تتمة الجواب على سؤال : ما رأيك بمن يقول: إن الله سمانا مسلمين فليس هناك داع لأن نتسمى بالسلفيين ؟ حفظ
الشيخ : هل من مانع شرعاً أن يكشف الإنسان عن هويته الدينية واتجاهه في فهم نصوص الشريعة من الكتاب والسنة هل من مانع شرعاً عند أولئك الذين يقولون لماذا تسمون أنفسكم بالسلفيين أنا لا أرى في ذلك مانعاً كما لا أرى مانعاً أن يقول المسلم أنا سوري ، وذاك مصري ، وآخر حجازي ، ووإلى آخره ألباني، ما في مانع ، لأن هذا يُذكِّر بواقع هذا الإنسان من حيث بلديته ، ومن حيث العقيدة والمشرب والمذهب هذا أهم بكثير لاسيما حينما تختلط المذاهب وتتعدَّد وتصبح ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة واحدة ، فنحن إذا قلنا مسلمين ما عبَّرنا عن اتجاهنا واختلطنا مع غيرنا ، والحقيقة أن هذه الشبهة نحن نسمعها كثيرا وكثيرا جدّا ثم نقول نحن هب أننا اتَّفقنا أن لا نقول إلا ما سمَّانا الله به مسلمون، ما النسبة التي نمثِّلها نحن من مجموعة الأمة الإسلامية التي تفرَّقت إلى ثلاث وسبعين فرقة ، نقطة بيضاء في جلد ... هل زالت المشكلة ؟ هناك من يقول أنا حنفي أنا شافعي أنا مالكي أنا حنبلي أنا حزبي أنا قادري أنا شاذلي أنا شيعي وأنا زيدي وإلى أخره ، فإذا نحن نتسامح، نعم ؟
السائل : وأنا تبليغي وأنا إخواني.
الشيخ : إي نحن نتسامح بالتَّنازل عن النسبة وأنا شيئاً أقوله لعله مهم جدّا نتنازل عن نسبة من تبرَّأ منها في اعتقادي من تبرَّا منها وهو يعلم الشيء الذي تبرأ منه كفر ، نحن نتنازل عن هذه النسبة والآخرون يتمسَّكون بأشخاص مهما علا شأنهم وسما علمهم وصلاحهم فهم أشخاص ، هذا حنفي وهو متشبث بحنفيَّته وذاك شافعي إلى آخره لا يرضون عن هذه النسبة بديلاً، فنحن حينما نتنازل ببساطة ونقول : الله سمَّانا مسلمين ، طيب سيسألك سائل : أنت حنفي ؟ تقول لا ، بتقدر تقول أنا حنفي ؟ لا ، شافعي ؟ يظل يعدِّد ، إذا ما أنت ؟ أنا مسلم، لماذا ... لماذا تستر نفسك ؟ وهو مسلم حيقول لك.
السائل : يسلك مسلك الشيعي.
الشيخ : نعم ؟
السائل : يسلك مسلك الشيعي الذي يدس مذهبه ويقول لك أنا مسلم .
سائل آخر : لأ لأ حينئذٍ مفهوم المخالفة أنا مسلم وأنت غير مسلم ، يعني تحكم على من ، يعني إذا سمَّينا السلفيين بالمسلمين ، فمعنى ذلك الشيعي غير مسلم ، وكل طائفة أخرى غير مسلم بتصير عندك أوتوماتيكي يعني .
الشيخ : وضربنا مثلا آنفاً ، وهذا طبعاً مثال أولى .
السائل : ...
الشيخ : نعم نعم .
السائل : في بعض السلفيين لا علاقة لهم.
الشيخ : قلت أنا لك آنفاً ، وهذا أولى ، هذا المثال أولى .
السائل : وبالأصل أهل السنة يعني السلف عهد السلف لما كان هناك بدأت فتنة الخوارج ثم الشيعة ، ثم بعد ذلك فكان هناك أهل السنة ، أهل السنة في مقابل هذه الطوائف والبدع ، والسلفيون الآن هم أهل السنة هم أهل الحديث ، غيرهم الذي يقول هذا صوفي هذا كذا هو يزعم أنه من أهل السنة ، ولكن عمليّا لا يمثِّل أهل السنة ، الأشعري لا يمثِّل أهل السنة ، الماتريدي لا يمثِّل أهل السنة في عقيدته ، أهل السنة اتبعوا الحديث ، اتبعوا الآثار في العقيدة ، لكن هؤلاء لا يتَّبعون ، يتبعون منهج علماء الكلام في تثبيت العقائد، المسألة ليست مسألة الفروع الفقهية فقط ، مسألة العقيدة ، فهؤلاء لا يتَّبعون منهج السلف وأهل السنة .
سائل آخر : الطوائف الأخرى تسمية نسبة إلى شخص بعينه.
السائل : نعم ، أشاعرة ، ماتريدية ، إلى شخص.
سائل آخر : السلفية بالنسبة إلى اتباع منهج السلف ، لا إلى زيد ولا إلى عمرو.
الشيخ : لذلك أنا قلت لبعضهم : أنت تنتسب للإخوان المسلمين ، والإخوان المسلمون ينتسبون إلى الشيخ حسن البنا رحمه الله، أنا الآن أتبرأ من الإخوان المسلمين أنا أبقى مسلما أم كافر ؟ يقول : غصب عنه رغم أنفه أنت مسلم . أنت تستطيع أن تتبرَّأ من السلف الصالح ؟ ما يستطيع أن يتبرأ ، هذا إن كانَ عنده شيء من الفقه والعلم .
الطالب : إن كان عنده وعي.
الشيخ : أيوا ، أما إن كان جاهلاً بيقول لك : لأ ، أنا ما يهمني أنا مسلم إخواني أيضاً، فأنا أتبرَّأ من الانتساب لإمام من أئمة المسلمين وأظلُّ مسلماً، لكنني إذا تبرَّأت من السلف الصالح فمعنى أنني انطبق عليَّ قوله تعالى: (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبيَّن له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نولِّه ما تولَّى ونصله جهنَّم وساءت مصيراً )) ، فهذا هو الفرق بين هذه النسبة وبين نسب الدنيا كلها ، فرق كبير جدّاً لكن العصبيَّة الحزبيَّة هي التي تعمي القلوب وتجعلهم ينكرون ما يجب عليهم أن يقرُّوه ، ويقرُّون ما يجب عليهم أن يُنكروه مع الأسف.
السائل : لذلك هذول اللي حكيتم عنهم سألوا عنهم في جماعة الأفغان ، وقالوا : سمّوا أنفسهم بـجماعة المسلمين ، وقالوا : المسلمون ومن عداهم فهو كافر .
الشيخ : ليسوا مسلمين .
الطالب : ليس مسلماً .
الشيخ : أيوا .
الطالب : هكذا ، يعني لما يسمِّي نفسه بالمسلم فمن عداه كافر.