ما رأيكم فيمن يبدأ بدراسة الفقه من خلال كتب الفقه المختصرة ؟ حفظ
السائل : ما رأي الشيخ فيمن يتلقَّى الفقه في أول طلبه على الكتب المختصرة الفقهية ؟ وإذا ترجح له الدليل اتَّبعه ؟
الشيخ : هذا هو الواجب، لكن لعله وراء السؤال شيء آخر، وإلا هذا بدهي واضح .
السائل : ... كزاد وغيره.
الشيخ : كيف ؟
السائل : يعني يبدأ بدراسة المختصرات يعني كالزاد مثلا * زاد المستقنع *
سائل آخر : يعني ما هي الطريقة المثلى لدراسة الفقه ؟
الشيخ : كيف ؟
السائل : يعني ما هي الطريقة المثلى لدراسة الفقه ؟
الشيخ : هكذا يعني السؤال ؟
السائل : هل الدراسة في البداية على طريقة الفقه المقارن أو يبدأ.
الشيخ : هو هذا كان السؤال ؟ أنا فهمت السؤال أنّ واحد درس هكذا ، ويتبع الدليل ، أما أنا أقول : هذا يختلف باختلاف الجو الذي يعيش فيه طالب العلم ، إن كان طالب العلم مثلًا يعيش في بلاد يغلب عليها التقليد ، وليس فيهم عالم بمعنى الكلمة للعلم ، لأنكم تعلمون أنَّ:
" العلم قال الله قال رسوله *** قال الصحابة ليس بالتمويه "
إلى آخره، وتعلمون أن المقلِّد ليس عالماً ، فإذًا إذا كان الإنسان طالب العلم يعيش في جوِّ ليس فيه عالم ، فليس له سبيل لطلب العلم إلا أن يبدأ ببعض الكتب المذهبية ، سواء كان مذهب الحنفي أو الشافعي أو المالكي أو الحنبلي ، لكن من الواجب عليه أن ينتهي إلى النقطة التي جاءت في آخر السؤال ، وهي : ألا يتعصَّب لهذه الدراسة الفقهية الجامدة فيما إذا ثبت لديه بعد زمن قصير أو طويل أن بعض المسائل التي درسها خالفت الدليل الشرعي من الكتاب والسنة ، فعليه أن يترك ما درس ويتمسَّك بما صحَّ ، لأن هذا الإنسان لا يمكن أن يُقال له استقل بالفهم من الكتاب والسنة وهو يعيش في جو كله جهل ، بينما إذا كان طالب العلم يعيش في جو كله أهل علم أي : يدعون إلى اتباع الكتاب والسنة ، ولا يتعصَّبون لمذهب من المذاهب ، فنحن لا نرى أن يقرأ كتابًا في المذهب من المذاهب الأربعة ، وإنما يقرأ كتابًا مستقل صاحبه عن التقليد والجمود على مذهب من المذاهب المعيَّنة ، وإذا أشكل عليه شيء مما جاء في ذلك سأل من حوله من أهل العلم ، لهذا أعتقد أن خير الأمور الوسط ، فلا يجوز أن نحرِّم على الناس أن يدرسوا الفقه التقليديَّ ، لا يجوز أن نحرِّم تحريمًا مطلقًا تدريس الفقه التقليدي ، لأنه في بعض البلاد كما ذكرنا لا يمكن إلا ذلك ، إما أن يقال ابقَ كما أنت جاهل ، وإما أن يُقال ابدأ واطلب العلم كما يبدأ هؤلاء الناس ، ثم إذا تيسَّر له أن يعلو بعض الشيء في هذا العلم فَبِها ، وإلا فهو قد أعذر إلى الله عز وجل حينما لم يرضَ أن يبقى جاهلًا كسائر العامة وإنما طلبَ العلمَ الذي يمكنه تحصيله وهو في ذلك الجو ، بينما الذين يعيشون في جو علمي فعلًا ، فهؤلاء لا يجوز لهم أبدًا أن يقلدوا مذهبًا من المذاهب ، لأنهم سيضيِّعون على أنفسهم كثيرًا من السنن الثابتة في المذاهب الأخرى .
السائل : مثل ؟
الشيخ : نعم ؟
السائل : أمثال الكتب هذه التي تصلح لذلك.
الشيخ : مثلًا أقول : * الروضة الندية * ، * الروضة الندية * لصدِّيق حسن خان هي في الواقع -عليكم السلام ورحمة الله وبركاته- من الكتب التي فتحت الطريق أمام الناس لكي يخرجوا من الجمود المذهبي ، فهو جرى في ذلك على اختيار أصح الأقوال مما ثبت في الكتاب والسنة ، وهو بلا شك شرح لكتاب الشوكاني المسمَّى بـالدرر إيش ؟ البهية .
السائل : البهية إي نعم .
الشيخ : * الروضة النديَّة شرح الدرر البهيَّة * ، الدرر هو المتن ، و *الروضة الندية * هو الشرح لصدِّيق حسن خان ، الشوكاني له شرح على متنه اسمه ماذا ؟ الدراري البهية .
السائل : * الدراري المضيَّة * .
الشيخ : المضيَّة نعم ، فهذان الكتابان في الواقع مع أن صديق خان توسَّع بعض الشيء أكثر من الشوكاني ، فتح الطريق لهذا النهج المستقيم ، ثم جاء من بعده الشيخ سيد سابق ذكره الله بالخير فألَّف كتابه * فقه السنة * حاول أن يمضي قُدُمًا في هذا النهج ، لكنه في حدود ما استطاع فعل، وفاته الشيء الكثير ، لأن هذا الأمر يحتاج إلى علم بالحديث تصحيحًا وتضعيفًا ، وقد حاولنا أن نكمِّل مشروعه هذا الحسن بوضعنا لكتابنا *تمام المنَّة في التعليق على فقه السُّنَّة* والآن نحن طبعنا وبدأنا نضع فهرس لهذا المطبوع الذي فيه تعليق على *فقه السنة* بالنسبة للأجزاء القديمة التي كانت صغيرة ، أظن ثلاثة أجزاء آخرها فيه كتاب الصيام ، فأنا طبعت مجدَّدًا الآن الجزأين الذين كانا طُبعا بالآلة الساحبة ، وأضفتُ إلى ذلك الجزء الثالث الذي لم يكن قد طُبع وفيه كتاب الصيام ، ولعله يكون قريبًا إن شاء الله في متناول أيدي القرَّاء .
نعم .
السائل : * الثمر المستطاب * يا شيخ ؟
الشيخ : نعم ؟
السائل : * الثمر المستطاب في فقه السنة والكتاب *
الشيخ : * الثمر المستطاب * هذا المشروع ما أظن يتاح لنا إتمامه ، لأن هذا المشروع واسع جدًّا ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى لما جاءت المكتبة من دمشق إلى عمان جاءتني المسودَّة ولم تأتني المبيضَّة ، فهو في حكم الموقوف .
الشيخ : هذا هو الواجب، لكن لعله وراء السؤال شيء آخر، وإلا هذا بدهي واضح .
السائل : ... كزاد وغيره.
الشيخ : كيف ؟
السائل : يعني يبدأ بدراسة المختصرات يعني كالزاد مثلا * زاد المستقنع *
سائل آخر : يعني ما هي الطريقة المثلى لدراسة الفقه ؟
الشيخ : كيف ؟
السائل : يعني ما هي الطريقة المثلى لدراسة الفقه ؟
الشيخ : هكذا يعني السؤال ؟
السائل : هل الدراسة في البداية على طريقة الفقه المقارن أو يبدأ.
الشيخ : هو هذا كان السؤال ؟ أنا فهمت السؤال أنّ واحد درس هكذا ، ويتبع الدليل ، أما أنا أقول : هذا يختلف باختلاف الجو الذي يعيش فيه طالب العلم ، إن كان طالب العلم مثلًا يعيش في بلاد يغلب عليها التقليد ، وليس فيهم عالم بمعنى الكلمة للعلم ، لأنكم تعلمون أنَّ:
" العلم قال الله قال رسوله *** قال الصحابة ليس بالتمويه "
إلى آخره، وتعلمون أن المقلِّد ليس عالماً ، فإذًا إذا كان الإنسان طالب العلم يعيش في جوِّ ليس فيه عالم ، فليس له سبيل لطلب العلم إلا أن يبدأ ببعض الكتب المذهبية ، سواء كان مذهب الحنفي أو الشافعي أو المالكي أو الحنبلي ، لكن من الواجب عليه أن ينتهي إلى النقطة التي جاءت في آخر السؤال ، وهي : ألا يتعصَّب لهذه الدراسة الفقهية الجامدة فيما إذا ثبت لديه بعد زمن قصير أو طويل أن بعض المسائل التي درسها خالفت الدليل الشرعي من الكتاب والسنة ، فعليه أن يترك ما درس ويتمسَّك بما صحَّ ، لأن هذا الإنسان لا يمكن أن يُقال له استقل بالفهم من الكتاب والسنة وهو يعيش في جو كله جهل ، بينما إذا كان طالب العلم يعيش في جو كله أهل علم أي : يدعون إلى اتباع الكتاب والسنة ، ولا يتعصَّبون لمذهب من المذاهب ، فنحن لا نرى أن يقرأ كتابًا في المذهب من المذاهب الأربعة ، وإنما يقرأ كتابًا مستقل صاحبه عن التقليد والجمود على مذهب من المذاهب المعيَّنة ، وإذا أشكل عليه شيء مما جاء في ذلك سأل من حوله من أهل العلم ، لهذا أعتقد أن خير الأمور الوسط ، فلا يجوز أن نحرِّم على الناس أن يدرسوا الفقه التقليديَّ ، لا يجوز أن نحرِّم تحريمًا مطلقًا تدريس الفقه التقليدي ، لأنه في بعض البلاد كما ذكرنا لا يمكن إلا ذلك ، إما أن يقال ابقَ كما أنت جاهل ، وإما أن يُقال ابدأ واطلب العلم كما يبدأ هؤلاء الناس ، ثم إذا تيسَّر له أن يعلو بعض الشيء في هذا العلم فَبِها ، وإلا فهو قد أعذر إلى الله عز وجل حينما لم يرضَ أن يبقى جاهلًا كسائر العامة وإنما طلبَ العلمَ الذي يمكنه تحصيله وهو في ذلك الجو ، بينما الذين يعيشون في جو علمي فعلًا ، فهؤلاء لا يجوز لهم أبدًا أن يقلدوا مذهبًا من المذاهب ، لأنهم سيضيِّعون على أنفسهم كثيرًا من السنن الثابتة في المذاهب الأخرى .
السائل : مثل ؟
الشيخ : نعم ؟
السائل : أمثال الكتب هذه التي تصلح لذلك.
الشيخ : مثلًا أقول : * الروضة الندية * ، * الروضة الندية * لصدِّيق حسن خان هي في الواقع -عليكم السلام ورحمة الله وبركاته- من الكتب التي فتحت الطريق أمام الناس لكي يخرجوا من الجمود المذهبي ، فهو جرى في ذلك على اختيار أصح الأقوال مما ثبت في الكتاب والسنة ، وهو بلا شك شرح لكتاب الشوكاني المسمَّى بـالدرر إيش ؟ البهية .
السائل : البهية إي نعم .
الشيخ : * الروضة النديَّة شرح الدرر البهيَّة * ، الدرر هو المتن ، و *الروضة الندية * هو الشرح لصدِّيق حسن خان ، الشوكاني له شرح على متنه اسمه ماذا ؟ الدراري البهية .
السائل : * الدراري المضيَّة * .
الشيخ : المضيَّة نعم ، فهذان الكتابان في الواقع مع أن صديق خان توسَّع بعض الشيء أكثر من الشوكاني ، فتح الطريق لهذا النهج المستقيم ، ثم جاء من بعده الشيخ سيد سابق ذكره الله بالخير فألَّف كتابه * فقه السنة * حاول أن يمضي قُدُمًا في هذا النهج ، لكنه في حدود ما استطاع فعل، وفاته الشيء الكثير ، لأن هذا الأمر يحتاج إلى علم بالحديث تصحيحًا وتضعيفًا ، وقد حاولنا أن نكمِّل مشروعه هذا الحسن بوضعنا لكتابنا *تمام المنَّة في التعليق على فقه السُّنَّة* والآن نحن طبعنا وبدأنا نضع فهرس لهذا المطبوع الذي فيه تعليق على *فقه السنة* بالنسبة للأجزاء القديمة التي كانت صغيرة ، أظن ثلاثة أجزاء آخرها فيه كتاب الصيام ، فأنا طبعت مجدَّدًا الآن الجزأين الذين كانا طُبعا بالآلة الساحبة ، وأضفتُ إلى ذلك الجزء الثالث الذي لم يكن قد طُبع وفيه كتاب الصيام ، ولعله يكون قريبًا إن شاء الله في متناول أيدي القرَّاء .
نعم .
السائل : * الثمر المستطاب * يا شيخ ؟
الشيخ : نعم ؟
السائل : * الثمر المستطاب في فقه السنة والكتاب *
الشيخ : * الثمر المستطاب * هذا المشروع ما أظن يتاح لنا إتمامه ، لأن هذا المشروع واسع جدًّا ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى لما جاءت المكتبة من دمشق إلى عمان جاءتني المسودَّة ولم تأتني المبيضَّة ، فهو في حكم الموقوف .