بيان بأن حقوق المسلم مع أخيه المسلم قطعا هي غير حقوق الذمي مع المسلم والخلط الذي حصل في هذه المسألة، وبيان أن حديث ( لهم ما لنا وعليهم ما علينا ) لا أصل له ، مع ضرب أمثلة على أحاديث لا أصل لها . حفظ
الشيخ : هذه الإخوة الإسلامية الخاصة تستوجب أحكاما خاصة وآدابا خاصة فإذا ما أضعنا هذه الأخوة الخاصة وأقمنا مقامها أخوة عامة بزعم ماذا المسايرة وإنه الإسلام لا يظلم الآخرين وهذا حق فالإسلام لا يظلم الآخرين .
ولكن حقوق المسلم مع أخيه المسلم قطعا هي غير حقوق الذمي مع المسلم فأقول استعمال هذه الأخوة العامة بديل الأخوة الخاصة فيها تمييع هذه الخصائص وهذه الخصال التي جعلها الشارع الحكيم متعلقة فقط بالأخوة الإسلامية وزد على ذلك كما يقال " ضغثا على إبالة " .
حينما نأتي ببعض الأحكام الفقهية بل نجعلها أحاديث نبوية فنقرر بكل صراحة كتابة ومحاضرة وإذاعة وإلى آخره .
نقول مخطئين قال رسولنا صلى الله عليه وسلم في بيان حقوق غير المسلمين حينما يعيشون تحت نظام الإسلام وحكم الإسلام قال عليه السلام : ( لهم ما لنا وعليهم ما علينا ) هذا حديث لا أصل له حديث يقال إنه الرسول عليه السلام قال هذا في غير المسلمين من الذين يعيشون تحت راية الإسلام وحكم الإسلام لهم ما لنا وعليهم ما علينا هذا لا أصل له في كتب الإسلام إطلاقا.
وأعني بطبيعة الحال ما دام إنه الكلام من الناحية الحديثية أولا فأقول لا أصل لهذا الحديث في كتب الإسلام وإلا فإذا استثنينا من كلامنا هذا التخصيص ففي كتب الإسلام في بعضها أعني أحاديث باطلة وموضوعة كثيرة خاصة في كتب الرقائق كتب المواعظ كتب الأدب ... يوجد الكثير من الأحاديث التي لا أصل لها بل وفي كثير من الكتب الفقهية خاصة منها الكتب المتأخرة تأليفا .
فأقول حديثنا هذا بحق غير المسلمين لهم ما لنا وعليهم ما علينا أولا لا أصل له هكذا في كتب السنة ولست أقول هذا ببحث خاص مني وتحقيق وإن هذا أمر سبقنا إليه من قول وحسبنا على ذلك مثالا الإمام الحنفي المحدث المشهور بالإمام جمال الدين الزيلعي صاحب الكتاب الذي يعتبر أُمًا وأصلا ومرجعا في تخريج أحاديث المذهب الحنفي أعني كتابه نصب الراية لأحاديث الهداية فالهداية كتاب من كتب الحنفية في الفقه للمذهب ... المشهور هو أورد هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( في أهل الذمة لهم ما لنا وعليهم ما علينا ) فقال الزيلعي هذا حديث وله تعديل يعني هو لطيف وناعم ولكن أظن أن كثيرا من الناس أو أكثر الناس كما قال تعالى لا يعلمون ولا يفقهون هذا التعبير الناعم فهو يقول في هذا الحديث غريب لا أصل له كما يقول الحافظ العسقلاني ومن قبله الحافظ العراقي شيخه ونحو ذلك تصريحا لأنه هنا مافي يعني مجال للمجاملة فيما يتعلق بنسبة حديث لا أصل له إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولكن هو باعتبار أنه عاش في هذه المدرسة كما يقولون اليوم مدرسة الأحناف ولكن الله عز وجل تفضل عليه بما نادرا ما يتفضل على مثله من الحنفية حيث كان إماما حافظا نقادا في علم الحديث وبذلك تمكن بتخريج هذا الكتاب الكبير من كتب الحنفية الهداية .
فلما جاء إلى الكلام على هذا الحديث حديث غريب ونحن نعرف من اصطلاحه هذا أنه لا يعني المصطلح العام عند علماء الحديث .
واليوم جاءني بعض الشباب في المكتبة الظاهرية يسألونني عن حديث أظن ( أول ما عرضت علي ذنوب أمتي فرأيت منها الرجل يحفظ القرآن ثم ينساه ) فكان هذا الحديث مشكلا عليهم ويظهر عليهم إنه في عندهم عناية بحفظ القرآن وخاصة تبين إنه منتمين للجندية من جديد وهذا سيصرفهم طبعا عن إيش متابعة القرآن كما قال عليه السلام ( تعاهدوا هذا القرآن فوالذي نفس محمد بيده إنه أشد تفلتا من صدور الرجال من الإبل من عقلها ) فهؤلاء سوف لا يستطيعون المتابعة التي قد يكونون يعني مواظبين متمسكين بها قبل هذا الوضع الجديد لذلك شعروا بحرج كبير حينما وقفوا على هذا الحديث إنه من الذنوب التي عرضت على الرسول عليه السلام أنه رجل يحفظ القرآن ثم ينساه فسألوني إنه هذا الحديث رواه أبو داود فمن أين نخرجه من أبي داود المهم يسرت لهم السبيل
سألتهم ماذا تقصدون من الحديث قالوا بدنا نشوف إيش معنى ثم نسيه فمن باب إنه الدين النصيحة قلت لهم إنه هذا الحديث ما يحتاج إلى مثل هذا التعب وهذا البحث لأنه حديث ضعيف لا يصح إسناده وعلى كل حال قلت لهم من أين أنت عرفت أن هذا الحديث في أبي داود قال من الترغيب خرجت له الحديث من الترغيب وأنا كما علمتم ... أكثر من ربع قرن من الزمان وأنا أعمل فيه تحقيقا وتدقيقا وتصحيحا وتضعيفا ونحو ذلك فسرعان ما خرجت لهم الحديث وإذا بهم يقرؤون بأن المنذري ينقل عن البخاري بأنه قال في هذا الحديث إنه استغربه المنذري يحكي عن البخاري أنه استغربه يعني قال إنه غريب فقالوا إيش معنى غريب الشاهد هنا بأى قلنا يعني الحديث يتفرد به رجل أو طريق ضعيف لا يصح هذا معنى كلمة غريب في الاصطلاح العام
لكن له اصطلاحات أخرى منها وهي تأتي في المرتبة الثانية غريب يعني فرد لأنه هذا الفرد قد يكون ثقة وقد يكون ضعيف لكن في الغالب ما يقولون عن الحديث غريب ويطلقون ذلك إلا ويكون إيه الحديث ضعيفا هذا الاصطلاح لم يستعمله الزيلعي في كتابه وإنما تعارف واصطلح هو على اصطلاح خاص فالحديث الذي نجده في كتاب الفقيه الذي هو في صدد تخريجه لا أصل له ما يقول لا أصل له يقول الحديث غريب ولكن من كان له عناية بهذا العلم سرعان ما يفهم من حديثين ثلاثة هذا الاصطلاح الخاص لماذا لأنه بعدما يقول هذا حديث غريب يقول وإنما جاء في كتاب كذا وكذا بلفظ كذا وكذا فيؤكد أن معنى قوله غريب لا أصل له.
وهذا الذي فعله الإمام أحمد في صدده الآن قال هذا الحديث رواه الترمذي ولعله ذكر غيره أيضا والعهد به بعيد رواه الترمذي ولعله عن سلمان الفارسي ( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا أرسل جيشا أمّر عليهم أميرا وأوصاه قائلا له إذا لقيت المشركين ) هذا معنى الحديث أو لفظه ( إذا لقيت المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث إلى الإسلام فإن أسلموا ) هنا انتبهوا ( فإن أسلموا فلهم ما لنا وعليهم ما علينا وإن أبوا فالجزية وإن أبوا فالقتال ) الشاهد أن هذا الحديث الذي يستعمله كبار الكتاب العصريين اليوم والموجهين و و إلى آخره في أهل الكتاب أهل الذمة ليس له أصل في السنة إطلاقا بل الذي له أصل نقيضه تماما أي أهل الذمة إذا أسلموا حينئذ لهم ما لنا وعليهم ما علينا فحينما يأتي إنسان ويلقي محاضرة أو يكتب مقالة ويعمم مثل هذا الحديث الذي لا أصل له وهو فيه هذا التعميم لهم ما لنا وعليهم ما علينا صاروا إخوة بأى لهم ما لنا وعليهم ما علينا والحقيقة أن الأمر ليس كذلك وأنتم الآن بين يدي مثل هذا الحديث يقول للمسلم على المسلم ست لكن ليس لمن يسمونه اليوم بالمواطن واسمه الشرعي بالذمي ليس لهذا الذمي للمسلم على المسلم ست خصال أو أكثر من ذلك
لهذا يجب أن نحافظ يجب أن نحافظ على هذه الاستعمالات الشرعية ونعرف أنها استعمالات خاصة بنا نحن المسلمين فهو عليه السلام يقول ( المسلم أخو المسلم ).