ذكر التوفيق بين حديث أبي الهيثم بن التيهان أنه كان فيه رجل رقيق وهو مسلم يصلي ، وبين أن الإسلام استباح الاسترقاق جزاء الكفر والوقوف في طريق الدعوة ؟ حفظ
الشيخ : كيف هذا وهو أسير ؟
والمفروض في الأسرى أنهم كفار فكيف هو أسير وهو يصلي ؟ وهذا في الواقع مما يشكل على كثير من طلاب العلم اليوم يقولون : عرفنا أن الإسلام إنما استباح الاسترقاق جزاء كفرهم وعنادهم ووقوفهم في طريق الدعوة إلى الله وإلى دينه فكان جزاءهم في الدنيا أن يسترقوا وأن يستعبدوا هذا معقول يقولون ، ولكن ما بال هذا مسترقاً وقد آمن بالله ورسوله كهذا الذي قال عنه الرسول عليه السلام: ( فإني رأيته يصلي ) .
الجواب على هذا : أن كثيراً من الأسرى الذين كانوا يقعون في يد الجيش المسلم كانوا يسلمون حينما يخالطون المسلمين ويعيشون بينهم ويطلعون عن كثب وعن قرب عن تأثير الإسلام في تربية المسلمين وفي تخليقهم بالأخلاق الحسنة، فيتبينون من هذه الحياة التي اضطروا إلى أن يحيوها مع أسيادهم يتبينون بها ما لم يكونوا يعرفونه من قبل من مبلغ تأثير الإسلام في معتنقيه في تربيتهم وفي تحسين سلوكهم، فكانوا حينما يرون هذا التأثير الصالح من الدين الإسلامي في أصحابه ينشرحون لهذا الإسلام فيسلمون ويأخذون يصلون فهو من قبل كان كافراً وما وقع أسيراً إلا لأنه كان كافراً، ولكن بعدما أسر واسترق وتبين له صلاح الإسلام ليكون ديناً لجميع الأنام أسلم هذا العبد فلماذا يبقى عبداً مسترقاً؟ الجواب: لو كان الإسلام قد اتخذ نظاماً أن الأسير مجرد أن يقع في الأسر ويعلن إسلامه يصبح حراً لكان هذا أداة ضرر للجيش المسلم، لأنه كلما وقع أسير في يد المسلم يقول : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وعلى افتراض أن النظام كان وجوب عتقه يقول له روح انطلق، شو بيساوي؟ بيرجع لبلده وبيتجهز من جديد هو وأصحابه الذين لم يؤسروا أو كانوا أسروا وأطلقوا، ولذلك فمصلحة الجيش المسلم تقتضي أن يظل الأسير الكافر أسيراً حتى ولو أعلن إسلامه خشية أن يكون هذا الإعلان سبباً منه للخلاص من الأسر ولم يكن إسلامه عن قناعة وعن إيمان، لذلك كانت هذه الحقيقة توجد في حياة المسلمين في أسراهم، فالأسير المسترق كان كافراً ثم أسلم فيظل أسيراً مسترقاً مستعبداً، وفي الوقت نفسه لم يسد الشارع الحكيم طريق التحرر لهذا المسترق المستعبد بعد إسلامه ما سد الطريق عليه أن يتخلص من أسره، وذلك بأن أمر المسلمين الأسياد الذي لديهم من أمثال هؤلاء العبيد الذي أسلموا بعد استرقاقهم أمر الله عز وجل أسيادهم بأن يكاتبوهم وقال : فكاتبوهم إن وجدتم فيهم خيراً ، والمكاتبة مكاتبة السيد لعبده معناها عقد واتفاق يعقد بين السيد وبين عبده بأنه إذا قدم إليه كذا من الدراهم فبمجرد ما يقدم الحقبة الأخيرة من هذه الدراهم يصبح عتيقاً رغماً عن السيد بناء على هذا الاتفاق الذي أمر الشارع الحكيم به وأوجبه على الأسياد، أي لا يجوز للمسلم السيد أن يظل مسترقاً لعبده بعد إسلامه إذا رأى فيه خيراً بل يجب عليه أن يفسح له المجال ليتحرر من الرق والاسترقاق بأن يشتري نفسه بالمال فيقدمه للسيد فجيب حينذاك على السيد أن يعتقه.
والمفروض في الأسرى أنهم كفار فكيف هو أسير وهو يصلي ؟ وهذا في الواقع مما يشكل على كثير من طلاب العلم اليوم يقولون : عرفنا أن الإسلام إنما استباح الاسترقاق جزاء كفرهم وعنادهم ووقوفهم في طريق الدعوة إلى الله وإلى دينه فكان جزاءهم في الدنيا أن يسترقوا وأن يستعبدوا هذا معقول يقولون ، ولكن ما بال هذا مسترقاً وقد آمن بالله ورسوله كهذا الذي قال عنه الرسول عليه السلام: ( فإني رأيته يصلي ) .
الجواب على هذا : أن كثيراً من الأسرى الذين كانوا يقعون في يد الجيش المسلم كانوا يسلمون حينما يخالطون المسلمين ويعيشون بينهم ويطلعون عن كثب وعن قرب عن تأثير الإسلام في تربية المسلمين وفي تخليقهم بالأخلاق الحسنة، فيتبينون من هذه الحياة التي اضطروا إلى أن يحيوها مع أسيادهم يتبينون بها ما لم يكونوا يعرفونه من قبل من مبلغ تأثير الإسلام في معتنقيه في تربيتهم وفي تحسين سلوكهم، فكانوا حينما يرون هذا التأثير الصالح من الدين الإسلامي في أصحابه ينشرحون لهذا الإسلام فيسلمون ويأخذون يصلون فهو من قبل كان كافراً وما وقع أسيراً إلا لأنه كان كافراً، ولكن بعدما أسر واسترق وتبين له صلاح الإسلام ليكون ديناً لجميع الأنام أسلم هذا العبد فلماذا يبقى عبداً مسترقاً؟ الجواب: لو كان الإسلام قد اتخذ نظاماً أن الأسير مجرد أن يقع في الأسر ويعلن إسلامه يصبح حراً لكان هذا أداة ضرر للجيش المسلم، لأنه كلما وقع أسير في يد المسلم يقول : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وعلى افتراض أن النظام كان وجوب عتقه يقول له روح انطلق، شو بيساوي؟ بيرجع لبلده وبيتجهز من جديد هو وأصحابه الذين لم يؤسروا أو كانوا أسروا وأطلقوا، ولذلك فمصلحة الجيش المسلم تقتضي أن يظل الأسير الكافر أسيراً حتى ولو أعلن إسلامه خشية أن يكون هذا الإعلان سبباً منه للخلاص من الأسر ولم يكن إسلامه عن قناعة وعن إيمان، لذلك كانت هذه الحقيقة توجد في حياة المسلمين في أسراهم، فالأسير المسترق كان كافراً ثم أسلم فيظل أسيراً مسترقاً مستعبداً، وفي الوقت نفسه لم يسد الشارع الحكيم طريق التحرر لهذا المسترق المستعبد بعد إسلامه ما سد الطريق عليه أن يتخلص من أسره، وذلك بأن أمر المسلمين الأسياد الذي لديهم من أمثال هؤلاء العبيد الذي أسلموا بعد استرقاقهم أمر الله عز وجل أسيادهم بأن يكاتبوهم وقال : فكاتبوهم إن وجدتم فيهم خيراً ، والمكاتبة مكاتبة السيد لعبده معناها عقد واتفاق يعقد بين السيد وبين عبده بأنه إذا قدم إليه كذا من الدراهم فبمجرد ما يقدم الحقبة الأخيرة من هذه الدراهم يصبح عتيقاً رغماً عن السيد بناء على هذا الاتفاق الذي أمر الشارع الحكيم به وأوجبه على الأسياد، أي لا يجوز للمسلم السيد أن يظل مسترقاً لعبده بعد إسلامه إذا رأى فيه خيراً بل يجب عليه أن يفسح له المجال ليتحرر من الرق والاسترقاق بأن يشتري نفسه بالمال فيقدمه للسيد فجيب حينذاك على السيد أن يعتقه.