تتمة شرح حديث ثوبان رضي الله عنه : ( وأول الناس ورودًا عليه فقراء المهاجرين الشعث رؤوسا الدنس ثيابا الذين لا ينكحون المنعمات ... ) حفظ
الشيخ : والشاهد من هذا الحديث هو قوله عليه الصلاة والسلام: ( وأول الناس ورودًا عليه فقراء المهاجرين ) قوله : ( أول الناس ورودًا ) كأنه أمر طبيعي لأنه جاء في بعض الأحاديث: " أن الناس بينما هم يُحاسَبون، فالفقراء المهاجرون ينطلقون يسبقون الآخرين بالدخول إلى الجنة بأربعين خريفًا كما يأتي قريبًا " فالأمر طبيعي جدًّا أن يكون هؤلاء أول الناس دخولًا الجنة وبالتالي أول الناس ورودًا على الحوض النبوي الكريم، لذلك قال: ( وأول الناس ورودًا عليه فقراء المهاجرين، الشعث رؤوسًا، الدمث ثيابًا، الذين لا ينكحون المنعمات، ولا تُفتح لهم السُّدد ) هذه العبارات والجُمَل كناية عن أن هؤلاء الفقراء من فقرهم لا يجدون ما يعتنون به في أنفسهم من المواضئ من الاستحمام لأقل مناسبة من اللباس البياض النظيف الجديد إلى آخره، فأخبر ثيابهم وسخة، ولا ينبغي أن نفهم من ذلك أن الإسلام يأمر بالوساخة والقذارة، ولكن المقصود من هذا أنهم لفقرهم كما كان شأن أهل الصُّفّة من المهاجرين الأولين، فهم كانوا يعيشون في شظف من العيش فقد تجد عليه ثيابًا وسخة وذلك لأنه ليس له دارًا، ليس له أهل، ليس له من يخدمه، ومن يغسل له ثيابه وبدنه أيضًا لهذا كانت ثيابهم دمثة، وكانت رؤوسهم شُعثًا يعني: غبرًا غير منظَّفين ولا ممشَّطين ومسَرَّحين.
وبالإضافة إلى ذلك ما ينكحون المنعَّمات يعني: لا يُتاح لهم أن يتزوجوا بالنساء المتنعمات اللاتي عشن على الحياة الطيبة والعيش الرغيد، ولعل الإنسان إذا كان يملك نفسه أن يكون وسطًا بين هؤلاء الفقراء الدمث الثياب لأنهم لا يجدون وبين أولائك الأغنياء الذين يتوسعون في أكل الطيبات وشرب المشروبات واللباس الفاخر، أكون وسط بين هذا وهذا إذا أمكن وذلك لقوله عليه الصلاة والسلام: ( إيَّاي والتنعّم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين ) إياي والتنعم أي: والمبالغة في التنعم، ينهى الرسول عليه الصلاة والسلام ويحذر المسلم أن يكون من المبالغين في التنعم، ذلك لأن المسلم قد يتعرض لشيء من البلاء والامتحان بالفقر فإذا كان قد تمرن على شيء من شظف العيش استطاع أن يصبر على الفقر وبالتالي ربما يكون من هؤلاء الفقراء المهاجرين الذين وصفهم الرسول عليه الصلاة والسلام.
أنهم أول ما يسألون عن الرجل إذا جاء خاطبًا شو أمواله؟ شو عقاراته؟ شو بيوته؟ إلى آخره، وهذا طبعًا ليس من الإسلام في شيء، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلُقه فزوجوه، إلّا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفسادٌ عريض )، فهؤلاء الفقراء لا ينكحون المنعَّمات أو المتنعِمات لأن الغالب على الناس أنهم لا يُنكحون إلا المتنعّم مثلهم، إلا القليل من عباد الله عزوجل فهؤلاء أقل من الكبريت الأحمر كما كان يقال، فإننا قلَّ ما نجد في الأغنياء من يقبل أن يُزوج ابنته الفقيرَ من الناس ولو كان صالحًا، ولو كان قد صدق فيه قول الرسول عليه الصلاة والسلام: ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلُقه ) فإن من صفات هؤلاء الفقراء المهاجرين أنهم لا ينكحون المنعمات.
( ولا تُفتح لهم السُّدد ) السدد يعني: لا تفتح لهم الأبواب، يعني: لا يُرحب بهم، لا يُستقبلون كما قال عليه الصلاة والسلام في حديث آخر: ( رُبَّ مدفوع على الأبواب لو أقسم على الله لأبرَّه ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
وبالإضافة إلى ذلك ما ينكحون المنعَّمات يعني: لا يُتاح لهم أن يتزوجوا بالنساء المتنعمات اللاتي عشن على الحياة الطيبة والعيش الرغيد، ولعل الإنسان إذا كان يملك نفسه أن يكون وسطًا بين هؤلاء الفقراء الدمث الثياب لأنهم لا يجدون وبين أولائك الأغنياء الذين يتوسعون في أكل الطيبات وشرب المشروبات واللباس الفاخر، أكون وسط بين هذا وهذا إذا أمكن وذلك لقوله عليه الصلاة والسلام: ( إيَّاي والتنعّم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين ) إياي والتنعم أي: والمبالغة في التنعم، ينهى الرسول عليه الصلاة والسلام ويحذر المسلم أن يكون من المبالغين في التنعم، ذلك لأن المسلم قد يتعرض لشيء من البلاء والامتحان بالفقر فإذا كان قد تمرن على شيء من شظف العيش استطاع أن يصبر على الفقر وبالتالي ربما يكون من هؤلاء الفقراء المهاجرين الذين وصفهم الرسول عليه الصلاة والسلام.
أنهم أول ما يسألون عن الرجل إذا جاء خاطبًا شو أمواله؟ شو عقاراته؟ شو بيوته؟ إلى آخره، وهذا طبعًا ليس من الإسلام في شيء، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلُقه فزوجوه، إلّا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفسادٌ عريض )، فهؤلاء الفقراء لا ينكحون المنعَّمات أو المتنعِمات لأن الغالب على الناس أنهم لا يُنكحون إلا المتنعّم مثلهم، إلا القليل من عباد الله عزوجل فهؤلاء أقل من الكبريت الأحمر كما كان يقال، فإننا قلَّ ما نجد في الأغنياء من يقبل أن يُزوج ابنته الفقيرَ من الناس ولو كان صالحًا، ولو كان قد صدق فيه قول الرسول عليه الصلاة والسلام: ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلُقه ) فإن من صفات هؤلاء الفقراء المهاجرين أنهم لا ينكحون المنعمات.
( ولا تُفتح لهم السُّدد ) السدد يعني: لا تفتح لهم الأبواب، يعني: لا يُرحب بهم، لا يُستقبلون كما قال عليه الصلاة والسلام في حديث آخر: ( رُبَّ مدفوع على الأبواب لو أقسم على الله لأبرَّه ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام.