شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ( إذا ابتليت عبدي المؤمن فلم يشكني إلى عواده أطلقته من أساري ثم أبدلته لحماً خيراً من لحمه ودماً خيراً من دمه ثم يستأنف العمل ). حفظ
الشيخ : الحديث الثاني وهو صحيح قال :
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال الله تبارك وتعالى : ( إذا ابتليت عبدي المؤمن فلم يشكني إلى عواده أطلقته من أساري ثم أبدلته لحماً خيراً من لحمه ودماً خيراً من دمه ثم يستأنف العمل ) رواه الحاكم وقال: صحيح على شرطهما .
هذا الحديث يذكر قيداً هو ظاهره أنه قيد آخر القيد الذي ذكر في الحديث السابق هو قوله : ( فحمدني ) الآن هنا قيد آخر لكن الذي أعتقده أنه قيد لفظي لأنه في المعنى يعود إلى الحمد المذكور في الحديث السابق .
هنا يقول : ( إذا ابتليت عبدي المؤمن فلم يشكني إلى عواده ) ما قال شو ربنا عميبتلينا إي شو سوينا له شو عملنا له مما نسمعه من كثير من الجهال الضلال ، فهذا المؤمن إذا ابتلاه الله عز وجل بمرض فحينما يأتيه الناس يعودونه لا يشكو إليهم ربه فيقول كما يقول اليهود مثلاً كما كنا نسمع قديماً قال يارب ليش أخذته فهذا استكبار واستعلاء على الله عز وجل الفعال لما يشاء والذي لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.
فهذا العبد المريض إذا عاده عواده وزائروه ولم يتململ ولم يتضجر ومن آثار ذلك أن يشكو ربه الذي ابتلاه إلى عواده إذا لم يشك ماذا جزاؤه ؟ قال تبارك وتعالى في تمام الحديث : ( أطلقته من أساري ) أي رفعت القيد والأسر عنه ( ثم أبدلته لحماً خيراً من لحمه ودماً خيراً من دمه ) يعني أن الله عز ولج يرفع عنه هذا البلاء وذاك المرض ويبدله صحة وهذا هو الذي كنى عنه بقوله : ( أبدلته لحماً خيراً من حلمه ودماً خيراً من دمه ثم يستأنف العمل ) ولعل المراد ثم ليستأنف العمل أي يتابع طريقه في القيام بما وجب الله تبارك وتعالى عليه من عمل.
بعد هذا الحديث حديثان ضعيفان : الأول عن جابر والآخر عن أسد بن كرز.