شرح حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : ( يدخل فقراء أمتي الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفًا، فقيل: صفهم لنا ؟ قال: الدَّمثة ثيابُهم الشعثة رؤوسهم ... ) . حفظ
الشيخ : الحديث الذي بعده وهو صحيح أيضًا، وهو الحديث الثاني عشر قال:
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ( يدخل فقراء أمتي الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفًا، فقيل: صفهم لنا ؟ قال: الدَّمثة ثيابُهم، الشعثة رؤوسهم، الذين لا يؤذن لهم على السُّدّات، ولا ينكحون المنعمات، توكل بهم مَشَارِق الأَرْض وَمَغَارِبهَا ) أي: موكلين عليها، هذا بمعنى ما سبق في قوله في الحديث: ( تسد بهم الثغور ).
( توكل بهم مَشَارِق الأَرْض وَمَغَارِبهَا، يُعْطون كل الَّذِي عَلَيْهِم وَلَا يُعْطَون كل الَّذِي لَهُم ): هذه الجملة لم نشرحها في الحديث السابق وهي لعلها واضحة: أي هؤلاء من صفاء قلوبهم أنهم إذا كان لهم حق أعطوه لصاحبه وليس العكس، إذا كان لهم حق عند غيرهم لم يُعطَوه، ذلك لأن حقوقهم مهضومة ذلك لفقرهم ومسكنتهم وأنه لا صولة لهم ولا دولة ولا جاه، فالناس عادة يطمعون في أمثال هؤلاء فيهضمون ويأكلون حقوقهم، فمن صفات هؤلاء الفقراء أنهم يُعطون ما عليهم من الحق، ولا يُعطون من الناس حقوقهم.