هل الحديث النبوي نقل إلينا باللفظ أم بالمعنى ، وهل يعتمد على الحديث النبوي الشريف في ضبط قواعد اللغة ؟ حفظ
السائل : نرجو أن تبينوا لنا الحديث النبوي هل ينقل إلينا باللفظ أم بالمعنى ، ثم هل يعتمد على الحديث النبوي الشريف في ضبط قواعد اللغة ؟
الشيخ : هذا السؤال جاءني أحدهم ... ممن يحضر شهادة من هذه الشهادات وجرى حديث طويل في هذا، والخلاصة: أن الأصل في الأحاديث النبوية أنها تروى بالألفاظ والمعاني بطبيعة الحال، أقول الأصل هذا لأننا نعلم يقيناً أن بعض الأحاديث تروى بالمعنى، لاسيما إذا كان الحديث طويلاً ليس من السهل أن يستوعبه السامع لأول مرة ولا لثاني مرة أو ثالث مرة بطوله وبكل ألفاظه ، لكن لما ندرس تاريخ رواة الحديث وأنهم كانوا يتأثرون بما يسمعون من أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام وفيها الحض على تبليغهم ما سمعوه وذلك معناه أن يبلغوا اللفظ الذي سمعوه من الرسول عليه السلام كمثل حديث : ( نضر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها ثم بلغها كما سمعها، فرب حامل فقه إلى من ليس بفقيه ) وكحديث: ( بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ) وكحديث: ( من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار ) فهذه الأحاديث كلها تؤكد لنا أن هؤلاء الرواة أخذوا منها أصلاً أن الحديث ينبغي أن يروى كما سمعوه، لكن نحن لا نكابر ولا ننكر أن هناك أحاديث مروية قطعاً بالمعنى، ولكن هذا لا يعني إبطال الأصل السابق الذكر، فكل من يريد أن يقول وهذا وقع مع الأسف الشديد أن الحديث لا يحتج به لإثبات لفظة كلفظة عربية من غريب الحديث مثلاً أو جملة لا يثبت مثلها بحديث الرسول عليه السلام الصحيح قد قال بعض علماء اللغة، ولكنهم نسوا حقيقة مرة وهي أنهم نسوا أولاً هذا الأصل الذي لا يستلزم أنهم كل أحاديث الرسول عليه السلام رووها بالمعنى وليس باللفظ، وإنما يستلزم العكس تماماً رووا الأحاديث كما سمعوها هذا هو الأصل لكن بعض الأحاديث رووها بالمعنى وهذا يظهر من مقابلة الأحاديث بعضها مع بعض، ثم نسوا حقيقة أخرى أنهم إن طعنوا في هذا الأصل وزعموا أنه لا يجوز إثبات اللغة أو شيء من اللغة بالحديث الصحيح فقد انهارت لغتهم من أصلها كلها، لأنهم بماذا يثبتون اللغة ؟ بأشعار يروونها عن شعراء الجاهلية، أين السند منهم بهذه الأشعار؟ ليس عندهم إثبات سوى قيل وقال وروي، فإن كانوا يثبتون اللغة العربية بمثل هذه الروايات التي لا سنام لها ولا خطام أليس أولى وأولى بهم أن يثبتوا اللغة العربية بأحاديث يرويها علماء الحديث بأسانيد لم يوجد في الدنيا كلها من عني بهذه الأسانيد بمعرفة تراجم رواتها ومراتب حفظ هؤلاء الرواة واتصال بعضهم في بضع إلا عند علماء الحديث، علماء اللغة أنفسهم ليس عندهم شيء من ذلك إلا ما قد يكونون اقتبسوه من علماء الحديث، ولذلك تجد وهذا من تأثير الحركة العلمية الواسعة النطاق الحديثية على غيرهم تجد بعض علماء الأدب مثل مثلاً الأصبهاني في كتابه *الأغاني* يروي القصص وربما يكون فيها بعض المجون بقوله: " حدثني فلان، قال: حدثني فلان " تقليداً منهم لأئمة الحديث، أما علماء اللغة فليس عندهم مثل هذا المجال، لذلك فالقول بأن الحديث الصحيح بطبيعة الحال يعنون لا يحتج به في اللغة معناه إذن ليس هناك لغة، لأن السبيل الذي يثبتون به اللغة هو سبيل روايات منقطعة، بينما الأحاديث هي روايات متصلة، ثم قلت من جملة ما قلت أن هؤلاء المحدثين لماذا أولئك اللغويون لا يحتجون بالحديث قال : لأن كثيراً من رواة الحديث أعاجم، هذا صحيح لكننا نقول هؤلاء الأعاجم أصبحوا عرباً أكثر من العرب أنفسهم، ونحن بنشوف الآن العرب اليوم تقرأ عليهم آيات من القرآن ما يكادون يفقهون قولاً ليش بقى هدول عرب والقرآن عربي ؟ لأن دخلتهم العجمة فأبعدتهم عن إيش ؟ العروبة الحقة فما عادوا يفقهون لغتها ، والعكس من ذلك تماماً كان الأمر في العهود الأولى في العصور الأولى كان الإسلام ينتشر وينش معه ليس فقط إسلامه ودينه بل وينشر معه أيضاً لغته حيثما حل، ثم هؤلاء المسلمون الأعاجم يتدينون بتعلم اللغة العربية، لأن القرآن لا يفهم إلا بهذه اللغة وحديث الرسول لا يفهم إلا بهذه اللغة لذلك نقول : هؤلاء الرواة وإن كان كثير منهم ليسوا عرباً إنما هم أعاجم لكنهم قد استعربوا صاروا عرباً في لغتهم.
ومن هنا يتبين لكم هذه الحقيقة بأن تتذكروا أن كباراً من العلماء كانوا أعاجم وبعضهم أئمة اللغة نفسها، فمثلاً أول الفقهاء أقدمهم سناً من هو ؟ أبو حنيفة النعمان بن ثابت رجل أعجمي ليس عربياً، مع ذلك فالمسلمون اليوم جلهم على مذهبه، فهل يقال بأنه كان أعجمي الأصل ما يفقه اللغة العربية ؟ الجواب: لا.
خذ مثلاً سيبويه إمام النحويين فهو أيضاً أعجمي كما يدلكم اسمه ، خذ مثلاً الإمام الزمخشري صاحب التفسير وصاحب الفائق في غريب الحديث فهو إمام في اللغة العربية وهو أعجمي وهكذا، لذلك نحن لا يضرنا أن يكون في رواة الحديث أعاجم لأنهم خير من كثير من العرب في معرفتهم بلغة العرب لغة القرآن والسنة ، هذا ما يمكن الجواب عن هذه القضية.
الشيخ : هذا السؤال جاءني أحدهم ... ممن يحضر شهادة من هذه الشهادات وجرى حديث طويل في هذا، والخلاصة: أن الأصل في الأحاديث النبوية أنها تروى بالألفاظ والمعاني بطبيعة الحال، أقول الأصل هذا لأننا نعلم يقيناً أن بعض الأحاديث تروى بالمعنى، لاسيما إذا كان الحديث طويلاً ليس من السهل أن يستوعبه السامع لأول مرة ولا لثاني مرة أو ثالث مرة بطوله وبكل ألفاظه ، لكن لما ندرس تاريخ رواة الحديث وأنهم كانوا يتأثرون بما يسمعون من أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام وفيها الحض على تبليغهم ما سمعوه وذلك معناه أن يبلغوا اللفظ الذي سمعوه من الرسول عليه السلام كمثل حديث : ( نضر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها ثم بلغها كما سمعها، فرب حامل فقه إلى من ليس بفقيه ) وكحديث: ( بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ) وكحديث: ( من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار ) فهذه الأحاديث كلها تؤكد لنا أن هؤلاء الرواة أخذوا منها أصلاً أن الحديث ينبغي أن يروى كما سمعوه، لكن نحن لا نكابر ولا ننكر أن هناك أحاديث مروية قطعاً بالمعنى، ولكن هذا لا يعني إبطال الأصل السابق الذكر، فكل من يريد أن يقول وهذا وقع مع الأسف الشديد أن الحديث لا يحتج به لإثبات لفظة كلفظة عربية من غريب الحديث مثلاً أو جملة لا يثبت مثلها بحديث الرسول عليه السلام الصحيح قد قال بعض علماء اللغة، ولكنهم نسوا حقيقة مرة وهي أنهم نسوا أولاً هذا الأصل الذي لا يستلزم أنهم كل أحاديث الرسول عليه السلام رووها بالمعنى وليس باللفظ، وإنما يستلزم العكس تماماً رووا الأحاديث كما سمعوها هذا هو الأصل لكن بعض الأحاديث رووها بالمعنى وهذا يظهر من مقابلة الأحاديث بعضها مع بعض، ثم نسوا حقيقة أخرى أنهم إن طعنوا في هذا الأصل وزعموا أنه لا يجوز إثبات اللغة أو شيء من اللغة بالحديث الصحيح فقد انهارت لغتهم من أصلها كلها، لأنهم بماذا يثبتون اللغة ؟ بأشعار يروونها عن شعراء الجاهلية، أين السند منهم بهذه الأشعار؟ ليس عندهم إثبات سوى قيل وقال وروي، فإن كانوا يثبتون اللغة العربية بمثل هذه الروايات التي لا سنام لها ولا خطام أليس أولى وأولى بهم أن يثبتوا اللغة العربية بأحاديث يرويها علماء الحديث بأسانيد لم يوجد في الدنيا كلها من عني بهذه الأسانيد بمعرفة تراجم رواتها ومراتب حفظ هؤلاء الرواة واتصال بعضهم في بضع إلا عند علماء الحديث، علماء اللغة أنفسهم ليس عندهم شيء من ذلك إلا ما قد يكونون اقتبسوه من علماء الحديث، ولذلك تجد وهذا من تأثير الحركة العلمية الواسعة النطاق الحديثية على غيرهم تجد بعض علماء الأدب مثل مثلاً الأصبهاني في كتابه *الأغاني* يروي القصص وربما يكون فيها بعض المجون بقوله: " حدثني فلان، قال: حدثني فلان " تقليداً منهم لأئمة الحديث، أما علماء اللغة فليس عندهم مثل هذا المجال، لذلك فالقول بأن الحديث الصحيح بطبيعة الحال يعنون لا يحتج به في اللغة معناه إذن ليس هناك لغة، لأن السبيل الذي يثبتون به اللغة هو سبيل روايات منقطعة، بينما الأحاديث هي روايات متصلة، ثم قلت من جملة ما قلت أن هؤلاء المحدثين لماذا أولئك اللغويون لا يحتجون بالحديث قال : لأن كثيراً من رواة الحديث أعاجم، هذا صحيح لكننا نقول هؤلاء الأعاجم أصبحوا عرباً أكثر من العرب أنفسهم، ونحن بنشوف الآن العرب اليوم تقرأ عليهم آيات من القرآن ما يكادون يفقهون قولاً ليش بقى هدول عرب والقرآن عربي ؟ لأن دخلتهم العجمة فأبعدتهم عن إيش ؟ العروبة الحقة فما عادوا يفقهون لغتها ، والعكس من ذلك تماماً كان الأمر في العهود الأولى في العصور الأولى كان الإسلام ينتشر وينش معه ليس فقط إسلامه ودينه بل وينشر معه أيضاً لغته حيثما حل، ثم هؤلاء المسلمون الأعاجم يتدينون بتعلم اللغة العربية، لأن القرآن لا يفهم إلا بهذه اللغة وحديث الرسول لا يفهم إلا بهذه اللغة لذلك نقول : هؤلاء الرواة وإن كان كثير منهم ليسوا عرباً إنما هم أعاجم لكنهم قد استعربوا صاروا عرباً في لغتهم.
ومن هنا يتبين لكم هذه الحقيقة بأن تتذكروا أن كباراً من العلماء كانوا أعاجم وبعضهم أئمة اللغة نفسها، فمثلاً أول الفقهاء أقدمهم سناً من هو ؟ أبو حنيفة النعمان بن ثابت رجل أعجمي ليس عربياً، مع ذلك فالمسلمون اليوم جلهم على مذهبه، فهل يقال بأنه كان أعجمي الأصل ما يفقه اللغة العربية ؟ الجواب: لا.
خذ مثلاً سيبويه إمام النحويين فهو أيضاً أعجمي كما يدلكم اسمه ، خذ مثلاً الإمام الزمخشري صاحب التفسير وصاحب الفائق في غريب الحديث فهو إمام في اللغة العربية وهو أعجمي وهكذا، لذلك نحن لا يضرنا أن يكون في رواة الحديث أعاجم لأنهم خير من كثير من العرب في معرفتهم بلغة العرب لغة القرآن والسنة ، هذا ما يمكن الجواب عن هذه القضية.