التحذير من بدعة التكفير بالمعاصي حفظ
الشيخ : ولعله من المفيد أن نذكر بشؤم الانحراف عن عقيدة السلف الصالح التي منها ما ظهر في هذا العصر الذي نحن فيه من جماعة متفرقين في البلاد الإسلامية جمعتهم عقيدة ضالة ألا وهي تكفيرهم للمسلمين بسبب ارتكابهم للمعاصي أي إنهم لم يفرقوا بين الكفر القلبي والكفر الاعتقادي الكفر العملي نعم فكان من شؤم هذا الانحراف أن سجن كثيرون منهم مع الأسف الشديد لكن الأشأم من ذلك ما عرفته في سفرتي الأخيرة إلى عمان كان أحد هؤلاء وأنا أعرفه شخصيا وكان من جماعة من جماعة التكفير هناك في الأردن فهداه الله جميعا وظل هذا الرجل شاذا عنهم فألقي القبض عليه وأودع في السجن مظهره مظهر شاب مسلم متدين فمدير السجن أكرمه في الواقع نادرا ما نسمع مثل هذا الخلق من موظف ومدير سجن فأكرمه وأسكنه في غرفة خاصة لأنه شيخ ولا يزال هناك في الأردن في الواقع في ناس كثيرون لا يزالون على الفطرة فأكرمه وأسكنه غرفة خاصة وأفسح لزوجته أن تزوره في كل أسبوع مرة وأن يخلو بها هذا شيء خيال لكن مع الأسف الشديد ماذا كان كان أن دبر الفرار من السجن وذلك بأن جاءت إليه زوجته بملاءة عباية وزينة النساء الحمرة والبودرة وكان هذا الشاب ملتحيا فأطاحا بلحيته أرضا اتخذ ذلك سبيلا كما يفعل كثير من الناس اليوم اتخذ الداء سبيلا للدواء كما قال أبو نواس : " وداوني بالتي هي الداء " .
فحلق لحيته وتبودر وتغندر وحط الملاية وخرج ولم يتنبه له كل الحفظة الذين على ممر السجون كما هو معروف إلا آخر واحد شك فيه فألقى القبض عليه والقصة بأى مؤسفة جدا عاد به المدير مدير السجن اللي أكرمه فأوقف السجناء صفا طويلا وأمرهم أن يبصقوا في وجه لأنه استغل طيبة قلب مدير السجن هذا هذه قصة مؤسفة ... جدا ليس الغرض منها إلا العبرة انظروا كيف ماذا يفعل الغلو في الدين بصاحبه إنه آمن مع جماعة كثيرة أو قليلة بأن المسلم إذا ارتكب معصية وأصر عليها فهو كافر لا يعرفون الكفر القلبي والكفر العملي ويخالفون بذلك نصوص كثيرة جدا للكتاب والسنة ثم تجد عاقبة هذا التحمس خور واضمحلال نفسي بحيث أنه يستحل لنفسه أن يحلق لحيته وهو يعلم أن حلقها حرام ثم يتشبه بالنساء لينجو من السجن بينما أحد الأنبياء السابقين وهو يوسف عليه السلام يقول (( ربي السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه )) ما فعل شيئا هو سوى أن دعوه إلى المعصية فآثر بالسجن على أن يكون قريبا من هذا الجو الفاسد الذي يدعى فيه إلى معصية الله عز وجل هذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين والسلام عليكم ورحمة الله .