تتمة شرح حديث ثوبان رضي الله عنه : ( ولا تفتح لهم السدد الذين يعطون ما عليهم ولا يعطون ما لهم ... ) حفظ
الشيخ : ( ولا تُفتح لهم السُّدد ): قال عمر : -عمر هنا هو عمر بن عبد العزيز الخليفة الراشد- " لكنّي قد نكحتُ المنعمات ": فاطمة بنت عبد الملك بن مروان، فهو تزوج قبل أن يصبح خليفة بالطبع، تزوج بنت الملك الأموي عبد الملك بن مروان.
يقول عمر: " لكنّي قد نكحتُ المنعمات، فاطمة بنت عبد الملك، وفُتحت لي السُّدد، لا جرم أني لا أغسل رأسي حتى يشعثَ، ولا ثوبي الذي يلي جسدي حتى يتَّسخ، رواه الترمذي وابن ماجه والحاكم واللفظ له وقال: صحيح الإسناد ".
قول عمر هذا فيه نظر، لأنه فهم من الحديث أن صفة من صفات أولئك الفقراء المهاجرين وهي أن ثيابهم وسخة أن هذا أمر مقصود من هؤلاء الفقراء، ونحن لا نفهم هذا أبدًا، فقد يكون المسلم فقيرًا ولا يجد من الثياب ما يغير لأدنى مناسبة، ولكن إذا كان يستطيع غسل هذه الثياب وتنظيفها فذلك لا ينافي فقره، ونحن كما قلنا آنفًا: فسرنا أن ثيابهم دمثة لا قصدًا منهم وإنما عجزًا منهم عن أن يتمكن أحدهم بأن يغسل ثيابه كلما اتَّسخت، فعمر بن عبد العزيز وهو رجل متزوج وعنده فاطمة زوجته وهي تستطيع أن تغسّل ثيابه وأن تغسله هو وتمشطه أيضًا، فأن يتعمّد أن يلبس الثياب الوسخة وأن يدع شعره لا يسرحه ولا ينظفه فهذا أمر لا نراه مقبولًا شرعًا ولا يدل عليه الحديث السابق، ولكن هكذا بدا لعمر بن عبد العزيز رضي الله عنه فقال هذه الكلمة، ومن هنا يصدق كلمة الإمام مالك : " ما منّا مِن أحد إلا ردَّ ورُدَّ عليه إلا صاحب هذا القبر "، فكون عمر قُيّض له أن يتزوج المنعّمة وهي فاطمة هذا لا ينافي أن يكون من السابقين الأولين من جهات أخرى، فحسبه أنه أعاد إلى المسلمين حكم الخلفاء الراشدين، فتعمد الوساخة والقذارة هذا ليس من الإسلام، بل الإسلام ينهى عن القذارة كما ينهى عن كثير من الإسراف والتنعم كما ذكرنا آنفًا.
يقول عمر: " لكنّي قد نكحتُ المنعمات، فاطمة بنت عبد الملك، وفُتحت لي السُّدد، لا جرم أني لا أغسل رأسي حتى يشعثَ، ولا ثوبي الذي يلي جسدي حتى يتَّسخ، رواه الترمذي وابن ماجه والحاكم واللفظ له وقال: صحيح الإسناد ".
قول عمر هذا فيه نظر، لأنه فهم من الحديث أن صفة من صفات أولئك الفقراء المهاجرين وهي أن ثيابهم وسخة أن هذا أمر مقصود من هؤلاء الفقراء، ونحن لا نفهم هذا أبدًا، فقد يكون المسلم فقيرًا ولا يجد من الثياب ما يغير لأدنى مناسبة، ولكن إذا كان يستطيع غسل هذه الثياب وتنظيفها فذلك لا ينافي فقره، ونحن كما قلنا آنفًا: فسرنا أن ثيابهم دمثة لا قصدًا منهم وإنما عجزًا منهم عن أن يتمكن أحدهم بأن يغسل ثيابه كلما اتَّسخت، فعمر بن عبد العزيز وهو رجل متزوج وعنده فاطمة زوجته وهي تستطيع أن تغسّل ثيابه وأن تغسله هو وتمشطه أيضًا، فأن يتعمّد أن يلبس الثياب الوسخة وأن يدع شعره لا يسرحه ولا ينظفه فهذا أمر لا نراه مقبولًا شرعًا ولا يدل عليه الحديث السابق، ولكن هكذا بدا لعمر بن عبد العزيز رضي الله عنه فقال هذه الكلمة، ومن هنا يصدق كلمة الإمام مالك : " ما منّا مِن أحد إلا ردَّ ورُدَّ عليه إلا صاحب هذا القبر "، فكون عمر قُيّض له أن يتزوج المنعّمة وهي فاطمة هذا لا ينافي أن يكون من السابقين الأولين من جهات أخرى، فحسبه أنه أعاد إلى المسلمين حكم الخلفاء الراشدين، فتعمد الوساخة والقذارة هذا ليس من الإسلام، بل الإسلام ينهى عن القذارة كما ينهى عن كثير من الإسراف والتنعم كما ذكرنا آنفًا.