شرح الأحاديث أبي ريحانة رضي الله عنه قال : ( الحمَّى من فيحِ جهنَّم ، وهي نصيب المؤمن من النار ) . وحديث أبي أمامة رضي الله عنه قال : ( الحمَّى كيرٌ من جهنَّم ، فما أصاب المؤمنَ منها كان حظُّه من جهنم ). وحديث عائشة رضي الله عنها قال : ( الحمَّى حظُّ كلِّ مؤمن من النار ). حفظ
الشيخ : الحديث الذي بعده صحيح ، وهو قوله :
عن أبي ريحانة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( الحمَّى من فيحِ جهنَّم ، وهي نصيب المؤمن من النار ) .
في الحديث الثاني والثالث وبه ينتهي هذا الفصل ألفاظ وروايات أخرى والمعنى واحد ، فالحديث الثاني هو .
قوله : عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( الحمَّى كيرٌ من جهنَّم ، فما أصاب المؤمنَ منها كان حظُّه من جهنم ) رواه أحمد بإسناد لا بأس به .
وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( الحمَّى حظُّ كلِّ مؤمن من النار ) رواه البزار بإسناد حسن .
وهذه الأحاديث الثلاثة هي في الحقيقة هي إيجاز وتجميع لمعاني الأحاديث المتقدمة ، لأن بعض تلك الأحاديث تصرِّح بأن الله عز وجل يغفر ذنوب مَن أصابَتْه الحمَّى وصبر على ذلك ، ولازم هذه المغفرة بلا شك أنه لا يدخل النار ، فهذه الخلاصة جَمَعَتْها هذه الأحاديث الثلاثة حيث تقول : الحمَّى حظُّ المؤمن من النار ، وهي من فيح جهنم ، يعني من حرارة جهنَّم ، ولكن يجب أن نتصوَّر أن الحمَّى مراتب ، فرُبَّ إنسان يُصاب خمس دقائق بحمَّى ، وآخر ساعة ، وآخر ساعات ، وآخر أيام وربَّما حياته كما سمعتم بالنسبة لقصة أهل قباء ، وبخاصة منهم أبيُّ بن كعب .
فالنسبة بقى للمغفرة التي يستحقُّها المصاب بالحمَّى والصابر عليها هذه بطبيعة الحال لا يستطيع أحدٌ مطللقاً أن يحدِّدها ويعيِّنها ، وإنما الأمر يعود إلى الله عز وجل وهو تبارك وتعالى مع أنَّه قال : (( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرّا يره )) ، فهو بالإضافة إلى ذلك ذو فضل عظيم ، فهذه الأمور التي جعلها كفَّارات لذنوب الإنسان هي فضل من الله عز وجل، وإلا فالأمر كما قال عز وجل : (( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير )) ، مع ذلك إذا كان الله عز وجل يُصيبنا بمصائب لأننا نستحقُّها بما كسبت أيدينا ثم يعود بعد ذلك فيجعلها كفارات لنا من ذنوبنا فهذا فضل من الله تبارك وتعالى .
خلاصة القول بالنسبة لهذه الأحاديث الأخيرة : لا يتوهَّمَنَّ أحدٌ أن الإنسان منا مجرَّد ما يصاب بنوع من الحمَّى مهما كانت خفيفة ومهما كانت قليلة الزَّمن " خلاص سوكر حالو بالجنة " لا ليس كذلك ، وإنما هذه الحمَّى اللي هي بتكون يعني وقاية لصاحبها من النار يبدو والله أعلم أنّ من نوعية ربما لا نعرفها نحن من حيث شدَّتها ومن حيث طول أمد ملازمتها للإنسان ، وإنما على كلِّ حال فكما جاءت الأحاديث الكثيرة تترى أن المسلم مهما.