بيان حال المنكرين للسنة المدَّعين اتباع القرآن الكريم وحده. حفظ
الشيخ : وختاماً أقول: قد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عن أمثال هؤلاء المتعالين المستكبرين على السنة، قال عليه السلام: ( لا أُلفين أحدَكم متكئاً على أريكته يقول: هذا كتاب الله، فما وجدنا فيه حلالًا حللناه، وما وجدنا فيه حرامًا حرمناه، أَلا إني أُوتيتُ القرآن ومثلَه معه، ألا إنما رسول الله مثل ما حرم الله ):
ألا إنما رسول الله مثل ما حرم الله: لماذا ؟
لأن الله عز وجل قال في أول سورة النجم: (( والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى )).
أخيرًا أقول: " لقد جاء رهط إلى بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليسألوه بعض الأسئلة فلم يجدوه فسألوا نساءه عليه السلام، فأخبرنهم بعبادته عليه السلام، قيامه في الليل وصيامه بالنهار وقربانه للنساء، وأنه لا يقوم الليل كله، ولا يصوم الدهر كله، وليس راهباً مع نسائه وإنما هو يأتيهن ويغتسل منهن ووإلى آخره، قال: فلما سمعوا ذاك الخبر، قالوا: وجدوها تقالوها، وجدوها قليلة، لكن عادوا إلى أنفسهم ليعللوا هذه القلة التي زعموها في عبادة الرسول عليه السلام، فقالوا: هذا رسول الله قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فتعاهدوا بينهم، أحدهم قال: أما أنا فأصوم الدهر ولا أفطر، والثاني قال: أما أنا فأقوم الليل ولا أنام، والثالث قال: لا أتزوج النساء، فلما رجع الرسول عليه السلام وأخبرنه الخبر خطب عليه السلام في الصحابة وقال: ( ما بال أقوام يقولون كذا وكذا وكذا، أما إني أخشاكم لله وأتقاكم لله وأقوم الليل وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء، فمن رغِب عن سنَّتي فليس مني ) ".