بيان بعض مسائل مصطلح الحديث وتطوره بين المتقدمين والعصور المتأخرة التي استقر فيها المصطلحات كالحديث الحسن. حفظ
الشيخ : ولا يخفى عليكم -إن شاء الله- جميعًا أن مرتبة الحديث الصحيح أَعلى مِن مرتبة الحديث الحسن وهذا أعلى من مرتبة الحديث الضعيف، ولكن الاصطلاح في الحديث الذي يُحتج به أنَّ بعضَه صحيحٌ وبعضَه حسنٌ فهذا اصطلاح لم يكن شائعًا في أول بدء نشوء علم الحديث، فعلماء الحديث القُدامى الحديث عندهم ينقسم إلى قسمين: صحيح وضعيف، لكن شأن كل علمٍ يُبدأُ بِه أن يكون غير محرر تمام التحرير، وكلَّما مضى عليه عهدٌ كلَّما زاد تحريرًا وتدقيقًا، ولذلك فعلماء الحديث في مصطلحهم جعلوا الحديثَ المحتج به مقسوم إلى قسمين: صحيح وحسن، لكن هذا الحديث الحسن لم يكن متداولاً بين علماء الحديث قديماً، أول مَن عرف باستعماله هو الإمام محمد بن إسماعيل البخاري، وأول مَن أذاعه وأشاعه هو تلميذه الإمام الترمذي، فإذا كان الأمر كذلك فهذا يفيدنا ألَّا نَتحامل كثيرًا على بعض مَن يقول في حديث ابن إسحاق إنه حديث صحيح، لأن الصحيح يدخل فيه الحسن أيضًا بالنسبة لاصطلاح المحدثين المتقدمين منهم.
وإذا عرفنا هذا التفصيل عرفنا حينذاك بدقة أنَّ حديث ابن إسحاق هو وسطٌ بين الحديث الصحيح وبين الحديث الضعيف، هو حسنٌ ومرتبة أو منزلة الحديث الحسن عند المحدثين أن يُحتج به كما يُحتج بالحديث الصحيح تماماً.
وإذا عرفنا هذا التفصيل عرفنا حينذاك بدقة أنَّ حديث ابن إسحاق هو وسطٌ بين الحديث الصحيح وبين الحديث الضعيف، هو حسنٌ ومرتبة أو منزلة الحديث الحسن عند المحدثين أن يُحتج به كما يُحتج بالحديث الصحيح تماماً.