حكم زخرفة المساجد. حفظ
الشيخ : ولذلك ذهب العلماء إلى أن المساجد لا ينبغي أن تزخرف ولا أن تنقش لأنها مواطن بنيت من أجل أن يتفرغ فيه المسلم للعبادة بكل توجه بقلبه إلى ربه تبارك وتعالى، من أجل ذلك ثبت في *صحيح البخاري * عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه لما جدد المسجد النبوي أو زاد فيه قال للبناء المعماري قال له : " أكن الناس من الحر والقر ولا تحمر ولا تصفر " ابن بناءً يأوي إليه الناس ويتخلصون به من شدة الحر وشدة البرد، لأن هذا هو المقصود من بناء المسجد، لكن لا تحرم ولا تصفر لأن الحمرة هو من الزخرف، ولا ينبغي أن يكون في المسجد شيء من مثل هذه الزخارف، وقد نهى الرسول عليه الصلاة والسلام نهياً لطيفاً ليس صريحاً عن بناء المساجد مزخرفة فقال عليه الصلاة والسلام : ( لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس بالمساجد ) ( لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس بالمساجد ) روى هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عبد الله بن عباس رضي الله عنهما وعلق على الحديث بقوله : " لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى " ابن عباس بعد أن يروي هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس بالمساجد ) يقول ابن عباس استنباطاً من هذا الحديث وغيره قال مؤكداً لما يقول : " لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى " من أين عرف هذا الخبر الذي نراه نحن الآن أمراً واقعاً؟ فمساجدنا اليوم تزخرف كما تزخرف الكنائس، بل إن كثيرين من المسلمين الذين يتطوعون لبناء المساجد إما من كيسهم فقط أو مشاركة منهم مع غيرهم إنهم ليتباهون فعلاً ببناء المساجد مجملة مزخرفة بظنهم أنهم بذلك يحسنون صنعاً ولا يدرون أنهم بتبعون سنن من كان قبلهم كما قال عليه الصلاة والسلام: ( لتتبعن سنن من كان من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ، قالوا : من هم يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال : فمن الناس؟ ) من في في الدنيا ممكن يكن أن يكون قدورة سيئة للشعوب وللأمم الأخرى ؟ ليس هناك إلا اليهود والنصارى ، وهاهم المسلمون اليوم يجرون وراء اليهود والنصارى حذو القذة بالقذة، ليس فقط في أمور الدنيا المحضة فهذا أمر مجسد مجسم لا يخفى على إنسان فما هذا التبرج وما هذه الخلاعة التي انتشرت بين النساء وبين الرجال بين الفتيان والفتيات إلا تقليداً من هؤلاء المسلمين للكفار من اليهود والنصارى، ليس هذا فقط بل قد تعدى تقليدهم للكفار حتى في العبادات في المساجد التي ينبغي أن تبنى لوجه الله تبارك وتعالى، فإذا ما لفت نظر بعض من له يد في بناء مسجد ما ونصح أن لا يبنيه منقوشاً مزخرفاً أجابك بقوله : يا أخي هاي الكنائس اليوم تزخرف بل هذه بيوتنا تزخرف فبيت الله أليس أولى بالزخرف؟ كأن القضية عندهم مادية محضة، ويجهلون مع الأسف الشديد أن البيوت بيوتنا هي من دنيانا، أما بيوت الله تبارك وتعالى فهي لآخرتنا، فليس ينبغي أن يقاس ما كان لآخرتنا على ما هو لدنيانا، فالبيت نعيش فيه لنتمتع ولنتسلى ووإلى آخره، أما المسجد فيبنى ليخلو الإنسان فيه مع ربه تبارك وتعالى ويجمع قلبه في صلاته في إقباله على ربه عز وجل، فلا يجوز قياس المساجد على الكنائس أو على بيوتنا، فالمساجد كما قال عليه الصلاة والسلام : ( إنما بنيت لذكر الله والصلاة والتسبيح والتكبير ) ثم من جهة أخرى لا يجوز للمسلم أن يقيس إسلامه على دين النصارى ودين اليهود، لأن هؤلاء قد اتخذوا دينهم لهواً ولعباً اليهود والنصارى اتخذوا دينهم لهواً ولعباً، فلا يجوز لنا نحن أيضاً أن نتخذ ديننا لهواً ولعباً، اليوم الزوار من الكفار الأوروبيين أو الأمريكيين يأتون إلى مسجد بني أمية ليتفرجوا على زخارفه، ولو كان مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام الذي بناه هو بيده ثم الذي وسعه من بعده الخلفاء الراشدين لما دخلوا مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام بل ولفروا منه لأنه بني على التواضع وعلى أساس كلمة عمر: " أكن الناس من الحر والقر ولا تحمل ولا تصفر " فمجيء الكفار للاطلاع على زخرف مسجد بني أمية أو غيره من المساجد التب بنيت في عز الإسلام الماضي مجيء هؤلاء الكفار للاطلاع على آثار الزخارف المسجد الإسلامي هل هذا مما يشرف المسلمين أم مما يحطهم ؟ لا شك أن الأمر الأول أبعد ما يكون عنهم، ولذلك فإن الداخل للمسجد الأموي يدخل فلا يدري في كثير من الأيام لا يدري أهذا المسجد هو مسجد أم كنيسة، لماذا؟ لكثرة الغرباء من الرجال والنساء الذين يدخلون هذا المسجد بأزياء وبحالات فيها كشف عن العورات سواء كانوا رجالاً أو نساءً، هذا كله أثر من آثار الانحراف عن السنة في مساجدنا وفي عباداتنا وطاعتنا لله تبارك وتعالى.
الخلاصة: أن تعاطي المهنة هو أمر يأمر فيه الشارع ولكن في حدود الاعتدال والتمسك بالأسباب المشروعة.
الخلاصة: أن تعاطي المهنة هو أمر يأمر فيه الشارع ولكن في حدود الاعتدال والتمسك بالأسباب المشروعة.