ما حكم قول الإخوة لبعضهم عند الافتراق: دعواتك مستدلين بقول أم سلمة رضي الله عنها لبعض الصحابة وهو مسافرين " لا تنسانا من دعائك "؟ حفظ
السائل : هناك يعني يجري على ألسنة طلاب العلم قولهم بعد الانصراف من اللقاء: دعواتك، ويعزون الدليل إلى * صحيح مسلم * أنَّ أم سلمة رضي الله عنها قالت لأحد الصحابة وهو مسافر: ( لا تنسانا من دعائك )، فأصبح من عادتهم في كل لقاء بعد الانصراف من اللقاء يقولون: دعواتك، فهل هذا يعتبر مثل السنة ولا يعتبر بدعة ؟
الشيخ : أنا أولًا لا ..
السائل : ما سمعنا السؤال نرجو إعادته.
الشيخ : السائل هو يعيد السؤال.
السائل : جرى على ألسنة كثير من طلاب العلم قولهم: دعواتكم بعد الانصراف من اللقاء، وفي ظني -والله أعلم- أنهم لما يقولون: دعواتكم من غير أن يقصدوا فعلاً طلب الدعاء منه، وإنما أصبحت فقط عادة جارية على الألسن، ويقولون دليلهم في ذلك حديث في * صحيح مسلم * أو خبر في * صحيح مسلم * عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت لأحد الصحابة: ( لا تنسانا من دعائك ) وهو مسافر، فهل هذا الفعل من طلاب العلم هو مطابق لما قالته أم سلمة رضي الله عنها ؟
الشيخ : أنا أردت أن أقول: إني لا أستحضر حديثًا بهذا المعنى في * صحيح مسلم * فالعهدة على الراوي سواءً كان الراوي هو السائل أو كان غيره، أنا لا أعلم هذا الحديث، فإذا ثبت ذلك، فذلك لا يعني أنه مِن السنة أن يقول المسلم لمن يودعه: دعواتك، سواء كان يقصد الدعاء أو كان لا يقصد، هذا غير مهم، لأنه إن كان غير قاصد فهو لغو من الكلام لا قيمة له ولا وزن له، لكن القيمة تأتي فيما إذا كان يقصد ذلك، حينئذ يدخل هذا في باب الإحداث في الدين، إن صحَّ الحديث المنسوب إلى أم سلمة فهو يدل على ما يدل عليه أدلة أخرى مِن جواز دعوة المسلم لأخيه المسلم .
أما أن يُتخذ سنة بعد كل لقاء وعند كل افتراق فهذا شأنه شأن كثير من البدع التي يفعلها بعض الناس كمثل مثلًا المصافحة دبر الصلاة في بعض البلاد في سوريا في الأردن مثلًا، وقول بعضهم لبعض: تقبل الله، هذا دعاء، لكن التزامه دبر كل صلاة هو بلا شك مِن البدع، والبدعة التي يسميها الإمام الشاطبي: " بالبدعة الإضافية ".
خلاصة الجواب: إن قال المسلم لأخيه المسلم عند تلاق أو عند افتراق: ادع لي أو دعواتك فعل ذلك أحيانًا فلا مانع، أما التزام ذلك حتى تصبح كأنها سنة منقولة فهي حينئذٍ تدخل في باب: " البدعة الإضافية "، تفضل.
السائل : حديث يا شيخ ليس في * صحيح مسلم * بهذا اللفظ.
الشيخ : نعم ؟
السائل : أقول * صحيح مسلم * لا يوجد فيه هذا الحديث.
الشيخ : ما أقول أنا لا يوجد، العهدة على الراوي، أنا لا أعلم هذا.