حكم أهل الفترة، والرد على الغزالي المعاصر في رده لحديث: ( إني أبي وأباك في النار ). حفظ
الشيخ : الآن نعود: تُرى من كان قبل بعثة الرسول عليه السلام كمثل أبويه المذكورين في هذا الحديث وكمثل ذلك الأب الذي كان سؤاله سبباً لورود هذا الحديث حينما توجَّه به إلى النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ( أين أبي ؟ ) يعني: والده الذي مات قبل بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام كان جوابه عليه السلام: ( هو في النار ) إلى آخر الحديث، إذن هذا الذي ماتَ قبل بعثة الرسول عليه السلام تُرى هل دخل في عموم النص القرآني السابق: (( وما كُنا معذبين حتى نبعث رسولًا )) ليتخرَّص متخرِّص وليتظنن متظنن بأن هذا الحديث لا يمكن أن يكون صحيحاً لأن هذا الأب الذي سأل الولد عنه نبيه عليه السلام مات قبل البعثة، فإذن نطبق عليه قول الله عز وجل: (( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً )) هنا لا بد مِن أن يقف المسلم موقفاً من موقفين لا ثالث لهما: إما أن يقولَ وهذا ما فعله غزالي العصر الحاضر حينما ردَّ هذا الحديث بشبهة الاتكاء على الآية السابقة: (( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولًا )) معنى منطقه المنحرف عن السنة: إن هذا الرجل لم تبلغه الدعوة، لم تبلغه دعوة رسول إذن بنتج من ذلك أن ربنا لا يعذبه فكيف يقول نبينا صلى الله عليه وسلم عنه : ( إنه في النار ): الإشكال جاء هذا الإنسان أنه حكم عقله في أمر غيبي لا يستطيع العقل البشري إلا إذا كان ممدودًا بوحي السماء أن يعرف ذلك الأمرَ الغيبي، أي: هذا الأب الذي أخبر عنه الرسول عليه السلام بأنه في النار لا يستطيع العقل البشري أن يقول: إنه لم تبلغه الدعوة، وبناء على ذلك يقول: قوله تعالى: (( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولًا )): لا يصح أن نؤاخذ هذا الكافر الذي حكم النبيُ صلى الله عليه وسلم بأنه في النار، ما بُني على فاسدٍ فهو فاسد، قلت: لا يستطيع أحد أن يقول لهذا الأب بأنه مات قبل أن تصله الرسالة، لو كان كذلك ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحكم عليه بالنار.
هنا يرد السؤال: أرسول الله أعلم بمثل والد هذا السائل أم من جاء بعد أربعة عشر قرناً فيقول: إن هذا مِن أهل الفترة، إنه لم تبلغه الرسالة، وبناء على ذلك يقول: هذا الحديث لا ينطبق ولا ينسجم مع القرآن الكريم ومن ذلك هذه الآية الكريمة.
جوابنا: الآيةُ لا شك ولا ريب إنها من أصول الشريعة: (( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولًا )) وجاءت السنة لتؤكد معنى هذه الآية الكريمة وهو قوله عليه السلام كما في * صحيح مسلم * أيضاً أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( ما مِن رجل من هذه الأمة مِن يهودي أو نصراني يسمع بي ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار ): فإذن الحُجة تقوم على من بلغته الدعوة، وإذا ما افترضنا إنسانًا لم تبلغه الدعوة فسواء كان ما قبل دعوة الرسول عليه السلام أو حتى في هذا الزمان إذا افترضنا إنسانًا ما لم تبلغه الدعوة فهو ليس معذبًا بدليل الآية السابقة: (( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولًا )): إذن ليس الخلاف في الآية في دلالتها، وإنما الخلاف في أن زيدًا من الناس جاء الحديث الصحيح ليقول: هو في النار، فنقول نحن من عند أنفسنا أو من عند أهوائنا: هو ليس في النار لماذا ؟! لأنه مات قبل بعثة الرسول عليه السلام، لأن الجواب أننا نعلم أنه قد كان قبل النبي صلى الله عليه وسلم أنبياء بل ورسل وقد كان في الجزيرة العربية بصورة خاصة دعوة أبينا إبراهيم الخليل -عليه الصلاة والسلام- وابنه إسماعيل، في القرآن الكريم كما تعلمون جميعاً: (( وإذ يرفع إبراهيمُ القواعد من البيت وإسماعيلُ ربنا تقبل منا )) إلى آخر الآية، فإذن هذا البيت الذي لا يزال والحمد لله عامرًا مقصودًا من أطراف الدنيا بالحجاج المسلمين إلى بيت الله الحرام قد كانت دعوة إبراهيم الخليل قائمة ومتوارثًا للعرب أنفسِهم، ولكن بلا شك قد دخل في توحيدهم ما لا أصلَ له بل هو الشرك بعينه، فقد كان مع ذلك هناك أفرادٌ من أهل التوحيد استمرُّوا على توحيدهم في الجاهلية التي كانت قبل بعثة الرسول عليه السلام، فلو ماتَ أحدٌ من هؤلاء الموحدين ما نستطيع أن نقول: إنهم لم تبلغه الدعوة، أو مات غيرهم ما نستطيع أن نقول بلغتهم الدعوة أو لم تبلغهم الدعوة، لماذا؟ لأن الأمر غَيبي فالمرجع في ذلك إلى من اصطفاه الله عز وجل برسالاته كما قال تبارك وتعالى: (( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدًا * إلا مَن ارتَضى مِن رسول )) ورسولُنا اصطفاه ربنا عز وجل وأنبأه بكثير من المغيبات كما تدل على ذلك كثير مِن الاكتشافات العلمية والتاريخية ونحو ذلك، فحينما يأتي حديث ليقول عن شخص معين هو في النار، لماذا نضرب هذا الحديث بالآية ونحن ليس عندنا تفاصيل مفردات الذين وجدوا بعد إبراهيم عليه السلام هل ماتوا على الشرك أم ماتوا على التوحيد، نحن نقول كلمة عامة: " كل من مات ما بين إبراهيم وإسماعيل عليهم الصلاة والسلام ودعوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، كل من مات بين الدعوتين هاتين هو إما أن يكون قد بلغته الدعوة وقامت عليه الحجة فهو ليس من أهل الفترة، ومن لم تبلغه الدعوة فهو من أهل الفترة وله معاملة خاصة يوم القيامة "، لا أريد الآن أن أنصرف إلى بيانها لأبقى فيما نحن في صدده الآن.
هنا يرد السؤال: أرسول الله أعلم بمثل والد هذا السائل أم من جاء بعد أربعة عشر قرناً فيقول: إن هذا مِن أهل الفترة، إنه لم تبلغه الرسالة، وبناء على ذلك يقول: هذا الحديث لا ينطبق ولا ينسجم مع القرآن الكريم ومن ذلك هذه الآية الكريمة.
جوابنا: الآيةُ لا شك ولا ريب إنها من أصول الشريعة: (( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولًا )) وجاءت السنة لتؤكد معنى هذه الآية الكريمة وهو قوله عليه السلام كما في * صحيح مسلم * أيضاً أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( ما مِن رجل من هذه الأمة مِن يهودي أو نصراني يسمع بي ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار ): فإذن الحُجة تقوم على من بلغته الدعوة، وإذا ما افترضنا إنسانًا لم تبلغه الدعوة فسواء كان ما قبل دعوة الرسول عليه السلام أو حتى في هذا الزمان إذا افترضنا إنسانًا ما لم تبلغه الدعوة فهو ليس معذبًا بدليل الآية السابقة: (( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولًا )): إذن ليس الخلاف في الآية في دلالتها، وإنما الخلاف في أن زيدًا من الناس جاء الحديث الصحيح ليقول: هو في النار، فنقول نحن من عند أنفسنا أو من عند أهوائنا: هو ليس في النار لماذا ؟! لأنه مات قبل بعثة الرسول عليه السلام، لأن الجواب أننا نعلم أنه قد كان قبل النبي صلى الله عليه وسلم أنبياء بل ورسل وقد كان في الجزيرة العربية بصورة خاصة دعوة أبينا إبراهيم الخليل -عليه الصلاة والسلام- وابنه إسماعيل، في القرآن الكريم كما تعلمون جميعاً: (( وإذ يرفع إبراهيمُ القواعد من البيت وإسماعيلُ ربنا تقبل منا )) إلى آخر الآية، فإذن هذا البيت الذي لا يزال والحمد لله عامرًا مقصودًا من أطراف الدنيا بالحجاج المسلمين إلى بيت الله الحرام قد كانت دعوة إبراهيم الخليل قائمة ومتوارثًا للعرب أنفسِهم، ولكن بلا شك قد دخل في توحيدهم ما لا أصلَ له بل هو الشرك بعينه، فقد كان مع ذلك هناك أفرادٌ من أهل التوحيد استمرُّوا على توحيدهم في الجاهلية التي كانت قبل بعثة الرسول عليه السلام، فلو ماتَ أحدٌ من هؤلاء الموحدين ما نستطيع أن نقول: إنهم لم تبلغه الدعوة، أو مات غيرهم ما نستطيع أن نقول بلغتهم الدعوة أو لم تبلغهم الدعوة، لماذا؟ لأن الأمر غَيبي فالمرجع في ذلك إلى من اصطفاه الله عز وجل برسالاته كما قال تبارك وتعالى: (( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدًا * إلا مَن ارتَضى مِن رسول )) ورسولُنا اصطفاه ربنا عز وجل وأنبأه بكثير من المغيبات كما تدل على ذلك كثير مِن الاكتشافات العلمية والتاريخية ونحو ذلك، فحينما يأتي حديث ليقول عن شخص معين هو في النار، لماذا نضرب هذا الحديث بالآية ونحن ليس عندنا تفاصيل مفردات الذين وجدوا بعد إبراهيم عليه السلام هل ماتوا على الشرك أم ماتوا على التوحيد، نحن نقول كلمة عامة: " كل من مات ما بين إبراهيم وإسماعيل عليهم الصلاة والسلام ودعوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، كل من مات بين الدعوتين هاتين هو إما أن يكون قد بلغته الدعوة وقامت عليه الحجة فهو ليس من أهل الفترة، ومن لم تبلغه الدعوة فهو من أهل الفترة وله معاملة خاصة يوم القيامة "، لا أريد الآن أن أنصرف إلى بيانها لأبقى فيما نحن في صدده الآن.