تتمة شرح حديث عائشة رضي الله عنها : ( ... يبلغون مئة كلهم يشفعون له إلا شفعوا فيه ) . حفظ
الشيخ : إذن شفاعة الشافعين المصلين على الميت تقبل بشروط بعضها ظاهرة وهو العدد مئة فصاعدا وبعضها قلبية وهو الإخلاص وأن يكون الداعي طاهر البدن من مخالفة الله عز وجل في مأكله ومشربه وملبسه طبعا هذا لا يعني فقط من هذه الزاوية قد يكون هذا مثلا يسرق أو يزني أو يشرب الخمر أو أو إلى آخره كل هذه المعاصي تكون سببا لا يستجاب دعاء هذا الداعي على إذا ما راعينا العدل الإلهي أما الفضل الإلهي فهناك لا نتحدث فيه لأنه هذا أولا غير مضمون ثم غير معهود غير معروف بالنسبة إلينا بمعنى مثلا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حق المصلي وتارك الصلاة قال ( خمس صلوات كتبهن الله على العباد فمن أداها وأحسن أداءها وأتم خشوعها وركوعها وسجودها كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة ) ... لكن الآخر قال فيه ( ومن لم يؤدها ولم يتم خشوعها وركوعها وسجودها لم يكن له عند الله عهد إن شاء عذبه وإن شاء غفر له )
إذن المقيم الصلاة مضمون إلى الجنة ولا شك ولا ريب لأن الله عز وجل لا يخلف وعده أما تارك الصلاة فهو كما سمعتم في هذا الحديث وكما يدل على ذلك عموم قوله تعالى (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) من هؤلاء تاركي الصلاة فهؤلاء داخلون أيضا في المشيئة ولكن هذا راجع إلى فضل الله إذا طبّق ربنا عدله في تارك الصلاة ففي النار أما إذا عامل تارك الصلاة بالفضل فيغفر له حين ذاك لكن هذا كما قلت آنفا غير مضمون لذلك فلا تظنوا إنه القضية سهلة بمجرد ما نجد جنازة كثر المصلون عليها خلاص هذه ذهبت إلى الجنة ترانزيت لأنه بلغ العدد مئة فأكثر لا المسألة فيها دقة ولعلي أوضحت بعضها