شرح حديث أبي محذورة رضي الله عنه قال : ( كنت جالسا عند عمر رضي الله عنه، إذ جاء صفوان بن أمية بجفنة يحملها نفر في عباءة ... ) حفظ
الشيخ : أبو محذورة هذا الصحابي المؤذن للنبي عليه السلام يروي لنا القصة الآتية التي جرت بين عمر وبين صحابي آخر .
فيقول أبو محذورة : ( كنت جالسا عند عمر رضي الله عنه إذ جاء صفوان بن أمية ، صفوان هذا صحابي أيضا فالقصة تدور بين هؤلاء الأصحاب الثلاثة أبو محذورة الراوي وعمر بن الخطاب الموجه وصفوان بن أمية الذي حضر هذه القصة قال : كنت جالسا عند عمر رضي الله عنه إذ جاء صفوان بن أمية بجفنة ) الجفنة هو القصعة أو بالمعنى العام المعروف اليوم الطنجرة الكبيرة .
( جاء بجفنة يحملها نفر في عباءة ) من ضخامة هذه الجفنة أنه لا يمكن أن يحملها اثنان وإنما بيفرشوا العباءة الضخمة وبيمسكوا العباءة من أربعة أركانها وبيرفعوا الجفنة وبينقولها إلى المكان المطلوب .
( إذ جاء صفوان بن أمية بجفنة يحملها نفر في عباءة فوضعوها بين يدي عمر فدعا عمر ناس مساكين وأرقاء من أرقاء الناس حوله ) أرقاء يعني عبيد كما هو معلوم .
( فأكلوا معه ) أمير المؤمنين يجلس ويأكل مع المساكين ومع العبيد من تلك القصعة الكبيرة وهي الجفنة ثم قال عند ذلك ( عمر يقول : فعل الله بقوم ) أو قال ( لحا الله قوما ) فعل الله بقوم يعني انتقم منهم أو قال لحا الله قوما أي استأصلهم وقضى عليهم الخلاصة أن عمر يدعو على هؤلاء القوم شو صفتهم قال : ( يرغبون عن أرقائهم أن يأكلوا معهم ) فعمر بن الخطاب رضي الله عنه يستنكر على الأسياد الذين لا يجالسون العبيد ليؤاكلوهم وصفوان هذا ابن أمية كان من كرام العرب ومن المشهورين بإطعام الطعام الظاهر أن عمر رضي الله عنه لاحظ أن صفوان الذي جاء بتلك الجفنة الضخمة وفيها طعام كأن هذا فعله تكرما منه وإطعاما للفقراء والمساكين والعبيد لكن يظهر أن صفوان لم يجالس الجماعة كما فعل عمر فدعا عمر على الأسياد الذين لا يجالسون العبيد ولا يؤاكلونهم فقال : ( فعل الله بقوم ) أو ( لحا الله قوما يرغبون عن أرقائهم أن يأكلوا معهم ) فقال صفوان معتذرا ( أما والله ما نرغب عنهم ولكنا نستأثر عليهم لا نجد والله من الطعام الطيب ما نأكل ونطعمهم ) هذا في الواقع سمو من صفوان خلاف ما قد يبدو لبعض الأذهان أنه اعتذار عن خطأ بدر منه ليس كذلك هو يقول ما مفاده أنه لا يتيسر له من الطعام الطيب ما يتسع له ولأهل بيته ولعبيده أيضا والآن قد تيسر له هذه الجفنة من الطعام فجاء بها خالصة للفقراء والمساكين فهو لم يجالسهم ولم يطعم معهم لا أنفة وكبرياء وإنما إفرادا لهم بهذا الطعام الطيب وعدم مشاركة منه لهم فيه وهذا في الواقع تدل على نفس كريمة وسخية منتهى السخاء لأنه خص العبيد بأن يأكلوا من هذا الطعام الطيب ولم يشاركهم فيه ليأكلوا ويشبعوا ... منه .
فإذن أفادنا هذا الأثر من عمر رضي الله عنه أنه يكره أشد الكراهة أن يترفع السيد عن أن يشارك عبيده فضلا عن خادمه الحر في الطعام والشراب هذا في الواقع من سمو الإسلام في الربط بين أفراد المسلمين في مجتمعهم حيث لا يفرق بين سيد ومسود بين حر وعبد فكلهم يجلسون على مائدة واحدة ويطعمون من طعام واحد هذا منتهى العدل بين المسلمين جميعا في الحديث الثاني وهو في الباب الثالث بعد المئة باب إذا نصح العبد لسيده .
الطالبة : قلنا الحديث إنه بيقول الأثر إنه الانسان .
الشيخ : شلون .
الطالبة : بيدل الحديث على إنه الإنسان أن يؤثر نفسه على غيره .
الشيخ : يؤثر غيره على نفسه .
الطالبة : نفسه يعني هو عم يقول ولكننا نستأثر عليهم لا نجد والله من الطعام الطيب ما نأكل ونطعمهم يعني إذا ما عنده هو يأكل هو بيجوز له بيجوز يأكل .
الشيخ : بيجوز .
الطالبة : ما يطعم غيره .
الشيخ : لأنه هذه الفقرة هي موضحين عليها فالفقرة هاي بتنبهنا بالحديث السابق ( أنفقه على نفسك قال عندي آخر قال أنفقه على زوجك قال عندي آخر قال أنفقه على خادم ثم فيما بقي أنت أبصر ) يجوز طبعا لكن المهم هنا في عنا قضيتين في قصة عمر القضية الأولى إنه عمر يحض على مشاركة الأسياد للعبيد في الطعام القضية الثانية صفوان بن أمية هذا لم يستنكف عن مشاركتهم في الطعام أنفة واستكبارا وإنما لأنه وجد طعام جيد فخصه بهؤلاء فهذا هو سبب عدم جلوسه معهم أما إذا كان السيد ما عنده غير ما يكفي نفسه وعياله وأطعم عبده ما دون ذلك من الطعام فهذا يجوز طبعا .
فيقول أبو محذورة : ( كنت جالسا عند عمر رضي الله عنه إذ جاء صفوان بن أمية ، صفوان هذا صحابي أيضا فالقصة تدور بين هؤلاء الأصحاب الثلاثة أبو محذورة الراوي وعمر بن الخطاب الموجه وصفوان بن أمية الذي حضر هذه القصة قال : كنت جالسا عند عمر رضي الله عنه إذ جاء صفوان بن أمية بجفنة ) الجفنة هو القصعة أو بالمعنى العام المعروف اليوم الطنجرة الكبيرة .
( جاء بجفنة يحملها نفر في عباءة ) من ضخامة هذه الجفنة أنه لا يمكن أن يحملها اثنان وإنما بيفرشوا العباءة الضخمة وبيمسكوا العباءة من أربعة أركانها وبيرفعوا الجفنة وبينقولها إلى المكان المطلوب .
( إذ جاء صفوان بن أمية بجفنة يحملها نفر في عباءة فوضعوها بين يدي عمر فدعا عمر ناس مساكين وأرقاء من أرقاء الناس حوله ) أرقاء يعني عبيد كما هو معلوم .
( فأكلوا معه ) أمير المؤمنين يجلس ويأكل مع المساكين ومع العبيد من تلك القصعة الكبيرة وهي الجفنة ثم قال عند ذلك ( عمر يقول : فعل الله بقوم ) أو قال ( لحا الله قوما ) فعل الله بقوم يعني انتقم منهم أو قال لحا الله قوما أي استأصلهم وقضى عليهم الخلاصة أن عمر يدعو على هؤلاء القوم شو صفتهم قال : ( يرغبون عن أرقائهم أن يأكلوا معهم ) فعمر بن الخطاب رضي الله عنه يستنكر على الأسياد الذين لا يجالسون العبيد ليؤاكلوهم وصفوان هذا ابن أمية كان من كرام العرب ومن المشهورين بإطعام الطعام الظاهر أن عمر رضي الله عنه لاحظ أن صفوان الذي جاء بتلك الجفنة الضخمة وفيها طعام كأن هذا فعله تكرما منه وإطعاما للفقراء والمساكين والعبيد لكن يظهر أن صفوان لم يجالس الجماعة كما فعل عمر فدعا عمر على الأسياد الذين لا يجالسون العبيد ولا يؤاكلونهم فقال : ( فعل الله بقوم ) أو ( لحا الله قوما يرغبون عن أرقائهم أن يأكلوا معهم ) فقال صفوان معتذرا ( أما والله ما نرغب عنهم ولكنا نستأثر عليهم لا نجد والله من الطعام الطيب ما نأكل ونطعمهم ) هذا في الواقع سمو من صفوان خلاف ما قد يبدو لبعض الأذهان أنه اعتذار عن خطأ بدر منه ليس كذلك هو يقول ما مفاده أنه لا يتيسر له من الطعام الطيب ما يتسع له ولأهل بيته ولعبيده أيضا والآن قد تيسر له هذه الجفنة من الطعام فجاء بها خالصة للفقراء والمساكين فهو لم يجالسهم ولم يطعم معهم لا أنفة وكبرياء وإنما إفرادا لهم بهذا الطعام الطيب وعدم مشاركة منه لهم فيه وهذا في الواقع تدل على نفس كريمة وسخية منتهى السخاء لأنه خص العبيد بأن يأكلوا من هذا الطعام الطيب ولم يشاركهم فيه ليأكلوا ويشبعوا ... منه .
فإذن أفادنا هذا الأثر من عمر رضي الله عنه أنه يكره أشد الكراهة أن يترفع السيد عن أن يشارك عبيده فضلا عن خادمه الحر في الطعام والشراب هذا في الواقع من سمو الإسلام في الربط بين أفراد المسلمين في مجتمعهم حيث لا يفرق بين سيد ومسود بين حر وعبد فكلهم يجلسون على مائدة واحدة ويطعمون من طعام واحد هذا منتهى العدل بين المسلمين جميعا في الحديث الثاني وهو في الباب الثالث بعد المئة باب إذا نصح العبد لسيده .
الطالبة : قلنا الحديث إنه بيقول الأثر إنه الانسان .
الشيخ : شلون .
الطالبة : بيدل الحديث على إنه الإنسان أن يؤثر نفسه على غيره .
الشيخ : يؤثر غيره على نفسه .
الطالبة : نفسه يعني هو عم يقول ولكننا نستأثر عليهم لا نجد والله من الطعام الطيب ما نأكل ونطعمهم يعني إذا ما عنده هو يأكل هو بيجوز له بيجوز يأكل .
الشيخ : بيجوز .
الطالبة : ما يطعم غيره .
الشيخ : لأنه هذه الفقرة هي موضحين عليها فالفقرة هاي بتنبهنا بالحديث السابق ( أنفقه على نفسك قال عندي آخر قال أنفقه على زوجك قال عندي آخر قال أنفقه على خادم ثم فيما بقي أنت أبصر ) يجوز طبعا لكن المهم هنا في عنا قضيتين في قصة عمر القضية الأولى إنه عمر يحض على مشاركة الأسياد للعبيد في الطعام القضية الثانية صفوان بن أمية هذا لم يستنكف عن مشاركتهم في الطعام أنفة واستكبارا وإنما لأنه وجد طعام جيد فخصه بهؤلاء فهذا هو سبب عدم جلوسه معهم أما إذا كان السيد ما عنده غير ما يكفي نفسه وعياله وأطعم عبده ما دون ذلك من الطعام فهذا يجوز طبعا .