باب : " باب العفو والصفح عن الناس " .
شرح حديث أنس رضي الله عنه : ( أن يهودية أتت النبي صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة فأكل منها فجيء بها فقيل ألا نقتلها ؟ قال: لا ، قال ما زلت أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم ). حفظ
الشيخ : الباب الذي بعده وهو الباب الثالث والعشرون بعد المئة قال المصنف رحمه الله :
" باب العفو والصفح عن الناس " .
روى بإسناده الصحيح .
عن أنس ( أن يهودية أتت النبي صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة فأكل منها فجيء بها فقيل ألا نقتلها ؟ قال: لا ، قال: ما زلت أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم ) .
هذه قصة مشهورة في تاريخ السيرة النبوية وهي أن يهودية جاءت إلى الرسول عليه السلام بشاة مسمومة يعني مشوية ومسمومة ، جاءت بهذه الشاة بهذا الذراع من الشاة وهو مسموم تقدمه إلى الرسول عليه السلام هدية فأكل منها الرسول عليه السلام، وظهر أثر السم في الشاة في تلك الحادثة حيث أن النبي عليه الصلاة والسلام بعد وضع اللقمة الأولى في فمه نزل الوحي عليه بأنها شاة مسمومة، فأمر الرسول عليه السلام أصحابه الذين كانوا معه بأن يمسكوا ولا يأكلوا، وقال إن هذه الذارع تخبرني أنها مسمومة فانتهى الناس، وكان منهم أحد الصحابة الذين أكلوا مع الرسول عليه السلام كان قد وصلت اللقمة إلى جوفه فتأثر بها فمات، أما الرسول عليه السلام فلم يتأثر بتلك الأكلة التي أكلها من تلك الشاة المسمومة تأثراً يؤدي إلى موته مباشرة، وإنما ظهر تأثير تلك اللقمة في جسده عليه السلام مع الزمن وإلى ذلك يشير أنس بن مالك رضي الله عنه بقوله : ( فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم ) اللهوات جمع لهاة وهي اللسان الصغير الذي هو في الحلق هنا الذي نعلم أنه يسد مجرى التنفس لكي لا تدخل اللقمة إلى مجرى التنفس وإنما تأخذ المجرى الطبيعي، فهذه اللهاة يظهر أنها مضغة حساسة فلما باشرها السم أضعفها، فيقول أنس فكنت أجد أثر تلك اللقمة المسمومة في لهواة الرسول عليه السلام، وذلك إما بأن يبح صوته عليه السلام في بعض الأحيان بتأثير ذلك السم أو يصيبه شيء من الورم كما يصيب الأطفال الصغار وغيرهم ونحو ذلك، وقد أخبر الرسول عليه السلام في مرض موته بأنه لم يزل يجد أثر تلك اللقمة المسمومة حتى وجد أثرها في مرض موته وقال: ( فهذا أوان انقطاع أبهري ) أي انقطاع عرق من عروقه عليه السلام فكان أكله عليه السلام من هذه الشاة تأثر بها تأثراً مع الزمن حتى مات منها بعد مدة سنة أو سنتين، ولذلك فبعض العلماء يعتبرون الرسول عليه السلام بأنه مات شهيداً بسبب هذا السم الذي دسته تلك اليهودية في الذراع ذراع الشاة المسمومة، وهاهنا في هذا الحديث خبر تضاربت الأخبار فيه وهي أن أصحاب الرسول عليه السلام سألوه بعد أن علم الرسول عليه السلام بنطق ذراع الشاة أنها مسمومة وبعد وفاة أحد الصحابة بسبب أكله منها علم أنها أي هذه اليهودية قد غدرت به عليه السلام وأرادت قتله والقضاء عليه، فأرسل خلفها فاعترفت بأنها وضعت السم عامداً قصداً، فسألها عن السبب قالت : قلت : إن كان صادقاً في ادعائه النبوة والرسالة فلن يضره السم، وإن كان كاذباً قضينا عليه.
" باب العفو والصفح عن الناس " .
روى بإسناده الصحيح .
عن أنس ( أن يهودية أتت النبي صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة فأكل منها فجيء بها فقيل ألا نقتلها ؟ قال: لا ، قال: ما زلت أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم ) .
هذه قصة مشهورة في تاريخ السيرة النبوية وهي أن يهودية جاءت إلى الرسول عليه السلام بشاة مسمومة يعني مشوية ومسمومة ، جاءت بهذه الشاة بهذا الذراع من الشاة وهو مسموم تقدمه إلى الرسول عليه السلام هدية فأكل منها الرسول عليه السلام، وظهر أثر السم في الشاة في تلك الحادثة حيث أن النبي عليه الصلاة والسلام بعد وضع اللقمة الأولى في فمه نزل الوحي عليه بأنها شاة مسمومة، فأمر الرسول عليه السلام أصحابه الذين كانوا معه بأن يمسكوا ولا يأكلوا، وقال إن هذه الذارع تخبرني أنها مسمومة فانتهى الناس، وكان منهم أحد الصحابة الذين أكلوا مع الرسول عليه السلام كان قد وصلت اللقمة إلى جوفه فتأثر بها فمات، أما الرسول عليه السلام فلم يتأثر بتلك الأكلة التي أكلها من تلك الشاة المسمومة تأثراً يؤدي إلى موته مباشرة، وإنما ظهر تأثير تلك اللقمة في جسده عليه السلام مع الزمن وإلى ذلك يشير أنس بن مالك رضي الله عنه بقوله : ( فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم ) اللهوات جمع لهاة وهي اللسان الصغير الذي هو في الحلق هنا الذي نعلم أنه يسد مجرى التنفس لكي لا تدخل اللقمة إلى مجرى التنفس وإنما تأخذ المجرى الطبيعي، فهذه اللهاة يظهر أنها مضغة حساسة فلما باشرها السم أضعفها، فيقول أنس فكنت أجد أثر تلك اللقمة المسمومة في لهواة الرسول عليه السلام، وذلك إما بأن يبح صوته عليه السلام في بعض الأحيان بتأثير ذلك السم أو يصيبه شيء من الورم كما يصيب الأطفال الصغار وغيرهم ونحو ذلك، وقد أخبر الرسول عليه السلام في مرض موته بأنه لم يزل يجد أثر تلك اللقمة المسمومة حتى وجد أثرها في مرض موته وقال: ( فهذا أوان انقطاع أبهري ) أي انقطاع عرق من عروقه عليه السلام فكان أكله عليه السلام من هذه الشاة تأثر بها تأثراً مع الزمن حتى مات منها بعد مدة سنة أو سنتين، ولذلك فبعض العلماء يعتبرون الرسول عليه السلام بأنه مات شهيداً بسبب هذا السم الذي دسته تلك اليهودية في الذراع ذراع الشاة المسمومة، وهاهنا في هذا الحديث خبر تضاربت الأخبار فيه وهي أن أصحاب الرسول عليه السلام سألوه بعد أن علم الرسول عليه السلام بنطق ذراع الشاة أنها مسمومة وبعد وفاة أحد الصحابة بسبب أكله منها علم أنها أي هذه اليهودية قد غدرت به عليه السلام وأرادت قتله والقضاء عليه، فأرسل خلفها فاعترفت بأنها وضعت السم عامداً قصداً، فسألها عن السبب قالت : قلت : إن كان صادقاً في ادعائه النبوة والرسالة فلن يضره السم، وإن كان كاذباً قضينا عليه.