شرح حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : ( أن رجلاً من المسلمين قال : يا رسول الله ، أرأيت هذه الأعراض التي تُصيبنا ما لنا بها ؟ قال : كفارات قال أُبَيُّ : يا رسول الله ، وإن قلَّتْ ؟ قال : وإن شوكة فما فوقها ... ) حفظ
الشيخ : في الحديث الثاني وهو إسناده حسن يقول :
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ( أن رجلاً من المسلمين قال : يا رسول الله أرأيت هذه الأعراض التي تُصيبنا ما لنا بها ؟ قال : كفارات قال أُبَيُّ : يا رسول الله ، وإن قلَّتْ ؟ قال : وإن شوكة فما فوقها ) .
وإن كانت شوكة فما فوقها فهي كفَّارة ، ولكن الجزاء على نسبة المصيبة كما ذكرنا فكلما كانت المصيبة أكبر كان الجزاء أكثر.
إلى هنا ينتهى حديث الرسول عليه السلام في رواية أبي سعيد الخدري جواباً على قول أُبَيٍّ قال عليه السلام: ( وإن شوكة فما فوقها ) فدعا على نفسه أي أُبَيٌّ لمَّا علم من النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنَّ الأمراض التي يُصاب بها الإنسان وبخاصة الحمَّى هي كفَّارات ، دعا أبيٌّ على نفسه بأن لا تزال الحمى تصيبه ، " ( دعا على نفسه ألَّا يُفارقه الوعك حتى يموت ، وألَّا يشغله عن حجٍّ ولا عمرةٍ ، ولا جهادٍ في سبيل الله ، ولا صلاةٍ مكتوبة في جماعة ، قال : فما مسَّ إنسان جسده إلا وجد حرَّها حتى مات، رواه أحمد وابن أبي الدنيا وأبو يعلى وابن حبان في * صحيحه *، الوَعْكُ : الحمَّى ".
هذا الحديث واضح لا يحتاج إلى شيء من التعليق إلا ما فعله أبيُّ ، فقد يُشكل على بعض الناس دعاؤه على نفسه بالحمَّى ، وهو في الواقع مشكل ، لأننا نذكر حديثاً ذكرناه أكثر من مرَّة حينما مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم برجلٍ يدعو ربَّه أنه ما كان معذِّبَه في الآخرة فليجعل هذا العذاب بلاء بالمرض في الدنيا ، فعلَّمه الرسول صلى الله عليه وسلم أن يدعو خيراً وأن يقول : ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار ) ، لأن الانسان قد لا يصبر يطلب البلاء ثم يكون من جملة البلاء أن لا يصبر على البلاء ، فلذلك فالعاقل لا يدعو لا يطلب البلاء لنفسه ، ولكنه يطلب إن بُلِيَ من الله عز وجل أن يجعله من الصابرين عليه ، فكيف نجد هنا أبيّاً دعا على نفسه بالحمَّى ؟
يبدو لي أنَّ هذا الإشكال يزول فيما إذا تذكَّرنا تحفُّظه في دعائه ، إنه دعا ربَّه أن لا تزال الحمَّى تنتابه وتصيبه ولكن بشرط ألَّا تمنعَه هذه الحمَّى عن القيام بشيء من العبادات والطاعات ، فكأنه بهذه الطريقة وبهذا القيد جمع بين الثواب الذي يثيبه الله عزَّ وجلَّ بسبب صبره على الحمى وبين تمكُّنه من القيام بالواجبات والطاعات الأخرى التي يُثاب أيضا عليها .
ولما درست أحاديث هذا الباب وجدْتُ في حديث يأتي قريباً ما يشهد شهادة واضحة بما فعله أُبيُّ بنفسه ، بمعنى أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقرُّ مثل هذا الدعاء ، ولا بأس من أن نتلوَ عليكم ذاك الحديث لاتِّصاله اتِّصالاً وثيقاً بما نحن فيه .
يقول هنا في الحديث الرابع والسبعين : وعن جابر رضي الله عنه قال : ( استأذنَتِ الحمَّى على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : من هذه ؟ قالت : أمُّ مِلدم ، فأمر بها إلى أهل قُبا ، فلقوا منها ما يعلم الله ، فأتوه فشكوا ذلك إليه ، فقال : ما شئتم إن شئتم دعوتُ الله فكشفَه عنكم ، وإن شئتم أن تكونَ لكم طهوراً قالوا : أو تفعله ؟ قال : نعم، قالوا : فدعها )
وهذه القصة كما ترون لها علاقة بأهل قباء أي : بالأنصار ، وأبيُّ بن كعب هو أنصاري ، فكأن ما دعا به على نفسه من الدعاء فإنه من هذا الحديث .
ولذلك فنستفيد من هذا الحديث الأخير والحديث الذي قبله ومن دعاء أُبَيّ على نفسه بأن تظلَّ الحُمَّى ملاصقة له أن الأمراض الخفيفة للإنسان الذي يعلم من نفسه القوَّة وبالجلد والصبر عليها له أن يدعو الله عز وجل بها لنفسه ، ولكن عليه أيضاً أن يضمَّ إلى هذا الدعاء أن يظلَّ في قوته للقيام بما فرضَ عليه من واجبات وليست مجرد أداء الصلاة فقط ، بل وحتى الخروج إلى المسجد لأداء صلاة الجماعة كما سمعتم في قول أبيٍّ نفسه حيث قال : دعا على نفسه ألَّا يفارقَه الوعك حتى يموت ، وألَّا يُشغِلَه عن حجٍّ ولا عمرةٍ، العمرة ليست بفرض، ولا جهادٍ في سبيل الله كذلك الجهاد في سبيل الله في تلك الأيام غالباً كانت من نوع فرض الكفاية، ولا صلاةٍ مكتوبةٍ في جماعة فذكر الجماعة هنا ، فكأن الله عز وجل فيما يبدو استجابَ دعاءَه حيث قال راوي الحديث وهو أبو سعيد الخدري: ( فما مسَّ إنسانٌ جسدَه إلا وجد حرَّها حتى مات ).
بعد هذا الحديث ثلاثة أحاديث ضعيفة.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ( أن رجلاً من المسلمين قال : يا رسول الله أرأيت هذه الأعراض التي تُصيبنا ما لنا بها ؟ قال : كفارات قال أُبَيُّ : يا رسول الله ، وإن قلَّتْ ؟ قال : وإن شوكة فما فوقها ) .
وإن كانت شوكة فما فوقها فهي كفَّارة ، ولكن الجزاء على نسبة المصيبة كما ذكرنا فكلما كانت المصيبة أكبر كان الجزاء أكثر.
إلى هنا ينتهى حديث الرسول عليه السلام في رواية أبي سعيد الخدري جواباً على قول أُبَيٍّ قال عليه السلام: ( وإن شوكة فما فوقها ) فدعا على نفسه أي أُبَيٌّ لمَّا علم من النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنَّ الأمراض التي يُصاب بها الإنسان وبخاصة الحمَّى هي كفَّارات ، دعا أبيٌّ على نفسه بأن لا تزال الحمى تصيبه ، " ( دعا على نفسه ألَّا يُفارقه الوعك حتى يموت ، وألَّا يشغله عن حجٍّ ولا عمرةٍ ، ولا جهادٍ في سبيل الله ، ولا صلاةٍ مكتوبة في جماعة ، قال : فما مسَّ إنسان جسده إلا وجد حرَّها حتى مات، رواه أحمد وابن أبي الدنيا وأبو يعلى وابن حبان في * صحيحه *، الوَعْكُ : الحمَّى ".
هذا الحديث واضح لا يحتاج إلى شيء من التعليق إلا ما فعله أبيُّ ، فقد يُشكل على بعض الناس دعاؤه على نفسه بالحمَّى ، وهو في الواقع مشكل ، لأننا نذكر حديثاً ذكرناه أكثر من مرَّة حينما مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم برجلٍ يدعو ربَّه أنه ما كان معذِّبَه في الآخرة فليجعل هذا العذاب بلاء بالمرض في الدنيا ، فعلَّمه الرسول صلى الله عليه وسلم أن يدعو خيراً وأن يقول : ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار ) ، لأن الانسان قد لا يصبر يطلب البلاء ثم يكون من جملة البلاء أن لا يصبر على البلاء ، فلذلك فالعاقل لا يدعو لا يطلب البلاء لنفسه ، ولكنه يطلب إن بُلِيَ من الله عز وجل أن يجعله من الصابرين عليه ، فكيف نجد هنا أبيّاً دعا على نفسه بالحمَّى ؟
يبدو لي أنَّ هذا الإشكال يزول فيما إذا تذكَّرنا تحفُّظه في دعائه ، إنه دعا ربَّه أن لا تزال الحمَّى تنتابه وتصيبه ولكن بشرط ألَّا تمنعَه هذه الحمَّى عن القيام بشيء من العبادات والطاعات ، فكأنه بهذه الطريقة وبهذا القيد جمع بين الثواب الذي يثيبه الله عزَّ وجلَّ بسبب صبره على الحمى وبين تمكُّنه من القيام بالواجبات والطاعات الأخرى التي يُثاب أيضا عليها .
ولما درست أحاديث هذا الباب وجدْتُ في حديث يأتي قريباً ما يشهد شهادة واضحة بما فعله أُبيُّ بنفسه ، بمعنى أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقرُّ مثل هذا الدعاء ، ولا بأس من أن نتلوَ عليكم ذاك الحديث لاتِّصاله اتِّصالاً وثيقاً بما نحن فيه .
يقول هنا في الحديث الرابع والسبعين : وعن جابر رضي الله عنه قال : ( استأذنَتِ الحمَّى على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : من هذه ؟ قالت : أمُّ مِلدم ، فأمر بها إلى أهل قُبا ، فلقوا منها ما يعلم الله ، فأتوه فشكوا ذلك إليه ، فقال : ما شئتم إن شئتم دعوتُ الله فكشفَه عنكم ، وإن شئتم أن تكونَ لكم طهوراً قالوا : أو تفعله ؟ قال : نعم، قالوا : فدعها )
وهذه القصة كما ترون لها علاقة بأهل قباء أي : بالأنصار ، وأبيُّ بن كعب هو أنصاري ، فكأن ما دعا به على نفسه من الدعاء فإنه من هذا الحديث .
ولذلك فنستفيد من هذا الحديث الأخير والحديث الذي قبله ومن دعاء أُبَيّ على نفسه بأن تظلَّ الحُمَّى ملاصقة له أن الأمراض الخفيفة للإنسان الذي يعلم من نفسه القوَّة وبالجلد والصبر عليها له أن يدعو الله عز وجل بها لنفسه ، ولكن عليه أيضاً أن يضمَّ إلى هذا الدعاء أن يظلَّ في قوته للقيام بما فرضَ عليه من واجبات وليست مجرد أداء الصلاة فقط ، بل وحتى الخروج إلى المسجد لأداء صلاة الجماعة كما سمعتم في قول أبيٍّ نفسه حيث قال : دعا على نفسه ألَّا يفارقَه الوعك حتى يموت ، وألَّا يُشغِلَه عن حجٍّ ولا عمرةٍ، العمرة ليست بفرض، ولا جهادٍ في سبيل الله كذلك الجهاد في سبيل الله في تلك الأيام غالباً كانت من نوع فرض الكفاية، ولا صلاةٍ مكتوبةٍ في جماعة فذكر الجماعة هنا ، فكأن الله عز وجل فيما يبدو استجابَ دعاءَه حيث قال راوي الحديث وهو أبو سعيد الخدري: ( فما مسَّ إنسانٌ جسدَه إلا وجد حرَّها حتى مات ).
بعد هذا الحديث ثلاثة أحاديث ضعيفة.