بيان معى التوسل في اللغة والشرع في حديث الضرير. حفظ
الشيخ : فعامة الناس اليوم مع الأسف الشديد يفهمون القضية فهما أعجميا لا صلة له بالفهم العربي إطلاقا توسل به بمعنى قال في دعائه اللهم بحق محمد أو بجاه محمد هذا المعنى لا يعرفه العرب إطلاقا إذا قال العربي فلان توسل بفلان إلى فلان لا أحد أبدا يفهم سواء كان مسلما أو غير مسلم المهم أنه عربي وأن عربيته لم تصب بلكنة أو عجمة كل عربي يفهم أنه حينما يقول قائلهم فلان توسل بالأمير الفلاني إلى الوزير الفلاني مثل لا يعني إنه بينه وبين ربه حطه واسطة وإنما يعني هذا الكلام الموجز بأن هذا المتوسل بالأمير إلى الوزير ذهب إلى الأمير وكلمه في حاجة له إلى الوزير فتوسط أي تشفّع هذا الأمير لدى إيه الوزير طبعا المقصود بهذا المثال هو فهم المعنى لهذه الجملة الوسيلة وبالطبع ليس المقصود بها التشبيه لأن هذا التشبيه هو الذي نرده على هؤلاء الناس الذين انحرفوا في فهم هذا الحديث فانحرفوا في عقيدتهم وفي تقديرهم لله عز وجل حق قدره انحرفوا عن ذلك كل الانحراف فشبهوه بخلقه وكان تشبيههم بخلقه بشر خلقه ذلك لأنك إذا أنكرت عليهم مثل هذا التوسل التوسل بالشخص إلى الله وليس بدعائه إذا قلت لماذا أنت تقول في دعائك اللهم إني اسألك بحق فلان بحق الباج وعبد القادر الجيلاني والبدوي ونحو ذلك قال يا أخي إذا كان لك حاجة عند الأمير أو الوزير فهل أنت تطلبها منه مباشرة أم تدخل بينك وبينه واسطة انظروا إلى أي حضيض انحط فهم هؤلاء المسلمين للعظمة الإلهية يشبهونه بالأمير إذا كان لك حاجة إليه فلابد لك من واسطة هكذا يتساءلون وكأن الأمر أمر بدهي إذا كان لك حاجة عند أمير أو وزير تطلب هذه الحاجة رأسا منه أم بتحط واسطة كثيرا ما كنا ولا نزال نتجادل مع هؤلاء فنقول متجاوبين معهم لنوصلهم إلى الخطر الذي انحطوا فيه نقول صحيح نحن لا يمكننا إلا أن نحط واسطة إلى هذا الوزير فيصمت هو ويظن بأن الحجة أقيمت علينا لأننا أقررناهم على هذه الحقيقة السيئة لكننا سرعان ما نعود فنذكره لكن إيش رأيك إذا كان هذا الوزير هو بمثابة عمر بن الخطاب فهو ليس بحاجة إلى وسيط ولا إلى بواب فأيهما ترى أحسن هذا الذي هو شبيه عمر نطلب منه حاجتنا بدون أي وسيط أم ذاك الأمير الذي أنت تقول يمكننا أن نخاطبه بدون وسيط ؟
لا يستطيع لأن المسألة واضحة إلا أن يقول لا والله عمر بن الخطاب أولى من ذاك الأمير فنقول حين ذاك انظر ماذا فعلت بنفسك لقد شبهت ربك بالأمير الجائر وأبيت أن تشبهه بالأمير العادل ولو أنك فعلت ذلك كفرت لأن الله عز وجل كما قال (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) ليس كمثله شيء من البشر من الملائكة فهو فوق فوق ما يتصور الإنسان من الكمال .
حين ذاك يسقط في أيديهم وتتبين لهم الحقيقة ولكن مع الأسف الشديد (( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم )) لذلك لما نقول هذا الحديث حديث الضرير فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه هذا الدعاء ومما جاء فيه ( اللهم فشفعه في وشفعني فيه ) فتوسل هذا الضرير بالرسول صلى الله عليه وسلم ليس هو بهذا المعنى الجاهل لا أقول جاهل لأن الجاهلية أنفسهم لا يعرفون هذا المعنى الحادث المبتدع الذي أدخل في اللغة العربية أقول إن فهم هذا التفسير بهذا المعنى هو فهم منحرف عن أسلوب اللغة العربية فضلا عن مقاصد الشريعة الإسلامية .
فنحن نجد في هذا الحديث حديث الضرير أولا أنه جاء إليه قائلا ادع الله أن يعافيني إذن ما جاء ليتوسل بذاته عليه السلام وإلا فالجماهير اليوم من المسلمين يتوسلون بذات الرسول عليه السلام وهم أبعد ما يكونون عنه لاسيما وهو في قبره عليه السلام .
إذن هو جاء ليتوسل بدعائه عليه السلام لهذا قال له ( ادع الله أن يعافيني ) فالرسول صلوات الله وسلامه عليه خيره بصراحة قال له ( إن شئت دعوت وإن شئت صبرت وهو خير لك ) قال فادع فعلمه عليه السلام ماذا يقول وعرفتم أن معنى اللهم فشفعه أي اقبل شفاعته أي دعاءه فيّ وشفعني فيه أي اقبل شفاعتي أي دعائي في قبول دعائه فيّ.