شرح حديث ابن عمر رضي الله عنهما : ( كان يقول المسلم أخو المسلم ... ) حفظ
الشيخ : والآتي نفسه.
قال وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول : ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ) ويقول يعني الرسول عليه السلام ( والذي نفسي بيده ما تواد اثنان ) هذا حديث يمكن نادر أن تسمعوه فتنبهوا له ( والذي نفسي بيده ما تواد اثنان فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما ) وكان يقول للمسلم على المسلم ست ( يشمته إذا عطس ويعوده إذا مرض وينصحه إذا غاب أو شهد ويسلم عليه إذا لقيه ويجيبه إذا دعاه ويتبعه إذا مات ) رواه أحمد بإسناد حسن.
الشطر الأخير من الحديث هو كالذي قبله وكما قلنا سبق الكلام عليه لكن قوله في طرفه الأول ( المسلم أخو المسلم ) هذه حقيقة قررها ربنا عز وجل في القرآن الكريم ورسوله عليه السلام يؤكد هذه الأخوة الخاصة أخوة خاصة بين المسلم والمسلم .
أما الأخوة العامة هذه فهي حقيقة واقعة يعني أخوة في الإنسانية ولكن يجب أن نتنبه وأن نتذكر جيدا إنه هذه الإخوة الإنسانية العامة لا يترتب من ورائها أمور هامة وإنما الذي يترتب من ورائه مثل هذه الأمور الهامة هي الإخوة في الإسلام ثم هذه الأخوة يجب أن نحتفظ لها بقيمتها وقداستها إن صح التعبير.
وأريد أن أقول بأنه ما دامت هذه الأخوة الأخوة الإسلامية أخوة خاصة ولها أحكام خاصة في الإسلام فلا ينبغي أن نميّع قيمتها وحرمتها ونضيعها في استعمال الأخوة الإنسانية العامة فلا نقول مثلا في الآخرين إنهم إخواننا كما يفعل بعض المشايخ وغيرهم من الكتاب فنظل نحتفظ بهذه الإخوة الخاصة التي لا يشاركنا فيها إلا من كان على ديننا وعلى إسلامنا فهو عليه السلام حين يقول ( المسلم أخو المسلم ) يقرر هذه الحقيقة ويرتب من ورائها مثل هذه الآداب الاجتماعية التي سمعتم بها في الحديث الأول وفي الأخير وفيما سبق فهو يقول ( إذا لقيته فسلم عليه ) وعلى ذلك فقس سائر الأحكام المذكورة هنا من التشييع وما شابه ذلك من الآداب ذكرت هنا وفي غيرها ولو جمعها المسلم لخرجت في كتاب.
ولذلك هناك كتب ألّفها علماء الحديث تسمى بكتب الأدب أو الآداب وحسبكم في ذلك كتاب الأدب المفرد للإمام البخاري فهو يجمع الآداب التي يجب على المسلمين أو يستحب لهم على الأقل أن يتعاشروا وأن يتعاملوا على أساسها .