بيان سياسة النبي صلى الله عليه وسلم الشرعية في تربية أصحابه على التوحيد حتى بالألفاظ التي لا تقصد وتكون في ظاهرها كفر أو شرك ومنعهم من ذلك. حفظ
الشيخ : ولا بأس أن نذكر حديثًا آخر " والشيء بالشيء يُذكر " كما يقولون، لتعلموا كيف أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يعامل أصحابه بالحكمة والسياسة الشرعية، لعلَّ في ذلك ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين:
( رأى أحدُ أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليلةً منامًا فقصَّ رؤياه عليه صلى الله عليه وآله وسلم ):
" والرؤيا أنه بينما كان ذلك الصحابي يمشي في بعض طرق المدينة إذ مر برجل من اليهود، فقال المسلم لليهودي: نِعم القوم أنتم معشر يهود لولا أنكم تشركون بالله وتقولون: عزيرٌ ابن الله، فقابله اليهودي بقوله: ونعم القومُ أنتم معشر المسلمين لولا أنكم تشركون بالله فتقولون: ما شاء الله وشاءَ محمد، ثم مضى في طريقه فلقي رجلًا من النصارى فقال له: نِعم القوم أنتم معشر النصارى لولا أنكم تشركون بالله فتقولون: عيسى ابنُ الله، فعارضه بمثل قول ذلك اليهودي: ونِعم القوم أنتم معشر المسلمين لولا أنكم تشركون بالله وتقولون: ما شاء الله وشاءَ محمد "، هذه الرؤيا التي رآها ذلك الصحابي وقصها على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال له: ( هل قصصتها على أحد؟ قال: لا، فخطبَ النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه وقال لهم: طالما كنت أسمع منكم كلمةً تقولونها: ما شاء الله وشاء محمد فأستحيي أن أنهاكم عن ذلك ): لماذا؟ لأنه يعلم أن قصدهم ليس هو الإشراك، إشراك الرسول مع الله، وإن كان اللفظ من حيث الأسلوب العربي يُشعر بذلك، لكن ( إنما الأعمال بالنيات )، فهم لا يقصدون الشرك، وما آمنوا بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم إلا فراراً من الشرك، لكنهم كانوا يقولون هذه الكلمة، والأَوْلَى بهم ألا يقولوها وذلك من آداب الإسلام ألا يقول المسلم وألا يتكلم بكلمة يضطر إلى أن يعتذر عنها أو أن يتأولها بتأويلٍ ما، وهذا مِن نصائحه عليه السلام في حديث جاء بلفظين اثنين أحدهما مختصر والآخر مطوَّل، الأول قوله عليه السلام: ( إياك وما يُعتذر منه )، تفسيره في اللفظ الآخر: ( لا تكلمنَّ بكلامٍ تعتذر به عند الناس ) فهذا أدب يُخل به كثير من طلبة العلم فضلًا عن غيرهم، فطالما سمعتُ سؤالًا يصدر مِن بعضهم فأقول: لعلك تعني كذا وكذا؟ يقول: إي والله هذا قصدي، لكن لفظه يخالفُ قصدَه، ولذلك فمن الحِكَم التي تلتقي مع هذا الأدب النبوي: أنَّ كلام العاقل بعد عقله، وكلام المنافق على العكس من ذلك يتكلم ثم يُفكر، أما العاقل المسلم يُفكر ثم يتكلم حتى يكون كلامُه ثابتًا صحيحًا في نفسه، ولا يحتاج إلى أن يقول: عفوًا أنا قصدت كذا وكذا وما قصدت هذا الذي فهمته مني، الشاهد: قال لهم: ( كنت أسمع منكم هذه الكلمة فأستحي منكم، فلا يقولنَّ أحدكم ما شاء الله وشاء محمد، ولكن ليقل: ما شاء اللهُ وحده ):
هذا الحديث هو سياسة شرعية منه عليه السلام كيف أنه يصبر على أصحابه لعلهم يرجعون من ذوات أنفسهم عن خطئهم، حينما رأى ذلك الصحابي تلك الرؤيا وأنَّ اليهود والنصارى صاروا يأخذون على المسلمين نحو ما يأخذ المسلمون عليهم، أقول: نحوَ، لأن هناك فرقًا كبيرًا بينما يأخذه المسلمون على اليهود والنصارى لأنه هو الشرك الأكبر، وبينما أخذه اليهود والنصارى على أصحاب الرسول إنما هو الشرك اللفظي وليس شركًا اعتقاديًا.
( رأى أحدُ أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليلةً منامًا فقصَّ رؤياه عليه صلى الله عليه وآله وسلم ):
" والرؤيا أنه بينما كان ذلك الصحابي يمشي في بعض طرق المدينة إذ مر برجل من اليهود، فقال المسلم لليهودي: نِعم القوم أنتم معشر يهود لولا أنكم تشركون بالله وتقولون: عزيرٌ ابن الله، فقابله اليهودي بقوله: ونعم القومُ أنتم معشر المسلمين لولا أنكم تشركون بالله فتقولون: ما شاء الله وشاءَ محمد، ثم مضى في طريقه فلقي رجلًا من النصارى فقال له: نِعم القوم أنتم معشر النصارى لولا أنكم تشركون بالله فتقولون: عيسى ابنُ الله، فعارضه بمثل قول ذلك اليهودي: ونِعم القوم أنتم معشر المسلمين لولا أنكم تشركون بالله وتقولون: ما شاء الله وشاءَ محمد "، هذه الرؤيا التي رآها ذلك الصحابي وقصها على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال له: ( هل قصصتها على أحد؟ قال: لا، فخطبَ النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه وقال لهم: طالما كنت أسمع منكم كلمةً تقولونها: ما شاء الله وشاء محمد فأستحيي أن أنهاكم عن ذلك ): لماذا؟ لأنه يعلم أن قصدهم ليس هو الإشراك، إشراك الرسول مع الله، وإن كان اللفظ من حيث الأسلوب العربي يُشعر بذلك، لكن ( إنما الأعمال بالنيات )، فهم لا يقصدون الشرك، وما آمنوا بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم إلا فراراً من الشرك، لكنهم كانوا يقولون هذه الكلمة، والأَوْلَى بهم ألا يقولوها وذلك من آداب الإسلام ألا يقول المسلم وألا يتكلم بكلمة يضطر إلى أن يعتذر عنها أو أن يتأولها بتأويلٍ ما، وهذا مِن نصائحه عليه السلام في حديث جاء بلفظين اثنين أحدهما مختصر والآخر مطوَّل، الأول قوله عليه السلام: ( إياك وما يُعتذر منه )، تفسيره في اللفظ الآخر: ( لا تكلمنَّ بكلامٍ تعتذر به عند الناس ) فهذا أدب يُخل به كثير من طلبة العلم فضلًا عن غيرهم، فطالما سمعتُ سؤالًا يصدر مِن بعضهم فأقول: لعلك تعني كذا وكذا؟ يقول: إي والله هذا قصدي، لكن لفظه يخالفُ قصدَه، ولذلك فمن الحِكَم التي تلتقي مع هذا الأدب النبوي: أنَّ كلام العاقل بعد عقله، وكلام المنافق على العكس من ذلك يتكلم ثم يُفكر، أما العاقل المسلم يُفكر ثم يتكلم حتى يكون كلامُه ثابتًا صحيحًا في نفسه، ولا يحتاج إلى أن يقول: عفوًا أنا قصدت كذا وكذا وما قصدت هذا الذي فهمته مني، الشاهد: قال لهم: ( كنت أسمع منكم هذه الكلمة فأستحي منكم، فلا يقولنَّ أحدكم ما شاء الله وشاء محمد، ولكن ليقل: ما شاء اللهُ وحده ):
هذا الحديث هو سياسة شرعية منه عليه السلام كيف أنه يصبر على أصحابه لعلهم يرجعون من ذوات أنفسهم عن خطئهم، حينما رأى ذلك الصحابي تلك الرؤيا وأنَّ اليهود والنصارى صاروا يأخذون على المسلمين نحو ما يأخذ المسلمون عليهم، أقول: نحوَ، لأن هناك فرقًا كبيرًا بينما يأخذه المسلمون على اليهود والنصارى لأنه هو الشرك الأكبر، وبينما أخذه اليهود والنصارى على أصحاب الرسول إنما هو الشرك اللفظي وليس شركًا اعتقاديًا.