هل ينبغي على طالب الحديث في زماننا أن يشتغل بجمع الإجازات والرحلة في تحصيلها أم لا ؟ حفظ
السائل : شيخ ، يهتم بعض طلبة الحديث على جمع أكبر عدد ممكن من الإجازات فترى بعضهم يرحلون إلى الهند وإلى الباكستان أو إلى شيخ من الشيوخ يعلمون أنّه عنده أسانيد عن مؤلفين كتب الأحاديث، فهل ترون الاشتغال بجمع الإجازات من الأمور التي ينبغي لطالب الحديث أن يشتغل بها أو يشتغل بأمور أخرى وعليه تركها ؟
الشيخ : بل أرى أنه لا ينبغي أن يشتغل بذلك، لسببين اثنين:
أولًا: أنَّه لا فائدة في هذا العصر لجمع الإجازات، لأن زمن الرواية بالأسانيد انتهى من قديم الزمان.
وثانيًا: أن في ذلك ما يُعرِّض هذا الساعي لجمع الإجازات لشيء مما ينافي الإخلاص، وهو الظهور أنه أخذ الإجازة من فلان وإجازة من فلان، وهو يعلم أن هذه الإجازات لا ترفع منزلته في الحديث إذا كان وضيعاً ولا تزيده رِفعة إذا كان رفيعاً، وأنا أعرف إذا كانت الإجازات لها بعض القيمة في الزمن القديم أنها كانت تُعطى بغير حق، ككثير مِن الشهادات التي تُعطى اليوم بباعث الرشوة أو الالتماس أو نحو ذلك، فلا ينبني شيء على الإجازات في هذا الزمان إطلاقاً سوى إضاعة الوقت وحب الظهور، وقديماً قيل: " حب الظهور يقطع الظهور "، هذا رأيي في الإجازات.