باب : " الترغيب في كلمات يقولهن من آلمه شيء من جسده " شرح حديث عثمان بن أبي العاصي رضي الله عنه : ( أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجعا يجده في جسده منذ أسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ضع يدك على الذي تألم ... ) حفظ
الشيخ : الآن فصل جديد من هذا الباب .
قال المصنف رحمه الله :
" الترغيب في كلمات يقولهن من آلمه شيء من جسده " .
وأرى على خلاف العادة أن من كان يهتم بأدعية الرسول صلى الله عليه وسلم أن يهيئ ورقة ويكتب هذا الدعاء لصحته أولا ولأهميته ثانيا كما سترون.
قال المصنف رحمه الله :
عن عثمان بن أبي العاصي وفي النسخة عندي ابن أبي العباس وهو خطأ مطبعي قال عن عثمان بن أبي العاصي رضي الله عنه : ( أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجعا يجده في جسده منذ أسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل بسم الله ثلاثا وقل سبع مرات أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ) رواه مالك والبخاري هكذا قال ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وعند مالك ( أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد قال ففعلت ذلك فأذهب الله ما كان بي فلم أزل أأمر بها أهلي وغيرها ) .
وعند الترمذي وأبي داود مثل ذلك وقالا في أول حديثهما : ( أتاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبي وجع قد كاد يهلكني فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم امسح بيمينك سبع مرات ثم قل بعزة الله وقدرته ) .
الحديث نعود إلى أول الحديث .
عثمان بن أبي العاص هو من الصحابة المشهورين الذين كان النبي صلى الله عليه وسلم قد جعله إمام قبيلته وهو ثقفي وكان لما أرسله إليهم إماما وأميرا أوصاه ببعض الوصايا وكان منها قوله عليه السلام له ( أنت إمامهم واقتد بأضعفهم ولا تتخذ مؤذنا يأخذ على أذانه أجرا )
هذا الصحابي الجليل شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وجعا لازمه مدة طويلة من يوم أسلم شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم هذا الألم فوصف له عليه الصلاة والسلام طبا نبويا طبا إسلاميا محضا قال له الآن يعني يحسن أن تكتبوا ( ضع يدك على الذي تألم ) أي تتألم ( من جسدك وقل بسم الله ثلاثا وقل سبع مرات أعوذ بالله ) وفي الرواية الأخرى ( بعزة الله ) ( فقل سبع مرات أعوذ بالله أو بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ) ففعل هذا الرجل ما وصفه له النبي صلى الله عليه وسلم فعاد سليما لا يجد في بدنه ألما .
وفي هذا الحديث جواز الاستعاذة بصفة من صفات الله عز وجل الاستعاذة بالله أمر متواتر معروف في الإسلام أما الاستعاذة بصفة من صفات الله عز وجل فقد لا يكون مشهورا من حيث الرواية شهرة الأمر الأول الاستعاذة بالله عز وجل أي باسم الله الأعظم
ففي هذا الحديث كما في أحاديث أخرى جواز استعاذة المسلم بصفة من صفات الله عز وجل لأن صفة الله كذاته أزلية قديمة فالذي يستعيذ بالله كالذي يستعيذ بصفة من صفات الله فهو لا يستعيذ بمخلوق
ومن هنا اتخذ بعض العلماء جواز الحلف بصفة من صفات الله عز وجل ومن ذلك ما يرد أحيانا سؤال عنه هل يجوز الحلف بالقرآن؟
الجواب نعم لأن القرآن كلام الله عز وجل وهذا الجواب يتخرج على ماهو الاعتقاد الصحيح عند أهل السنة من أن القرآن كلام الله تبارك وتعالى وإذ الأمر كذلك جاز الحلف كما جاز الاستعاذة بكلام الله عز وجل وقد جاء ذلك صريحا ( أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق ) من جملة الاستعاذات النبوية الثابتة قوله عليه الصلاة والسلام ( أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق ) وكان الإمام أحمد رحمه الله من جملة ما احتج به على المعتزلة على أتباع الخليفة العباسي المأمون يومئذ حينما ابتلي الناس بالقول بخلق القرآن هذا القول الذي أشاعه المعتزلة في زمان المأمون وجرت هناك مناقشات كثيرة بين أهل السنة من جهة وأهل الاعتزال من جهة أخرى بصورة عامة وبين الإمام أحمد والمعتزلة من جهة أخرى بصورة خاصة وكان من جملة ما احتج به الإمام أحمد رحمه الله على المعتزلة القائلين بأن القرآن ليس كلام الله حقيقة وإنما هو مخلوق قال لهم لو كان القرآن كلام الله مخلوقا لم يجز الاستعاذة به وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله ( أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق ) كذلك نحن نقول كل حديث كحديثنا هذا فيه استعاذة النبي صلى الله عليه وسلم بعزة الله وبقدرته جاز لنا أن نقول يجوز أن نحلف بعزة الله وبقدرته كما جاز لنا أن نحلف بكلام الله عز وجل لأن كل ذلك يعود إلى الحلف بالله عز وجل وصفاته .
إذن هذا الورد لمعالجة الأمراض التي تلم بالإنسان وتصيبه فأمر هام جدا لاسيما ما كان من الأمراض التي تخفى عللها على الأطباء فهنا لا يفيد في ذكره إلا الطب النبوي فخلاصة ذلك أن يقول بسم الله ثلاثا واضعا إصبعه على المكان الذي يتألم منه ثم يستعيذ بالله عز وجل كما جاء في هذا الحديث ( أعوذ بالله أو بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ) فإنه سوف يبرأ بإذن الله عز وجل.
الحديث الذي بعده حديث ضعيف جدا إسناده.