" باب المسلم مرآة أخيه "
شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ( المؤمن مرآة أخيه والمؤمن أخو المؤمن يكف عليه ضيعته ويحوطه من وراءه ) حفظ
الشيخ : والباب الآتي الآن هو : " باب المسلم مرآة أخيه " وهذا باب أحوج ما نكون إليه نحن المسلمين اليوم نساءً ورجالاً، والحق والحق أقول إن انصراف المسلمين عن مثل هذا الحديث الواحد هو الذي يورطهم في كثير من المشاكل الأخلاقية، فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول في الحديث الثاني من هذا الباب لأن الحديث الذي قبله فيه جهالة في الحديث الثاني يقول :
من رواية أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( المؤمن مرآة أخيه والمؤمن أخو المؤمن يكف عليه ضيعته ويحوطه من وراءه ) .
هذا حديث عظيم سواء في مطلعه في الفقرة الأولى منه ألا وهو قوله عليه السلام : ( المؤمن مرآة أخيه أو بالتفصيل الآتي بعده ) فمعنى هذا الحديث: ( المؤمن مرآة أخيه ) يعني يجب أن تكون علاقة المسلم مع أخيه المسلم بحيث أنه يستعين به على أن يرتقي إلى درجات الكمال بسبب أخيه المسلم وكيف ذلك ؟ لأن من طبيعة الإنسان ومن طبيعة النفس الأمارة بالسوء الغافلة المغفلة أنها لا ترى عيوبها وإنما ترى عيوب غيرها ، الإنسان لا ينتبه لعيبه لسببين اثنين : السبب الأول : لسوء طويته ، والسبب الثاني : ولو كان صالحاً فهو لا يتمكن ولا يشعر ولا يحس بعيبه، ولذلك فيجب أن يرى عيوبه بمرآته، فما هي مرآته ؟ هي أخوه المسلم، وكيف يكون الأخ المسلم مرآة لأخيه المسلم ؟ هو النصيحة حينما أنا أرى أمامي شخصاً وأرى فيه عيوباً وهو غافلاً عنها فيجب علي أن أصنحه، فإذا أنا نصحته انتبه هو لعيبه وبادر إلى إصلاحه ، واليوم المسملون بسبب انصرافهم عن آداب نبيهم عليه الصلاة والسلام وتوجيهاته التي منها هذا الحديث: ( المؤمن مرآة المؤمن ) مرآة أخيه المؤمن ، فبدل واقعنا اليوم فبدل من أن يتخذ بعضنا بعضنا مرآة يكتشف به عيوبه التي لا سبيل إلى أن يطلع هو عليها بنفسه تصبح هذه الحقيقة معكوسة فإذا أنا نصحت أحداً قال عليك بنفسك قال أنت عمتطعن في أنا ماني عاجبك أنا كذا أنا كذا، فانقلبت النصيحة أي انقلبت المرآة الي كانت المفروض أن تكون مجلية أن تكون منيرة إلى مرآة مظلمة أصبح الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبباً لإيثار الأحقاد والشحناء والبغضاء، هذا من جهة من نصح لسبب مرآة أخيه المسلم، أي المسلم الذي رأى عيب الآخر فنصحه عاد المنصوح باللائمة على الناصح فلم يستفد من مرآته من أخيه المسلم الذي نصحه هذا من جهة، من جهة أخرى قد تكون القضية على العكس من هذا تماماً فأنا صحيح أرى عيباً في إنسان فأنقده لا لأنصحه وإنما للنقد للتشريح والتجريح فهذا أيضاً لا يجوز، فهل هذه معاملة المسلم لأخيه المسلم ؟ أبداً ، المؤمن أخي المسلم مرآة المسلم يرى عيبه بواسطته، ولذلك فبدل أن يتهرب أحدنا من قبول نصيحة الآخر يجب أن يقول كلمة الخليفة الراشد الذي خطب الناس فقال ما معناه : " رحم الله امرأً أهدى إلي عيوبي " هذا هو المسلم الكامل لأنه يعلم أن العيوب التي ينطوي عليها نفس الإنسان هي أكثر من أن يستطيع هذا الإنسان أن يتنبه لها أو أن يكتشفها، وإنما يكتشفها منه أخوه الذي يقابله فهو عليه أن ينصحه وأن يحفظه، لذلك قال عليه الصلاة والسلام في تمام الحديث بعد قوله : ( المؤمن مرآة أخيه والمؤمن أخو المؤمن ) يعني صاحبه وصديقه ( يكف عليه ضيعته ويطوه من ورائه ) يكف ... عليه السلام يكف عليه ضيعته ... .
الذي يطعن فيه ظلماً وزوراً من أكل أكلة أي من تعاطى هذا السبب المحرم ليتوصل إلى شيء حقير من حطام الدنيا فجزاؤه أن الله يطعمه مثلها من جهنم يوم القيامة، كذلك من كُسي برجل مسلم يعني حصل على كسوة بسبب نيله من عرض أخيه المسلم وطعنه فيه وفي غيبته فإن الله عز وجل يكسوه من جهنم، ومن قام برجل مسلم مقام رياء وسمعة يعني يقوم يتكلم بين الناس علناً يشهره بخلاف ما فيه يتظاهر أن هو رجل له السيطرة وله السلطة أو هو رجل لا يبالي بالناس ولا يخاف وإنما يتكلم الحق والحقيقة أنه يتكلم باطلاً، فمن قام مثل هذا المقام مقام رياء وسمعة يتظاهر به أمام الناس ويطعن في أخيه المسلم فإن الله يقوم به مقام رياء وسمعة يوم القيامة أي يشهره أمام الناس بمثل ما شهر هو ذلك المسلم فيجازيه على ذلك شراً ويعذبه عذاباً أليماً، مثل هذا المقام مقام الرياء والسمعة ما رواه الإمام البخاري في *صحيحه* عن سعد بن أبي وقاص أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أرسل خلفه كان والياً ، سعد كان والياً في الكوفة من قبل عمر فجاء بعض الناس وشكوه إلى عمر ما كانت هذه الشكوى ؟ قالوا لا يحسن الصلاة بنا ، سعد بن أبي وقاص أحد العشرة المبشرين بالجنة تأتي شكوى جائرة ظالمة كاذبة إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بأن هذا أميرنا بس لا يعرف يصلي بنا فبعث وراه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فجاء قال : الناس يقولون هكذا فقال سعد : والله يا أمير المؤمنين لا آلو يعني لا أقصر أن أصلي بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأطيل في الأولين وأقصر في الآخرين الركعتين الآخيرتين، وزيادة من عمر ابن الخطاب في التحري أرسل رجالاً من عنده إلى مقر ولاية سعد بن أبي وقاص يتحسس هؤلاء أخبار الناس شو رأيكم في سعد بن أبي وقاص فالجماهير أثنت عليه خيراً إلا شخص واحد قال إذا كان لا بد يعني أن أنا أبدي رأيي فأنا أقول: إنه لا يعدل في السوية ويعني نسبه إلى الظلم في العطاء، فلما سمع هذا سعد بن أبي وقاص قال : اللهم إن كان كاذباً فإني أدعو عليه بثلاث دعوات : اللهم أطل عمره وأفقره في كبره ولا تمته حتى يفتتن في دينه أو كما قال ، يقول راوي الحديث فلقد رأيته شيخاً كبيراً قد نزل حاجبه على عينه وهو في الطرقات يمشي يغمز الجواري في سن كبير الله أعلم ثمانين تسعين سنة وهو يغمز الجواري يداعبهن كما يفعل الشباب الفساق هذا مما استجاب الله دعاء سعد على ذلك الإنسان، لماذا ؟ لأنه رفع صوته يشهد شهادة زور أمام الناس ويطعن فيه فهو قام مقام سمعة ورياء فدعا عليه سعد بن أبي وقاص فاستجاب الله عز وجل دعاءه وابتلاه بالكبر بالعجز وفتنه فكان يغامز الجواري ... .
من رواية أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( المؤمن مرآة أخيه والمؤمن أخو المؤمن يكف عليه ضيعته ويحوطه من وراءه ) .
هذا حديث عظيم سواء في مطلعه في الفقرة الأولى منه ألا وهو قوله عليه السلام : ( المؤمن مرآة أخيه أو بالتفصيل الآتي بعده ) فمعنى هذا الحديث: ( المؤمن مرآة أخيه ) يعني يجب أن تكون علاقة المسلم مع أخيه المسلم بحيث أنه يستعين به على أن يرتقي إلى درجات الكمال بسبب أخيه المسلم وكيف ذلك ؟ لأن من طبيعة الإنسان ومن طبيعة النفس الأمارة بالسوء الغافلة المغفلة أنها لا ترى عيوبها وإنما ترى عيوب غيرها ، الإنسان لا ينتبه لعيبه لسببين اثنين : السبب الأول : لسوء طويته ، والسبب الثاني : ولو كان صالحاً فهو لا يتمكن ولا يشعر ولا يحس بعيبه، ولذلك فيجب أن يرى عيوبه بمرآته، فما هي مرآته ؟ هي أخوه المسلم، وكيف يكون الأخ المسلم مرآة لأخيه المسلم ؟ هو النصيحة حينما أنا أرى أمامي شخصاً وأرى فيه عيوباً وهو غافلاً عنها فيجب علي أن أصنحه، فإذا أنا نصحته انتبه هو لعيبه وبادر إلى إصلاحه ، واليوم المسملون بسبب انصرافهم عن آداب نبيهم عليه الصلاة والسلام وتوجيهاته التي منها هذا الحديث: ( المؤمن مرآة المؤمن ) مرآة أخيه المؤمن ، فبدل واقعنا اليوم فبدل من أن يتخذ بعضنا بعضنا مرآة يكتشف به عيوبه التي لا سبيل إلى أن يطلع هو عليها بنفسه تصبح هذه الحقيقة معكوسة فإذا أنا نصحت أحداً قال عليك بنفسك قال أنت عمتطعن في أنا ماني عاجبك أنا كذا أنا كذا، فانقلبت النصيحة أي انقلبت المرآة الي كانت المفروض أن تكون مجلية أن تكون منيرة إلى مرآة مظلمة أصبح الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبباً لإيثار الأحقاد والشحناء والبغضاء، هذا من جهة من نصح لسبب مرآة أخيه المسلم، أي المسلم الذي رأى عيب الآخر فنصحه عاد المنصوح باللائمة على الناصح فلم يستفد من مرآته من أخيه المسلم الذي نصحه هذا من جهة، من جهة أخرى قد تكون القضية على العكس من هذا تماماً فأنا صحيح أرى عيباً في إنسان فأنقده لا لأنصحه وإنما للنقد للتشريح والتجريح فهذا أيضاً لا يجوز، فهل هذه معاملة المسلم لأخيه المسلم ؟ أبداً ، المؤمن أخي المسلم مرآة المسلم يرى عيبه بواسطته، ولذلك فبدل أن يتهرب أحدنا من قبول نصيحة الآخر يجب أن يقول كلمة الخليفة الراشد الذي خطب الناس فقال ما معناه : " رحم الله امرأً أهدى إلي عيوبي " هذا هو المسلم الكامل لأنه يعلم أن العيوب التي ينطوي عليها نفس الإنسان هي أكثر من أن يستطيع هذا الإنسان أن يتنبه لها أو أن يكتشفها، وإنما يكتشفها منه أخوه الذي يقابله فهو عليه أن ينصحه وأن يحفظه، لذلك قال عليه الصلاة والسلام في تمام الحديث بعد قوله : ( المؤمن مرآة أخيه والمؤمن أخو المؤمن ) يعني صاحبه وصديقه ( يكف عليه ضيعته ويطوه من ورائه ) يكف ... عليه السلام يكف عليه ضيعته ... .
الذي يطعن فيه ظلماً وزوراً من أكل أكلة أي من تعاطى هذا السبب المحرم ليتوصل إلى شيء حقير من حطام الدنيا فجزاؤه أن الله يطعمه مثلها من جهنم يوم القيامة، كذلك من كُسي برجل مسلم يعني حصل على كسوة بسبب نيله من عرض أخيه المسلم وطعنه فيه وفي غيبته فإن الله عز وجل يكسوه من جهنم، ومن قام برجل مسلم مقام رياء وسمعة يعني يقوم يتكلم بين الناس علناً يشهره بخلاف ما فيه يتظاهر أن هو رجل له السيطرة وله السلطة أو هو رجل لا يبالي بالناس ولا يخاف وإنما يتكلم الحق والحقيقة أنه يتكلم باطلاً، فمن قام مثل هذا المقام مقام رياء وسمعة يتظاهر به أمام الناس ويطعن في أخيه المسلم فإن الله يقوم به مقام رياء وسمعة يوم القيامة أي يشهره أمام الناس بمثل ما شهر هو ذلك المسلم فيجازيه على ذلك شراً ويعذبه عذاباً أليماً، مثل هذا المقام مقام الرياء والسمعة ما رواه الإمام البخاري في *صحيحه* عن سعد بن أبي وقاص أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أرسل خلفه كان والياً ، سعد كان والياً في الكوفة من قبل عمر فجاء بعض الناس وشكوه إلى عمر ما كانت هذه الشكوى ؟ قالوا لا يحسن الصلاة بنا ، سعد بن أبي وقاص أحد العشرة المبشرين بالجنة تأتي شكوى جائرة ظالمة كاذبة إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بأن هذا أميرنا بس لا يعرف يصلي بنا فبعث وراه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فجاء قال : الناس يقولون هكذا فقال سعد : والله يا أمير المؤمنين لا آلو يعني لا أقصر أن أصلي بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأطيل في الأولين وأقصر في الآخرين الركعتين الآخيرتين، وزيادة من عمر ابن الخطاب في التحري أرسل رجالاً من عنده إلى مقر ولاية سعد بن أبي وقاص يتحسس هؤلاء أخبار الناس شو رأيكم في سعد بن أبي وقاص فالجماهير أثنت عليه خيراً إلا شخص واحد قال إذا كان لا بد يعني أن أنا أبدي رأيي فأنا أقول: إنه لا يعدل في السوية ويعني نسبه إلى الظلم في العطاء، فلما سمع هذا سعد بن أبي وقاص قال : اللهم إن كان كاذباً فإني أدعو عليه بثلاث دعوات : اللهم أطل عمره وأفقره في كبره ولا تمته حتى يفتتن في دينه أو كما قال ، يقول راوي الحديث فلقد رأيته شيخاً كبيراً قد نزل حاجبه على عينه وهو في الطرقات يمشي يغمز الجواري في سن كبير الله أعلم ثمانين تسعين سنة وهو يغمز الجواري يداعبهن كما يفعل الشباب الفساق هذا مما استجاب الله دعاء سعد على ذلك الإنسان، لماذا ؟ لأنه رفع صوته يشهد شهادة زور أمام الناس ويطعن فيه فهو قام مقام سمعة ورياء فدعا عليه سعد بن أبي وقاص فاستجاب الله عز وجل دعاءه وابتلاه بالكبر بالعجز وفتنه فكان يغامز الجواري ... .