بيان من هم العلماء الذين تنهض بهم الأمة الإسلامية . حفظ
الشيخ : الخلاصة : لا بدَّ من أمرين اثنين ، القيام بهما يحتاج إلى الألوف المؤلَّفة من علماء المسلمين المنتشرين في العالم الاسلامي ، وهم علماء حقّا ، ليسوا كما قال لي أحد الظُّرفاء في دمشق ، قال لي مرَّة من باب الممازحة والمداعبة وأنا أذكر آسفًا وضع بعض العلماء قال: يا شيخ هؤلاء قسمان: قسم منهم عالم عامل ، وقسم عامِل عالم ، يعني هو ليس بعالم ، لكن عامل حاله ناصب حاله العلماء ، فالعلماء قسمان : قسم عالم حقّا يعمل بعلمه ، وهم يقولون في بعض الكتب :
" وعالم بعلمه لم يعملا - أو لن يعملا - *** معذَّب من قبل عُبَّاد الوثنْ "
وهذا أخذوه من قوله عليه السلام الصحيح في مسلم : ( أوَّل من تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة ، عالم ومجاهد وغني ) والحديث فيه طول ، والمقصود التذكير.
القسم الثاني ، هذا القسم الأول ، وبأمثالهم تنجح الأمة ، وبأمثالهم تنهض الأمة وتفهم دينها ، ثم يحقِّق الله لهم النصر ، لا نعني نحن أن لا نعمل العمل السياسي ، لكن نعني أن لا ...
بلا شك هم مختلفون هذا الاختلاف ومنصوص في القرآن الكريم بأن الاختلاف والتنازع سبب للهزيمة ، وهذا معروف من قصة غزوة حنين وغيرها
الشاهد القسم الثاني ، القسم الأول هو الذي تنهض على أيديهم الأمة ، عالم عامل بعلمه حقا ، أما القسم الآخر وهو القسم الأكبر عامل عالم ، يدَّعون العلم وهذا مصداقه في قوله عليه السلام ، وهذا في الحقيقة من علامات نبوَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم والأدلة الغيبيَّة التي أوحاها الله إليه وهو قوله عليه السلام : ( إن الله لا ينتزع العلم انتزاعا من صدور العلماء ، ولكنَّه يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يُبقِ عالما اتَّخذ الناس رؤوسا جُهَّالا ) ، هدول هم اللي قال عنهم ذلك الأديب الأريب : عامل عالم ( اتَّخذ الناس رؤوسا جُهَّالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ) لذلك اليوم تسمعون فتاوى عجيبةما كنتم تسمعونها من قبل ، وهذا أيضًا مما أخبرنا الرسول عليه السلام في بعض الأحاديث أنّه سيأتي ناسٌ يحدِّثونكم بأحاديث لم تعرفوها ولم تسمعوها لا أنتم ولا آباؤكم ، فمثلا من منكم لم يسمع فتاوى ممَّن يُظن فيهم العلم في إباحة نوع من أنواع الربا ، من منكم لم يسمع بإباحة ما يسمُّونه بغير اسمه: اليانصيب الخيري ، اليانصيب الخيري لو كان هؤلاء الناس يعلمون ما يقولون وينصحون الأمة لَحذفوا لرفعوا كلمة " اليانصيب الخيري " ووضعوا مقامها وبديلها كلمة القمار الخيري، وحينئذ يفتضحون ، الميسر الخيري المحرم بنص القرآن، اليانصيب هو الميسر هو القمار ، فضللوا الناس بكلمة الخير ، اليانصيب الخيري لصالح الفقراء والمساكين ، ثم صارت إيه ؟ قضية عامة مش مختصة في الفقراء والمساكين ، بل أصبح الناس يتعاملون بالرِّبا علنا على رؤوس الأشهاد بسبب فتاوى أن إذا كانت النسبة قليلة فلا ضير من ذلك ، يتَّخذون رؤوساً جُهَّالاً ، إذا سُئلوا أفتوا بغير علمٍ فضلُّوا وأضلُّوا .
نسأل الله عز وجل أن يوفِّقنا لفهم كتاب ربِّنا على ضوء سنَّة نبيِّنا ، ومنهج سلفنا الصالح ، وأن يُلهمنا العمل بذلك حتى نستحقَّ نصر الله ، وينقذنا من هذا الضِّيق الذي ألمَّ بالمسلمين في كلِّ بلاد الاسلام ، إنه سميع مجيب ، والحمد لله رب العالمين .