البيان لما يسمى بعلم السلوك. حفظ
الشيخ : علم السلوك هذا إذا كان مبنيًّا على سلوك علم التصوف فهذا انحراف عن الدين ، كما أرد بعض الرهط أن يفعلوا ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال عليه السلام : الطريق هو طريقي ، والمنهج هو منهجي ، والسنة هي سنتي ، قال عليه السلام : ( أما إني أخشاكم لله ) القصة تعرفونها من هذا العنوان ( أما إني أخشاكم لله ، وأتقاكم لله ، أما إني أقوم الليل وأنام ، وأصوم وأفطر ، وأتزوَّج النساء ، فمن رغبَ عن سنَّتي فليس منِّي ) عجبٌ عجيبٌ جدًّا ، الدعاة هؤلاء رغبوا عن سنة الرسول عليه السلام جهلًا وسلوكًا ، فكيف ينصر الله الإسلام والدعاة هم المنحرفون ؟! لو نظرت إلى أكثرهم لا نتَّهمهم جميعاً تجدهم لا يُحسنون الصلاة التي صلَّاها الرسول عليه السلام ، لو أخذت أكبر شخصية فيهم ، وقلت له : هل يُمكنني أن أتعلَّم منك صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم؟ لَأوجس منك خيفة ، لأنه مجرَّد أن يسمع منك كلمة رسول الله سوف يتهمك بأنك أنت رجل إما بقولوا في بعض البلاد وهَّابي ، أو أنت مذهب خامسي ، أو أنت متشدِّد ، أو ما شابه ذلك، هذه كذلك لكن بارك الله فيك علمني صفة صلاة النبي لا يعرف ذلك لم ؟ أين يتعلَّم صفة صلاة النبي ؟ هو نشأ على مذهب ، إن كان درس الفقه هذا الفقه المعروف اليوم ، وأكثرهم لم يدرسوا حتى الفقه الحنفي أو الشافعي أو المالكي أحسنهم حالًا هم الدكاترة الذين تخرَّجوا من كليات الشريعة لا يدرسون إلا رؤوس أقلام من الفقه ، ولذلك هم يتعبَّدون الله يصلون ويصومون ويحجُّون ويعتمرون على ما وجدوا عليه آباؤهم وأجدادهم ، أما قوله عليه السلام : ( صلُّوا كما رأيتموني أصلِّي ) فلا يعرفون له معنًى ، ( خذوا عنِّي مناسككم ، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا ) لا ، نحن نأخذ الحج من كتب مناسك، ولذلك تجدونها تُباع بالألوف المؤلفة ، وليس فيها التنبيه على ما نبَّه عليه الرسول عليه السلام من مناسك الحج .