ما هي الطريقة المثلى في استيعاب القواعد الفقهية ودراستها ؟ وهل صنّف أحد المشتغلين بالحديث في هذا الفن ؟ حفظ
الشيخ : نعم.
السائل : شيخ يلاحظ طالب العلم في كتب القواعد الفقهية كتباً متنوعة على اختلاف مناهجها ومذاهبها ككتاب * القواعد * لابن رجب، وكتاب * الأشباه والنظائر * لابن نُجيم الحنفي، * والأشباه والنظائر * للسيوطي، وغيرها من الكتب فتختلف هذه الكُتب في عد القواعد الفقهية، فبعضهم يوصلها إلى خمسين قاعدة، وبعضهم إلى تسعة وتسعين كما فعل أحد الحنفية في كتابه * شرح القواعد الفقهية * حسب المجلة، فهل هناك كتاب لأحد العلماء ممن سلك مسلك أهل الحديث ألَّف في القواعد الفقهية، أو ما هي الطريقة المثلى في استيعاب القواعد الفقهية ودراستها ؟
الشيخ : أما هل يوجد هناك كتاب فهذا مما لا أعلمه.
أما كيف ! فذلك بتتبع كل الكتب التي أُلفت على اختلاف المذاهب والمشارب سواء كان من الحنفية أو الشافعية أو المالكية أو الحنابلة أو الظاهرية، ككتاب * الإحكام في أصول الأحكام * لابن حزم الأندلسي الظاهري، كذلك للآمدي وغيرهما، وهذا في الواقع يحتاج إلى استعداد علمي واسع جدًّا ليتمكن من ترجيح قاعدة على أخرى، لأن هذا الترجيح لا يمكن أن يكون إلا فيما إذا كان عنده اطِّلاع على الكتاب والسنة، فإنَّ هذا الاطلاع هو الذي سيساعده على ترجيح قاعدة على أخرى لأن القواعد إذا لم تُبن على أُسس متينة من الكتاب والسنة فتكون ككثير من الآراء الفقهية التي لم تُبن على الأدلة الشرعية، بل القواعد التي تكون مِن هذا النوع أشدُّ خطرًا من الآراء الفقهية، لأنها سيُبنى عليها أمور كثيرة وكثيرة جدًّا، ولذلك فإتقان القواعد بالنسبة للذي يريد أن يكون على بصيرة من دينه هو الأمر الأوجب قبل أن يشرع في التفريع، فإذن لا بد له من يُلم بالاطلاع على كل ما أُلف في هذه الكتب العلمية الأصولية، ويضع لنفسه كما وضعوا لأنفسهم مِن القواعد ما تطمئن إليه نفسه وينشرح له صدره، والواقع الذي لمستُه من كل الكتب التي اطلعتُ عليها أنَّ كتاب ابن حزم في الأصول وهو الذي ذكرته آنفًا هو أحسن هذه الكتب مِن حيث منهجه، ذلك لأنه كل قاعدة يضعها يأتي بالدليل مِن الكتاب أو السنة، بينما كتب الأصول الأخرى نادر جدًّا ما يصنعون صنعه ويستدلون بدليله، فهذا الذي يمكن أن يقال بالنسبة لهذا السؤال.