التمثيل على ما قد يقع في المقلدة للمذاهب من الخطأ في الفتوى لقلة معرفتهم بالسنة وقلة اطلاعهم عليها. حفظ
الشيخ : وهذه قصة وقعت في الشام وليست خيالاً:
شابٌّ حشا بعض أضراسه وأبوه مِن أهل العلم بالفقه الحنفي، وكان مرجعاً لطائفته هناك في دمشق، وكان يحذر الناس من أن يحشو الأضراس، ثم بلغه بأن هذا الابن قد حشا أضراسَه، وذات يوم يقول لابنه: " يا بُني بلغني أنك حشوت بعض أضراسك، قال له: نعم، شعرت بألم ووجع رحت عند الطبيب فذكر لي بأن أضراسك بحاجة إلى تنظيف وإلى حشو، قال: يا ابني أنت ما تسمع مني دائماً أنا بحذر الناس من هذا الفعل وأقول: إن الذي يحشو ضرسًا من أضراسه يبقى جنبًا طيلة حياته، الذي يحشو ضرسًا من أضراسه يبقى جنبًا طيلة حياته"، فلسفته في ذلك يقول: " المضمضة في الغُسل عند الأحناف فرضٌ، ومن الفرض أنه يجب إيصال الماء إلى كل ذرة مِن أطراف الفم، فحينما انكشف هذا الضرس وجب إيصال الماء إلى الحفيرة التي حدثت بسبب النخر، فحينما جاء هذا وسدَّ هذه الحفيرة منع إيصال الماء إلى ذلك المكان فصار يبقى إذا أجنب جنبًا طيلة الحياة، ولو صلى وهو جنب فلا صلاة له ":
هذه فلسفة ما هي غريبة مِن المقلدين، وهذا يذكرني بما كنت سمعت من بعض مشايخي ولعله أبي -رحمه الله- بنكتة أخرى لكنها ليست من العلم في شيء، لكن فيها مثل هذا التسلسل الفلسفي، قيل: إن عالماً زارَ بعض تلامذته أو أصحابه وجلس ما جلس، ولما خرج وجد نعله كما خلعه، فهو حينما يدخل يدخل مثلاً الإنسان تبقى نعله نحو الوجه نحو هذا الوجه، لكن إكرام العالم أن يذكر صاحب الدار ويوجه له النعل حتى ما يتكلف العالم شوية يعني يوطي يمد يده أو رجله لحتى يوجهه ويمشي، يجب إكرام العالم، فهو لم يجد هذا العالم ضيفه قد أكرمه بتوجيه النعل له، فقال له: أنت كفرت، لماذا؟!
لأنك لم تكرم العالم، ومن لم يكرم العالم لم يكرم العلم، ومن لم يكرم العلم لم يكرم مَن جاء به وهو رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ومن لم يكرم رسول الله لم يكرم من أنزل العلم على رسول الله فقد كفر، هذا التسلسل الفلسفي الذي ما أنزل الله به من سلطان.
نحو هذا وقع فيما يتعلق بحشو الضرس كما سمعتم، هذه مش خيال كالقصة الثانية، ممكن تكون القصة الثانية من باب توضيح فلسفة بعض المقلدين، أما القصة الأولى فهي حقيقة واقعة مع الأسف الشديد.