شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ( أنه مر بقوم بين أيديهم شاة مصلية فدعوه فأبى أن يأكل ... ) حفظ
الشيخ : الحديث التاسع صحيح أيضاً وهو قوله :
وعن أبي هريرة رضي الله عنه ( أنه مر بقوم بين أيديهم شاة مصلية ) يعني مشوية ( فدعوه فأبى أن يأكل وقال : خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير ) رواه البخاري والترمذي .
من تأثر أبي هريرة بحياة الرسول عليه السلام في معيشته حينما دعي إلى أن يأكل من شاة مشوية أبى لأنه تذكر حياة الرسول عليه السلام التي حييها صلى الله عليه وسلم ولم يشبع من خبز الشعير وكأنه يقول: فكيف هو يتمتع بعده عليه السلام بالأكل من الطيبات التي لم تتح لنبيه عليه الصلاة والسلام .
وبدهي أن امتناع أبي هريرة من الطعام من الأكل من الشاة المشوية ليس من باب التحريم وإنما ذلك من باب التنزه عن أكل الطيبات خشية أن يدخل فيما خاطب الله عز وجل به الكفار المشركين الذين كفروا بنعم ربهم (( أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها )) ولا أدري لعله مضى أو يأتي حديث موقوف على عمر بن الخطاب ينزع لهذه الآية مستدلاً بها على الناس الذين يتكالبون على الأكل من الطيبات والمسألة فيها دقة متناهية لأن الإكثار من الإقبال على التمتع بالطيبات سواء كانت من المطاعم أو المشارب أو الملابس فيه تعويد للإنسان على التنعم وقد قال عليه الصلاة والسلام : ( إياي والتنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين ) .
الطالب : إياكم ؟
الشيخ : ( إياي والتنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين ) وهذا التحذير من التنعم إنما يقصد به المبالغة فيه ، هذا موقف
والموقف الآخر : المبالغة في الإعراض عن التمتع بما أحل الله عز وجل ، هذا ليس أيضاً موقفاً إسلامياً صحيحاً فذاك الموقف في طرف وهذا الموقف الآخر في طرف والحق وسط بين ذلك
فالإعراض عن التنعم بما أنزل الله معناه الإعراض عن القيام بشكر نعم الله عز وجل وهو القائل : (( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ )) والرسول صلى الله عليه وآله وسلم تعديلاً لهذين الموقفين وحملاً للمسلم على الوقوف في الوسط بينهما تأتي عنه أنواع من التوجيهات فنوع منها كما نحن هنا الآن فيها صرف للناس عن المبالغة في التنعم ونوع منها حمل الناس على التنعم فإنما يقصد بهذا وهذا النوع هو حمل المسلم على الاعتدال على ترك المبالغة في التنعم وعلى ترك الإعراض عن التنعم مطلقاً ولهذا جاء في القرآن الكريم : (( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة )) ففي هذه الآية إنكار بالغ على الذين يحرمون على أنفسهم أن يتمتعوا وأن يتنعموا بنعم الله عز وجل فيقول : (( من حرم زينة الله )) إلى آخر الآية .
والرسول صلى الله عليه وآله وسلم يؤكد هذا المعنى في غير ما حديث فقد جاء في السنن والمسند وغيرها ( أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعليه آثار الفقر فقال له عليه الصلاة والسلام: يا فلان أليس عندك من مال؟ قال: من كل المال آتاني الله يا رسول الله ، قال: فإذا آتاك الله من مال فلير عليك فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده ) ( فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده ) هذا حض من الرسول عليه السلام على التمتع بما أنعم الله على الإنسان .
ومن هذا القبيل أيضاً ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ، قالوا يا رسول الله! أحدنا يحب أن ترى عليه ثياب حسنة أذلك من الكبر ؟ قال: لا ، قال آخر : أحدنا يحب أن ترى عليه نعلان حسنتان أذلك من الكبر؟ قال: لا ، قال: ثالث: يحب أن يرى في يده سوط جميل، أذلك من الكبر ؟ قال: لا ، إن الله جميل يحب الجمال ) .
وبهذه المناسبة أذكر بأن هذه الجملة يستعملها كثير من الكتاب المعاصرين ( إن الله جميل يحب الجمال ) في الجمال المعنوي ، وهو إنما ورد في الجمال المادي، لأنه جاء بعد أسئلتهم المتتالية في الثياب الجميلة والنعال الجميلة والسياط الجميلة ( قال : لا ذلك ليس من الكبر إن الله جميل يحب الجمال ) .
( قالوا فما الكبر يا رسول الله ؟ قال: الكبر بطر الحق وغمص الناس ) وفي رواية : ( غمط الناس ) بالصاد والطاء .
( الكبر بطر الحق ) أي رده بعد ظهوره .
( وغمط الناس ) : الطعن فيهم بغير حق .
وهذا الحديث أيضاً من الأحاديث التي فيها حض للمسلم على أن يتمتع بما أنعم الله عليه من جمال مادي فما نحن فيه لا ينافي هذه الأحاديث الأخيرة التي ذكرناها لأن المقصود منها هو أن الإنسان يعتاد من الحياة النعيم والحياة الشظف حتى إذا ما تعرض لحياة ضنك صبر عليها لأنه قد ذاك يكون قد ذاق مرارتها وليس كالذين يعيشون دائماً ودائماً في النعيم فهؤلاء لما ابتلوا لم يصبروا فالإنسان إذن يجب أن يعتاد شيئاً من هذه الحياة التي تسمعونها من عيش الرسول عليه الصلاة والسلام .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه ( أنه مر بقوم بين أيديهم شاة مصلية ) يعني مشوية ( فدعوه فأبى أن يأكل وقال : خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير ) رواه البخاري والترمذي .
من تأثر أبي هريرة بحياة الرسول عليه السلام في معيشته حينما دعي إلى أن يأكل من شاة مشوية أبى لأنه تذكر حياة الرسول عليه السلام التي حييها صلى الله عليه وسلم ولم يشبع من خبز الشعير وكأنه يقول: فكيف هو يتمتع بعده عليه السلام بالأكل من الطيبات التي لم تتح لنبيه عليه الصلاة والسلام .
وبدهي أن امتناع أبي هريرة من الطعام من الأكل من الشاة المشوية ليس من باب التحريم وإنما ذلك من باب التنزه عن أكل الطيبات خشية أن يدخل فيما خاطب الله عز وجل به الكفار المشركين الذين كفروا بنعم ربهم (( أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها )) ولا أدري لعله مضى أو يأتي حديث موقوف على عمر بن الخطاب ينزع لهذه الآية مستدلاً بها على الناس الذين يتكالبون على الأكل من الطيبات والمسألة فيها دقة متناهية لأن الإكثار من الإقبال على التمتع بالطيبات سواء كانت من المطاعم أو المشارب أو الملابس فيه تعويد للإنسان على التنعم وقد قال عليه الصلاة والسلام : ( إياي والتنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين ) .
الطالب : إياكم ؟
الشيخ : ( إياي والتنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين ) وهذا التحذير من التنعم إنما يقصد به المبالغة فيه ، هذا موقف
والموقف الآخر : المبالغة في الإعراض عن التمتع بما أحل الله عز وجل ، هذا ليس أيضاً موقفاً إسلامياً صحيحاً فذاك الموقف في طرف وهذا الموقف الآخر في طرف والحق وسط بين ذلك
فالإعراض عن التنعم بما أنزل الله معناه الإعراض عن القيام بشكر نعم الله عز وجل وهو القائل : (( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ )) والرسول صلى الله عليه وآله وسلم تعديلاً لهذين الموقفين وحملاً للمسلم على الوقوف في الوسط بينهما تأتي عنه أنواع من التوجيهات فنوع منها كما نحن هنا الآن فيها صرف للناس عن المبالغة في التنعم ونوع منها حمل الناس على التنعم فإنما يقصد بهذا وهذا النوع هو حمل المسلم على الاعتدال على ترك المبالغة في التنعم وعلى ترك الإعراض عن التنعم مطلقاً ولهذا جاء في القرآن الكريم : (( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة )) ففي هذه الآية إنكار بالغ على الذين يحرمون على أنفسهم أن يتمتعوا وأن يتنعموا بنعم الله عز وجل فيقول : (( من حرم زينة الله )) إلى آخر الآية .
والرسول صلى الله عليه وآله وسلم يؤكد هذا المعنى في غير ما حديث فقد جاء في السنن والمسند وغيرها ( أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعليه آثار الفقر فقال له عليه الصلاة والسلام: يا فلان أليس عندك من مال؟ قال: من كل المال آتاني الله يا رسول الله ، قال: فإذا آتاك الله من مال فلير عليك فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده ) ( فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده ) هذا حض من الرسول عليه السلام على التمتع بما أنعم الله على الإنسان .
ومن هذا القبيل أيضاً ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ، قالوا يا رسول الله! أحدنا يحب أن ترى عليه ثياب حسنة أذلك من الكبر ؟ قال: لا ، قال آخر : أحدنا يحب أن ترى عليه نعلان حسنتان أذلك من الكبر؟ قال: لا ، قال: ثالث: يحب أن يرى في يده سوط جميل، أذلك من الكبر ؟ قال: لا ، إن الله جميل يحب الجمال ) .
وبهذه المناسبة أذكر بأن هذه الجملة يستعملها كثير من الكتاب المعاصرين ( إن الله جميل يحب الجمال ) في الجمال المعنوي ، وهو إنما ورد في الجمال المادي، لأنه جاء بعد أسئلتهم المتتالية في الثياب الجميلة والنعال الجميلة والسياط الجميلة ( قال : لا ذلك ليس من الكبر إن الله جميل يحب الجمال ) .
( قالوا فما الكبر يا رسول الله ؟ قال: الكبر بطر الحق وغمص الناس ) وفي رواية : ( غمط الناس ) بالصاد والطاء .
( الكبر بطر الحق ) أي رده بعد ظهوره .
( وغمط الناس ) : الطعن فيهم بغير حق .
وهذا الحديث أيضاً من الأحاديث التي فيها حض للمسلم على أن يتمتع بما أنعم الله عليه من جمال مادي فما نحن فيه لا ينافي هذه الأحاديث الأخيرة التي ذكرناها لأن المقصود منها هو أن الإنسان يعتاد من الحياة النعيم والحياة الشظف حتى إذا ما تعرض لحياة ضنك صبر عليها لأنه قد ذاك يكون قد ذاق مرارتها وليس كالذين يعيشون دائماً ودائماً في النعيم فهؤلاء لما ابتلوا لم يصبروا فالإنسان إذن يجب أن يعتاد شيئاً من هذه الحياة التي تسمعونها من عيش الرسول عليه الصلاة والسلام .