ذكر قصة إسلامه، والتعرف على علامات النبوة التي سمع بها عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. حفظ
الشيخ : وهذا الذي كان يسعى سلمان إليه قد يسره الله له دون أن يفكر ولكن من طريق الاسترقاق والاستعباد ثم أخذ يترقب الفرصة المناسبة حتى يتمكن من زيارة الرسول عليه السلام والتعرف عليه وعنده مما أخبره علماء النصارى الذين كان اتصل بهم من علامات هذا المبعوث في آخر الزمان أشياء منها أن بين كتفيه خاتم النبوة ومنها أنه يقبل الهدية ولا يأكل الصدقة فلما سمع سلمان ذلك الخبر تهيأ للذهاب عند الرسول عليه الصلاة والسلام فذهب ومعه تمرات فلما رأى الرسول عليه السلام ألقي في نفسه أنه هو النبي عليه الصلاة والسلام فقدم إليه التمرات وقال له " هذه صدقة " فوزعها على بعض من حوله عليه الصلاة والسلام فأسرها سلمان في نفسه وقال " هذه هي الأولى " يعني العلامة الأولى على أنها هو محمد عليه الصلاة والسلام وسمعه يعظ الناس ويقول يأمرهم بأن يقوموا في الليل والناس نيام مثل هذه المواعظ التي تدل على إنه دعوة الرسول عليه السلام دعوة صالحة فرجع إلى سيده يعمل حتى توفر عنده شيء من التمر فعاد إليه مرة أخرى فقال له فقال للنبي عليه الصلاة والسلام " هذه هدية " فأخذ منها عليه الصلاة والسلام وأكل ووزع على من حوله قال " هذه الثانية " ثم قام سلمان لا يتمالك نفسه وجاء خلف الرسول عليه الصلاة والسلام فشعر ماذا يريد فكان الثوب هكذا فعمل له هكذا كشف له الخاتم فرآه فقال " أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله " أسلم من ذلك اليوم .
تمام القصة والعبرة في هذه الحادثة العجيبة أن سلمان كان سيده قد كاتبه ومعنى المكاتبة في لغة الإسلام هو السيد يكون له عبد فيتفق هذا العبد مع سيده على أن يفك أسره ورقه من سيده بمال يقدمه إلى سيده فيتفق مع السيد فيقدم هذا المال لمدة طالت أو قصرت فحينما يقدم آخر قرش منه ويسلمه للسيد يصبح السيد مضطرا إلى إعتاقه من عبوديته فكان سلمان قد كاتب سيده على مال معين ليعطيه للسيد فيفك رقبته منه فجاء إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وذكر له أمر المكاتبة فساعده الرسول عليه السلام وفك رقه ثم استعان به عليه الصلاة والسلام على زرع نخيل من الفسيل والفسيل هو الشتل الخاص بالنسبة للنخيل فالشتل معروف يربى في أراضي معينة ثم ينقل إلى الأرض التي يراد زرعها إلى الأبد .
فأخذ سلمان ما شاء من هذا الفسيل وزرعه وكان الرسول عليه السلام قد ساعده على زرع قسم من هذا الفسيل فكان هذا الفسيل يعني الشتيل الذي غرسه الرسول بيده يطعم في السنة مرتين من بركة وضع الرسول عليه السلام وغرسه إياه .
هذا سلمان الذي رفع الله عز وجل شأنه بالإسلام وأعتقه من الرق صار بعد ذلك بفضل الإسلام سيدا وصار عنده خادم وصار بأى يعامله بمثل هذا الأدب الذي ذكرناه كي لا يسيء الظن بخادمه يعد عليه ما يسلمه من العظام التي يريد أن ينقلها أو أن يبيعها حتى يحفظ نفسه من أن يسيء الظن بخادمه هذا هو فضل الإسلام في توجيه الأسياد وتعليمهم كيف يعاملون خادمهم أو عبيدهم .