من عبر إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بأن أبويه في النار تحقيق معنى قوله تعالى: ( فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ). حفظ
الشيخ : وهنا عبرة عظيمة جدًّا حينما نسمع هذا الخبر الغيبي عن والدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ذلك تحقيقٌ عَمليٌّ منه عليه الصلاة والسلام لبعض النصوص في القرآن وبعض نصوص أحاديثه عليه السلام، ففي القرآن قوله عز وجل: (( فلا أنسابَ بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون )): لا أنساب بينهم، وحديثه في * صحيح مسلم * أيضاً: ( مَن بطَّأ به عمله لم يُسرِع به نسبُه ) ففيه إذن توجيه كريم لمن قد ينتسب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيجب أن يتذكر في مثل هذه المناسبة أنَّ النبي لا ينفعه ولا يشفع عند الله عز وجل إلا بإذنه كما تقرأون في كل يوم دبر كل صلاة: (( مَن ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه )) فإذا كان الله عز وجل لم يُفد أبوي الرسول عليه السلام أنهما أبواه وهو سيد البشر، فمن ذا الذي يستفيد مِن انتسابه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا لم ينتسب إلى دينه وإلى شريعته التي جاء بها، إذا علمتم هذه الحقائق حينئذ تيسَّر لكم أن تردوا على المبطلين الذين يأخذون بأهواء الناس وعواطفهم ويلعبون بها وينحرفون بها عِوَجًا، يقولون: كيف معقول إن أبوي الرسول يكونوا في النار؟ القضية قضية شرع وليس قضية عقل أو معقول أو غير معقول، وإنما (( ويسلموا تسليماً )).