شعر في فضل النبي صلى الله عليه وسلم. حفظ
الطالب : ...
" من ذاق من مائها لم يشك من ظمأ *** وشربة الحوض تحلو في أوانيها
وأمة المصطفى للحوض واردة *** إن استقامت على منهاج راعيها
رقى الرسول سماء ليس يدركها سواه ...
... فاحتشمت أمامه *** وغشاها ما يغشيها
وهللت جنة المأوى بصاحبها *** وازينت حورها واهتز ساقيها
ودون أبوابها رضوان مبتهج *** بضيفه مرحباً بالضيف يأتيها
وطاف فيها رسول الله مغتبطاً *** من حسنها ورأى من جود باريها
وأبصر الدر والأنهار جارية *** فوق اليواقيت والرحمان مجريها
وفوقها من قصور جل مبدعها *** يحار في وصفها والنعت رائيها
في جنة الله ما لا أذن قد سمعت *** بمثلها أو رأت عين مرائيها
وعاد أحمدنا للأرض يصحبه جبريل *** والأرض تغفو مثل غافيها
إن ضاقت الأرض بالهادي ودعوته *** فجنة الخلد ما ضقات بداعيها
محمد تمم الأخلاق كملها *** أعلى البناء على أركان ماضيها
ما كان من صالح العادات أرسخه *** وهذب النفس بالتقوى مربيها
أعاد للفطرة السمحاء رونقها *** وخلص النفس من تعقيد غاليها
وكان للأمة المعطاء قدوتها *** وقدوة الخير للأرواح نفديها
سارت كتائبه والشهب تحرسها *** وقدرة الله فوق الشهب توريها
كتائب الحق مولاها مؤيدها *** بنصره وجنود الله تحميها
وتتبع الطير يوم الهول فارسهم ***تظنه جحفلاً مما يغذيها
وأحمد المصطفى في الروع قائدهم *** تحفه عصبة أكرم براعيها
عشرون عاماً وما ارتحات ركائبهم *** فصاحب الهمة القعساء يوهيها
البيد ما عرفت من قبل معركة *** إلا وأهدافها الأطماع تخفيها
من كان يغزو لوجه الله غايته *** أسمى من المال فالأموال تفديها
هذه الكتائب كانت تبتغي *** هدفاً رضا الإله الذي يعطي فيرضيها
حطام دنيانا في الدنيا نهايته *** ولا يطأطئ للدنيا مجافيها
الظل لا يصرف الرحال عن سفر *** شأن المحطات توزيع لآتيها
وللمسافر غايات يؤملها *** لا شيء يشغله عنها وينسيها
كذلك المؤمن المقدام يشغله *** مولاه عن كل من فيها وما فيها
محمدا حرر الإنسان من دجل *** ومن خرافات كهان تنميها
أعاد للفكر معناه ورونقه *** من بعد ما كان يغفوا في دياجيها
الفكر على كان على الأصنام مرتكزاً *** يرنو إليها ويرجوها ويبغيها
ويطلب البرء والتوفيق في سفر *** ويرتجي النصر منها إذ يناجيها
ويذبح البدن قرباناً وتضحية *** وينذر النذر إرضاء ويعطيها
ويستجير بها في كل نائبة *** وغيب أزلامها حظ لآتيها
صارت له قسماً حتى تعوده *** في كل قول إذا ما رام تنبيهاً
بل كان يحمل في الأسفار آلهة *** تحميه من كيد أعداء ويحميها
بل صار يصنعها من تمره *** فإذا ما جاع يأكل أصناماً وقريها
هذا هو الفكر لما جاء أحمدنا *** والجهل يطمس أفكاراً يغشيها
فوجه الفكر للخلاق نزهه *** في الذات والوصف تقديساً وتنزيها
فليس في الكون شيء مثل خالقه *** بدائه العقل لا تحتاج تنويها
العقل إن نابه شيء فأفسده *** تزداد أحكامه خلطاً وتشويهاً
ومن يسلم إلى الكهان مقوده *** يلقى من الحق إنكاراً وتسفيهاً
ومن أضاع على الأصنام حكمته *** أضاع من نفسه أسمى معانيها
محمدا جاء في قوم ذوي لدد *** عاشو الجهالة في أقسى لياليها
السلب والنهب والتخريب ديدنهم *** والحرب صنعتهم والحقد يزجيها
البنت توأد خوف العار يلحقهم *** أو خشية الفقر أن ينتاب مقريها
والزوج تؤخذ كالميراث يملكها *** من يملك الإرث للإعضال يبقيها
إن شاء ينكحها أو شاء زوجها *** ليقبض المهر أو إن شاء يشريها
لا حق لامرأة لا شيء تملكه *** فالبنت تحرم من ميراث أهليها
حواء مقهورة والظلم يحطمها *** والقيد يسلبها أغلى أمانيها
فجاء أحمد للأدواء بلسمها *** وللمظالم ماحيها وعافيها
وجاء يحسن في الأزواج عشرته *** ويجعل البنت تنجي من يربيها
من عال جارية حتى يزوجها *** فأجرها جنة طابت مغانيها
وجنة الخلد عند الأم يمنحها *** رب السماء لمن يسعى فيرضيها
نصيبب حواء في الميراث يعرفه *** قاضي المواريث قبل الأهل يعطيها
وأجر حواء في الميزان يثقله *** رب كريم بما أدت لباريها
هي الشقيقة للذكران في عمل *** وفي ثواب فلا تنسى مساعيها
البنت كالابن في عطف وفي هبة *** وفوق ذلك يرعاها ويؤويها
تختار كفء إذا ما جاء يخطبها *** لا ترغم البنت فالإسلام حاميها
وإذنها واجب والصمت معتبر *** ولا يشاطرها مهراً مواليها
ما جئت أسرد فضل أحمد إنما *** ذكرى وتنفع ذاكراً ونبيها
وتحية الإكبار ملء جوانحي *** للمصطفى خير الورى أهديها "

الطالب : جزاك الله خيراً.