شرح حديث جابر رضي الله عنه : ( أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دخل على أمِّ السَّائب أو أمِّ المُسيَّب فقال : ما لك تزفزفين ؟ قالت : الحمى ؛ لا بارك الله فيها فقال : لا تسبِّي الحُمَّى ؛ فإنها تُذهِبُ خطايا بني آدم كما يُذهب الكيرُ خبثَ الحديد ). حفظ
الشيخ : وعن جابر رضي الله عنه ( أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دخل على أمِّ السَّائب أو أمِّ المُسيَّب فقال : ما لك تزفزفين؟ قالت : الحمى ، لا بارك الله فيها فقال : لا تسبِّي الحُمَّى ، فإنها تُذهِبُ خطايا بني آدم كما يُذهب الكيرُ خبثَ الحديد ) رواه مسلم .
يفسِّر ( تزفزفين ) قال : رُوِيَ برائين وبزائين ، تزفزفين وترفرفين، ومعناهما متقارب وهو الرِّعدة التي تحصل للمحموم ، هذا حديث صريح جدّا في فضل الحُمَّى وأنها تُطهِّر من ابتلاهُ الله بها بالشرط الذي نذكِّركم به دائما أبدا الصبر على ذلك ، فهذه الحمَّى تطهِّر صاحبها كما يطهِّر النار خبث الحديد ، وفيه أدب من الآداب الإسلاميَّة التي قلَّما يتنبَّه لها المسلمون خاصَّة اليوم ، وهي أنه لا يجوز سبُّ من يؤذيه لشيء ما لا سيَّما إذا كان المسبوب ليس مُكلَّفا ، يعني من الثقلين الإنس والجن ، وإنما قد يكون مرضا كالحمَّى هنا ، وقد يكون حيوانا ليس مُكلَّفا ، كما جاء في حديث صحيح : ( لا تسبُّوا الدِّيك ، فإنَّه يوقظ للصلاة ) ، ونحن نعلم من بعض البلاد أو الحارات أن بعض مَن لا خلاقَ لهم ومَن لا دينَ عندهم يتضجَّرون من الأذان على المنارة ، وعفوا أقول على المنارة مجازا لأنه لم يبق اليوم مَن يصعد على المنارة ، ولكن مكبِّر الصوت قامَ مقام المؤذِّن حينما يصعد على المنارة ، فيرتفع الصوت المؤذن بواسطة المكبِّر فيتضجَّر من هذا الصوت الذي فيه ذكر الله عز وجل مَن لا خلاق له من الناس ، وقد يشتم وقد يسبُّ ، وربما وصل السَّبُّ إلى مَن أرسل محمَّداً عليه السلام بدين الإسلام .
فهذا الحديث فيه نهي صريح عن أنه لا يجوز للمسلم أن يسب المرض، لماذا ؟ لأن هذا المرض ليس مُكلَّفا ليس عاقلا ليس هو الذي سلَّط نفسه على المريض ، وإنما الله تبارك وتعالى هو الذي سلَّط هذا المرض على هذا العبد ، ولذلك فلا ينبغي للمسلم أن يسبَّ هذا المرض ، لأن الله عز وجل هو الذي تصرَّف فيه ، ولعل من هذا الباب وله صلة وثيقة بهذا الحديث قوله عليه الصلاة والسلام : ( لا تسبُّوا الدَّهر ، فإن الله هو الدَّهر ) فلما الإنسان بيتوجَّه لثورة غضبية ولوم على الدَّهر وفعل وتصرَّف وإلى آخره ، كلٌّ منَّا يعرف أن الدَّهر ليس شيئاً مُكلَّفاً ، وإنما ربنا عز وجل هو الذي يتصرَّف في هذا الدَّهر كما يشاء ، فلذلك فلا يجوز سبُّ الدهر، لأن هذه المسبَّة تتوجَّه إلى الذي يتصرَّف بالدَّهر وهو الله تبارك وتعالى ، لذلك لا يجوز سبُّ الدهر كما لا يجوز بداهة ذمُّ القدر ، وهذا بلاء عمَّ كتاب المسلمين اليوم.
عليه الصلاة والسلام : ( لا تسبُّوا الدَّهر ، فإن الله هو الدَّهر ) فلما الإنسان بيتوجَّه لثورة غضبية ولوم على الدَّهر وفعل وتصرَّف وإلى آخره ، كلٌّ منَّا يعرف أن الدَّهر ليس شيئاً مُكلَّفاً ، وإنما ربنا عز وجل هو الذي يتصرَّف في هذا الدَّهر كما يشاء فلذلك فلا يجوز سبُّ الدهر، لأن هذه المسبَّة تتوجَّه إلى الذي يتصرَّف بالدَّهر وهو الله تبارك وتعالى ، لذلك لا يجوز سبُّ الدهر كما لا يجوز بداهة ذمُّ القدر ، وهذا بلاء عمَّ كتاب المسلمين اليوم الذين لا علمَ عندهم ، يصبُّون كلَّ غضبهم على القدر وفعل بفلان كذا وكذا وكذا وكذا وكذا وحتى قال قائلهم ممَّن لا يُقدِّر أو لعله لا يعرف معنى القدر ، شو قال ؟
" إذا الشعب يوماً أراد الحياة *** فلا بدَّ أن يستجيب القدر "
هذا كفرٌ ، كفر لو كانوا يعلمون ، ليه ؟ لأنهم عكسوا العقيدة الاسلامية ، ربنا عز وجل يقول في صريح القرآن الكريم : (( وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين )) ونحن بالتجربة نعرف بعد الإسلام والعقيدة الإسلامية أنَّ أحدنا بل جماعات منَّا ، بل شعوب ، بل أمَّة تريد شيئاً ثم لا تصل إلى ذلك الشيء ، لأن الله عز وجل كما في صريح القرآن الكريم : (( غالب على أمره )) ، فهذا الذي نظم هذا البيت الكافر لم يفكِّر فيما قال أبداً ، ومع الأسف الشديد إن الشاعر أحياناً قد يقول الكلمة لا يلقي لها بالاً ، وهنا ينطبق قول الرسول عليه السلام : ( وإنَّ الرجل لَيتكلَّم بالكلمة لا يُلقي لها بالاً يهوي بها في النار سبعين خريفاً ) فالشاعر قد يقول كلمة ولا يعي ولا يدري ولا يفكِّر إلى ما ترمي من الخطأ ومن الضلال ، ولكن العجب الذي لا ينتهي هذا الشاعر تكلَّم وتكلَّم ولم يعِ ولم يتنبَّه ، فما بال الناس يترنَّمون بهذا البيت ؟! حتى بعض المتفقِّهة مرة جاء بعض الزُّوَّار من ليبيا إلى الجامعة الإسلامية وإذا به يتكلَّم بمناسبة العمل ويأتي بهذا البيت من الشعر ، وهو رجل متفقِّه زعم !
الخلاصة : إن نسبة التصرف إلى غير الله عز وجل من غير المُكلَّفين هذا لا يجوز بل قد يعود على صاحبه بالكفر ، فسبُّ الحمى معنى ذلك أن الحمَّى شيء عاقلة تفكِّر تعرف من تُصيب بمرضها وبعلَّتها ، والأمر ليس كذلك ، إنما الله عز وجل هو الفعَّال لما يُريد .
يفسِّر ( تزفزفين ) قال : رُوِيَ برائين وبزائين ، تزفزفين وترفرفين، ومعناهما متقارب وهو الرِّعدة التي تحصل للمحموم ، هذا حديث صريح جدّا في فضل الحُمَّى وأنها تُطهِّر من ابتلاهُ الله بها بالشرط الذي نذكِّركم به دائما أبدا الصبر على ذلك ، فهذه الحمَّى تطهِّر صاحبها كما يطهِّر النار خبث الحديد ، وفيه أدب من الآداب الإسلاميَّة التي قلَّما يتنبَّه لها المسلمون خاصَّة اليوم ، وهي أنه لا يجوز سبُّ من يؤذيه لشيء ما لا سيَّما إذا كان المسبوب ليس مُكلَّفا ، يعني من الثقلين الإنس والجن ، وإنما قد يكون مرضا كالحمَّى هنا ، وقد يكون حيوانا ليس مُكلَّفا ، كما جاء في حديث صحيح : ( لا تسبُّوا الدِّيك ، فإنَّه يوقظ للصلاة ) ، ونحن نعلم من بعض البلاد أو الحارات أن بعض مَن لا خلاقَ لهم ومَن لا دينَ عندهم يتضجَّرون من الأذان على المنارة ، وعفوا أقول على المنارة مجازا لأنه لم يبق اليوم مَن يصعد على المنارة ، ولكن مكبِّر الصوت قامَ مقام المؤذِّن حينما يصعد على المنارة ، فيرتفع الصوت المؤذن بواسطة المكبِّر فيتضجَّر من هذا الصوت الذي فيه ذكر الله عز وجل مَن لا خلاق له من الناس ، وقد يشتم وقد يسبُّ ، وربما وصل السَّبُّ إلى مَن أرسل محمَّداً عليه السلام بدين الإسلام .
فهذا الحديث فيه نهي صريح عن أنه لا يجوز للمسلم أن يسب المرض، لماذا ؟ لأن هذا المرض ليس مُكلَّفا ليس عاقلا ليس هو الذي سلَّط نفسه على المريض ، وإنما الله تبارك وتعالى هو الذي سلَّط هذا المرض على هذا العبد ، ولذلك فلا ينبغي للمسلم أن يسبَّ هذا المرض ، لأن الله عز وجل هو الذي تصرَّف فيه ، ولعل من هذا الباب وله صلة وثيقة بهذا الحديث قوله عليه الصلاة والسلام : ( لا تسبُّوا الدَّهر ، فإن الله هو الدَّهر ) فلما الإنسان بيتوجَّه لثورة غضبية ولوم على الدَّهر وفعل وتصرَّف وإلى آخره ، كلٌّ منَّا يعرف أن الدَّهر ليس شيئاً مُكلَّفاً ، وإنما ربنا عز وجل هو الذي يتصرَّف في هذا الدَّهر كما يشاء ، فلذلك فلا يجوز سبُّ الدهر، لأن هذه المسبَّة تتوجَّه إلى الذي يتصرَّف بالدَّهر وهو الله تبارك وتعالى ، لذلك لا يجوز سبُّ الدهر كما لا يجوز بداهة ذمُّ القدر ، وهذا بلاء عمَّ كتاب المسلمين اليوم.
عليه الصلاة والسلام : ( لا تسبُّوا الدَّهر ، فإن الله هو الدَّهر ) فلما الإنسان بيتوجَّه لثورة غضبية ولوم على الدَّهر وفعل وتصرَّف وإلى آخره ، كلٌّ منَّا يعرف أن الدَّهر ليس شيئاً مُكلَّفاً ، وإنما ربنا عز وجل هو الذي يتصرَّف في هذا الدَّهر كما يشاء فلذلك فلا يجوز سبُّ الدهر، لأن هذه المسبَّة تتوجَّه إلى الذي يتصرَّف بالدَّهر وهو الله تبارك وتعالى ، لذلك لا يجوز سبُّ الدهر كما لا يجوز بداهة ذمُّ القدر ، وهذا بلاء عمَّ كتاب المسلمين اليوم الذين لا علمَ عندهم ، يصبُّون كلَّ غضبهم على القدر وفعل بفلان كذا وكذا وكذا وكذا وكذا وحتى قال قائلهم ممَّن لا يُقدِّر أو لعله لا يعرف معنى القدر ، شو قال ؟
" إذا الشعب يوماً أراد الحياة *** فلا بدَّ أن يستجيب القدر "
هذا كفرٌ ، كفر لو كانوا يعلمون ، ليه ؟ لأنهم عكسوا العقيدة الاسلامية ، ربنا عز وجل يقول في صريح القرآن الكريم : (( وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين )) ونحن بالتجربة نعرف بعد الإسلام والعقيدة الإسلامية أنَّ أحدنا بل جماعات منَّا ، بل شعوب ، بل أمَّة تريد شيئاً ثم لا تصل إلى ذلك الشيء ، لأن الله عز وجل كما في صريح القرآن الكريم : (( غالب على أمره )) ، فهذا الذي نظم هذا البيت الكافر لم يفكِّر فيما قال أبداً ، ومع الأسف الشديد إن الشاعر أحياناً قد يقول الكلمة لا يلقي لها بالاً ، وهنا ينطبق قول الرسول عليه السلام : ( وإنَّ الرجل لَيتكلَّم بالكلمة لا يُلقي لها بالاً يهوي بها في النار سبعين خريفاً ) فالشاعر قد يقول كلمة ولا يعي ولا يدري ولا يفكِّر إلى ما ترمي من الخطأ ومن الضلال ، ولكن العجب الذي لا ينتهي هذا الشاعر تكلَّم وتكلَّم ولم يعِ ولم يتنبَّه ، فما بال الناس يترنَّمون بهذا البيت ؟! حتى بعض المتفقِّهة مرة جاء بعض الزُّوَّار من ليبيا إلى الجامعة الإسلامية وإذا به يتكلَّم بمناسبة العمل ويأتي بهذا البيت من الشعر ، وهو رجل متفقِّه زعم !
الخلاصة : إن نسبة التصرف إلى غير الله عز وجل من غير المُكلَّفين هذا لا يجوز بل قد يعود على صاحبه بالكفر ، فسبُّ الحمى معنى ذلك أن الحمَّى شيء عاقلة تفكِّر تعرف من تُصيب بمرضها وبعلَّتها ، والأمر ليس كذلك ، إنما الله عز وجل هو الفعَّال لما يُريد .