلم أن يحشو ضرسه ؟!
في المسألة قولان: منهم من يقول: يجوز، ومنهم من يقول: لا يجوز، فهؤلاء هم متعصبة الحنفية الذين لم يتفقهوا في الكتاب والسنة وإنما يقيسون على بعض الآراء التي ذُكرت في فروع الكتب المبسوطة.