بيان الواجب على طلاب العلم من معرفة الفرق بين الكفر الأكبر والأصغر. حفظ
الشيخ : وهذا أيضًا مِن الأمور التي يجب على طلاب العلم أن يفرقوا بين كفر وكفرٍ وشركٍ وشركٍ، وأن يفرقوا بين الشرك أو الكفر القلبي والكفر اللفظي، فالمسلم إذا كفر لفظًا لا يُدان به عند الله تبارك وتعالى، ولكن يُكلَّف أن لا يعود إليه كما تدلنا الحاديث الواردة في هذا الباب كمثل حديث ابن عباس في * مسند الإمام أحمد *: ( حينما خاطبه -عليه الصلاة والسلام- فقام رجل ليقول له: ما شاء الله وشئت يا رسول الله، فقال: أجعلتني لله نِدًا، قل: ما شاء الله وحده ): الشاهد: أن السياسة النبوية تستوجب السكوت عن بعض الأمور إذا كانت ليست خطأً قلبيًا، وإنما هو خطأٌ لفظي لعلَّ هؤلاء المخطئين يراجعون أنفسهم فإذا ثبتوا على ذلك لا بد من تصحيح الخطأ كما سمعتم في هذا الحديث والذي قبله.
خلاصة القول: أن بعض الأمور مما يعتادها بعض المسلمين ليست مخالفات شرعية صريحة ولكن الأولى تركها والإعراض عنها، ففي مثل هذه الأمور ينبغي على من كان عنده شيء مِن العلم والفقه أن يسايس الناس وأنْ يداريهم في حملهم على الإعراض عنها وألا يكونوا كالذي يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير، وإنما يعكسون ذلك تمامًا.
ومن هذا القبيل أن ندع تقبيل الأيدي مكان المصافحة فقد علمتم فضيلة المصافحة بفعله وقوله صلى الله عليه وآله وسلم، هذا ما عندي.