باب : " الترغيب في ذكر الموت وقصر الأمد والمبادرة بالعمل وفضل طول العمر لمن حسن عمله والنهي عن تمني الموت "
الكلام على إسناد حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( أكثروا ذكر هادم اللذات ).
وحديث عنه كذلك : ( فإنه ما ذكره أحد في ضيق إلا وسعه ولا ذكره في سعة إلا ضيقها عليه )
وحديث ابن عمر رضي الله عنهما : ( أكثروا ذكر هاذم اللذات يعني الموت فإنه ما كان في كثير إلا قلله ولا قليل إلا جزأه ) حفظ
الشيخ : الفصل الذي نحن الآن نفتتحه من جديد هو قوله أعني الحافظ المنذري في كتابه الترغيب .
قال : " الترغيب في ذكر الموت وقصر الأمد والمبادرة بالعمل وفضل طول العمر لمن حسن عمله والنهي عن تمني الموت " هذا عنوان هذا الفصل .
الحديث الأول وهو حديث حسن قال .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( أكثروا ذكر هادم اللذات ) يعني الموت رواه ابن ماجة والترمذي وحسنه ورواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن وابن حبان في صحيحه فإنه بهذه الزيادة يعني قال ( أكثروا ذكر هادم اللذات فإنه ما ذكره أحد في ضيق إلا وسعه ولا ذكره في سعة إلا ضيقها عليه ) الحديث الذي بعده ضعيف
السائل : ...
الشيخ : نعم ( ولا ذكره في سعة إلا ضيقها عليه ) الحديث الذي بعده ضعيف
والذي بعده حسن وهو قوله وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مر بمجلس وهم يضحكون فقال ( أكثروا من ذكر هادم اللذات ) أحسبه قال ( فإنه ما ذكره أحد في ضيق من العيش إلا وسعه ولا في سعة إلا ضيقه عليه ) رواه البزار بإسناد حسن والبيهقي باختصار ( أكثروا ذكر هادم اللذات ) أي قاطع اللذات وبعضهم يرويه بالدال المهملة هادم اللذات والمعنى واحد إلا أن الأشهر من حيث الرواية هو الذال المعجمة أكثروا هاذم اللذات هكذا الحديث جاء في بعض الروايات المشهورة في بعض الروايات الأخرى وكما ذكرنا بإسناد حسن فيه هذه الزيادة وهذه الجملة التي تعتبر جملة تعليلية حيث قال عليه الصلاة والسلام ( فإنه ما ذكره أحد في ضيق إلا وسعه ولا ذكره في سعة إلا ضيقها عليه ) المقصود من هذه الجملة أن المسلم له حالتان حالة سعة من العيش وحالة ضيق وشظف من هذا العيش فالغالب على الذين وسع الله عليهم في رزقهم وفي نعمهم أن الغفلة تسيطر عليهم لأن المال فتنة كما قال عليه الصلاة والسلام ( إن لكل أمة فتنة وإن فتنة أمتي المال ) فالسعة من العيش يقترن دائما وأبدا المال الكثير فيكون فتكون هذه السعة على الإنسان سبب وقوعه في الغفلة الغفلة عن ربه الغفلة عن عبادته تبارك وتعالى الغفلة عن كل شيء يجب أن يقوم به فإذا ما ذكر الموت والمقصود من ذكر الموت هو أن يظل ذاكرا له مش يذكر الموت مرة في حياته أو خمسة عشرة وإنما هو دائما ذاكر لهذا الموت الذي كتبه الله عز وجل وعلى كل حين فإذا ما كان من عادته ومن دندنته أن يذكر الموت الذي من قريب سيلاقيه فإذا كان في سعة من العيش ضيّق عليه هذه السعة أي ضيق عليه دائرة الافتتان بهذه السعة وكان ذكره للموت سببا لأن يظل مراقبا لله تبارك وتعالى وقائما بما فرض الله عليه وعلى العكس من ذلك إذا كان في الحالة الأخرى أي في الضيق من العيش فذكره للموت يوسعه عليه وكيف ذلك ؟ لأنه سيجد نفسه ما دام أنه قادم على ربه بطريق هذا الموت سيجد نفسه في سعة لأنه مهما كان الإنسان في ضيق فالأمر كما قال الله عز وجل (( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار ))
فإذن ذكر الموت يفيد الإنسان سواء كان في حالة سعة من العيش أو في ضيق منه وهذه حقيقة واقعة ولذلك يترتب من اعتياد المسلم ذكره للموت الذي هو قادم عليه إما قريبا أو بعيدا يترتب من وراء ذلك أن يظل ذاكرا لله عز وجل وقائما بكل ما يجب عليه
قال : " الترغيب في ذكر الموت وقصر الأمد والمبادرة بالعمل وفضل طول العمر لمن حسن عمله والنهي عن تمني الموت " هذا عنوان هذا الفصل .
الحديث الأول وهو حديث حسن قال .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( أكثروا ذكر هادم اللذات ) يعني الموت رواه ابن ماجة والترمذي وحسنه ورواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن وابن حبان في صحيحه فإنه بهذه الزيادة يعني قال ( أكثروا ذكر هادم اللذات فإنه ما ذكره أحد في ضيق إلا وسعه ولا ذكره في سعة إلا ضيقها عليه ) الحديث الذي بعده ضعيف
السائل : ...
الشيخ : نعم ( ولا ذكره في سعة إلا ضيقها عليه ) الحديث الذي بعده ضعيف
والذي بعده حسن وهو قوله وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مر بمجلس وهم يضحكون فقال ( أكثروا من ذكر هادم اللذات ) أحسبه قال ( فإنه ما ذكره أحد في ضيق من العيش إلا وسعه ولا في سعة إلا ضيقه عليه ) رواه البزار بإسناد حسن والبيهقي باختصار ( أكثروا ذكر هادم اللذات ) أي قاطع اللذات وبعضهم يرويه بالدال المهملة هادم اللذات والمعنى واحد إلا أن الأشهر من حيث الرواية هو الذال المعجمة أكثروا هاذم اللذات هكذا الحديث جاء في بعض الروايات المشهورة في بعض الروايات الأخرى وكما ذكرنا بإسناد حسن فيه هذه الزيادة وهذه الجملة التي تعتبر جملة تعليلية حيث قال عليه الصلاة والسلام ( فإنه ما ذكره أحد في ضيق إلا وسعه ولا ذكره في سعة إلا ضيقها عليه ) المقصود من هذه الجملة أن المسلم له حالتان حالة سعة من العيش وحالة ضيق وشظف من هذا العيش فالغالب على الذين وسع الله عليهم في رزقهم وفي نعمهم أن الغفلة تسيطر عليهم لأن المال فتنة كما قال عليه الصلاة والسلام ( إن لكل أمة فتنة وإن فتنة أمتي المال ) فالسعة من العيش يقترن دائما وأبدا المال الكثير فيكون فتكون هذه السعة على الإنسان سبب وقوعه في الغفلة الغفلة عن ربه الغفلة عن عبادته تبارك وتعالى الغفلة عن كل شيء يجب أن يقوم به فإذا ما ذكر الموت والمقصود من ذكر الموت هو أن يظل ذاكرا له مش يذكر الموت مرة في حياته أو خمسة عشرة وإنما هو دائما ذاكر لهذا الموت الذي كتبه الله عز وجل وعلى كل حين فإذا ما كان من عادته ومن دندنته أن يذكر الموت الذي من قريب سيلاقيه فإذا كان في سعة من العيش ضيّق عليه هذه السعة أي ضيق عليه دائرة الافتتان بهذه السعة وكان ذكره للموت سببا لأن يظل مراقبا لله تبارك وتعالى وقائما بما فرض الله عليه وعلى العكس من ذلك إذا كان في الحالة الأخرى أي في الضيق من العيش فذكره للموت يوسعه عليه وكيف ذلك ؟ لأنه سيجد نفسه ما دام أنه قادم على ربه بطريق هذا الموت سيجد نفسه في سعة لأنه مهما كان الإنسان في ضيق فالأمر كما قال الله عز وجل (( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار ))
فإذن ذكر الموت يفيد الإنسان سواء كان في حالة سعة من العيش أو في ضيق منه وهذه حقيقة واقعة ولذلك يترتب من اعتياد المسلم ذكره للموت الذي هو قادم عليه إما قريبا أو بعيدا يترتب من وراء ذلك أن يظل ذاكرا لله عز وجل وقائما بكل ما يجب عليه