شرح حديث أنس رضي الله عنه قال : ( كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا أتي بالشيء يقول اذهبوا به إلى فلانة فإنها كانت صديقة خديجة ... ). حفظ
الشيخ : ثم عقد المصنف رحمه الله باباً آخر فقال :
" باب قول المعروف " يعني تقدم أن كل معروف صدقة، فالآن يفصل أن من المعروف أن تقول قولاً حسناً .
ذكر فيه حديثين أحدهما :
عن عبد الله بن يزيد الخطمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كل معروف صدقة ) وقد سبق هذا الحديث وأمثاله، والحديث الآخر عن أنس قال : ( كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا أتي بالشيء يقول اذهبوا به إلى فلانة فإنها كانت صديقة خديجة ، اذهبوا به إلى بيت فلانة فإنها كانت تحب خديجة ).
هذا من مكارم أخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام حيث كان يذكر خديجة زوجته الأولى يذكرها بخير، بل ويتتبع صواحب خديجة بالخير والهبة والهدية فكان الرسول عليه الصلاة والسلام إذا أتي بالشيء يعني مما يهدى يقول اذهبوا به إلى فلانة فإنها كانت صديقة خديجة، هذا بعد وفاة السيدة خديجة كان عليه الصلاة والسلام يتتبع بالهدايا صديقات خديجة رضي الله عنها، كذلك إذا جاء بعض الناس بالشيء إليه صلى الله عليه وسلم قال : ( اذهبوا به إلى بيت فلانة فإنها كانت تحب خديجة ) الفرق أن الشخص قد يحب آخر وليس صديقاً له، ولذلك تفنن أنس هنا في الرواية فمرة يقول : كان الرسول عليه السلام إذا جاءه الشيء مما يهدى إليه يقول اذهبوا به إلى فلانة فإنها كانت صديقة خديجة وتارة يقول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( اذهبوا به إلى بيت فلانة فإنها كانت تحب خديجة ) لم تكن صديقة لكن يكفيها أنها كانت تحب خديجة، ومن ذكر خديجة بالخير الإحسان إلى صديقاتها وإلى محبيها وهذا من الأمثلة العالية من أخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام في حسن معاملته لأهله حتى ولو بعد وفاتها.
والشاهد من هذا الحديث أن الرسول عليه السلام حين قال : ( كل معروف صدقة ) فإرسال الرسول للهدية التي جاءته إلى فلانة لأنه صديقة خديجة أو محبة خديجة هو قول لكن قول معروف فهو يكتب أيضاً صدقة لصاحب هذا القول وهو هنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
أعاد الحديث الأول في هذا الباب من رواية صحابي آخر وهو حذيفة قال : قال نبيكم صلى الله عليه وسلم : ( كل معروف صدقة ).