بيان صحة قوله عليه السلام: ( إن أبي وأباك في النار )، وقوله : ( واستأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي ) عن المتقدمين من العلماء الراسخين والمتأخرين بخلاف بعض النشىء. حفظ
الشيخ : فنحن نُسلِّم لكل حديث صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دون خلاف بين العلماء المحدثين وبخاصّةٍ منهم المتقدمين.
هذا الحديث وذاك لم يسبُق لأحدٍ أن طعن فيهما من حيثُ إسنادهما من المتقدمين، ولكن مع الأسف الشديد وُجد في بعض المتأخرين ممن كان له إلمامٌ بعلم الرِّجال وتراجم الرواة حيث تمسك بعلة حكايتها يغني عن الرد عليها عند أهل العلم، ذلك لأن هذا الحديث حديث أنس بن مالك يرويه الإمام مسلم في * صحيحه * والإمام أحمد في * مسنده * من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس بن مالك، فيأتي إلى ترجمة حماد بن سلمة فيجد فيه بعض الأقوال التي قد توهن من ثقته -عفوًا- قد توهن من شيء من حفظه، أما هو فجبل في الثقة والعدالة وإمام في السنة، ولكن الحق والحق أقول إن في بعض رواياته عن غير ثابت فشيء قليل من الضعف قد يتوقف بعض العلماء عن قبول حديثه إذا كان من روايته عن غير ثابت، قد غض النظر بعض المتأخرين عن هذا التفصيل الذي أَجمع عليه علماء الجرح والتعديل: أن رواية حماد بن سلمة عن ثابت حُجة لا خلاف فيها، أما روايته عن غير ثابت ففيه بعض الكلام كما ذكرنا، حديث أنس هذا في * صحيح مسلم * و* مسند أحمد * من رواية حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، فهو إسناد صحيح كالجبال الرواسي، ولذلك فلا وجه هناك للطعن في إسناد هذا الحديث مِن حيث الرواية، وكما سمعتم فلا وجه للطعن في متن هذا الحديث مِن حيث الدراية، لأنكم علمتم أنَّ الآية وما في معناها لا تعطينا خبرًا عن شخص معين قال الرسول عليه السلام عنه إنه في النار، والآية تقول: إنه من أهل الفترة، لا يوجد شيء من هذا، فسلِم الحديث من الطعن سندًا ومتنًا، ثمَّ يُضاف إلى ذلك أن لحديث أنس شواهد أخرى في غير الصحيح تقوي هذا الحديث وتعطيه قوة على قوة، مِن ذلك وهو أعم من حديثنا ما جاء في * المسند * أيضًا وغيره من كتب السنة: ( أن رجلًا سأل أيضًا النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن أبيه، فقال له قولًا عامًّا: حيثما مررت بقبر مشرك فبشره بالنار ).
هذا الحديث وذاك لم يسبُق لأحدٍ أن طعن فيهما من حيثُ إسنادهما من المتقدمين، ولكن مع الأسف الشديد وُجد في بعض المتأخرين ممن كان له إلمامٌ بعلم الرِّجال وتراجم الرواة حيث تمسك بعلة حكايتها يغني عن الرد عليها عند أهل العلم، ذلك لأن هذا الحديث حديث أنس بن مالك يرويه الإمام مسلم في * صحيحه * والإمام أحمد في * مسنده * من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس بن مالك، فيأتي إلى ترجمة حماد بن سلمة فيجد فيه بعض الأقوال التي قد توهن من ثقته -عفوًا- قد توهن من شيء من حفظه، أما هو فجبل في الثقة والعدالة وإمام في السنة، ولكن الحق والحق أقول إن في بعض رواياته عن غير ثابت فشيء قليل من الضعف قد يتوقف بعض العلماء عن قبول حديثه إذا كان من روايته عن غير ثابت، قد غض النظر بعض المتأخرين عن هذا التفصيل الذي أَجمع عليه علماء الجرح والتعديل: أن رواية حماد بن سلمة عن ثابت حُجة لا خلاف فيها، أما روايته عن غير ثابت ففيه بعض الكلام كما ذكرنا، حديث أنس هذا في * صحيح مسلم * و* مسند أحمد * من رواية حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، فهو إسناد صحيح كالجبال الرواسي، ولذلك فلا وجه هناك للطعن في إسناد هذا الحديث مِن حيث الرواية، وكما سمعتم فلا وجه للطعن في متن هذا الحديث مِن حيث الدراية، لأنكم علمتم أنَّ الآية وما في معناها لا تعطينا خبرًا عن شخص معين قال الرسول عليه السلام عنه إنه في النار، والآية تقول: إنه من أهل الفترة، لا يوجد شيء من هذا، فسلِم الحديث من الطعن سندًا ومتنًا، ثمَّ يُضاف إلى ذلك أن لحديث أنس شواهد أخرى في غير الصحيح تقوي هذا الحديث وتعطيه قوة على قوة، مِن ذلك وهو أعم من حديثنا ما جاء في * المسند * أيضًا وغيره من كتب السنة: ( أن رجلًا سأل أيضًا النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن أبيه، فقال له قولًا عامًّا: حيثما مررت بقبر مشرك فبشره بالنار ).